بعد يومين فقط يكسر سعد الدين الحريري رقم فؤاد السنيورة، في إبقاء البلاد 52 يوماً بلا حكومة. وبعد أربعة ايام أو خمسة، يبدأ شهر رمضان. وهو الشهر الذي تتعطل فيه دولةُ العائلة السعودية عن الإبداع الفكري والسياسي. فينسحب تعطيلُها على كل مُتسعدِنٍ في الأرض. ما يعني ترحيلَ أزمة التأليف حتى أواخر ايلول. وبين هذين الاستحقاقين الوشيكين، لا شيء يدعو الى التفاؤل. باستثناء تصريحين يتيمين ولافتين للنائبين فريد مكاري وحسن فضل الله. حيث أكد الأول أن الحكومة ستشكَّل قريباً. واعتبر الثاني أن الصعب قد تجاوزناه، أما الحقائب والأسماء فيمكن التفاهم عليها. باستثناء هذين الموقفين، كل الباقي يؤشر الى مزيد من انسداد الأفق. خصوصاً بعدما بدأت تظهر أكثر فأكثر الأسباب الفعلية للماطلة الحريرية. فهناك أولاً انتظار تطورات المحكمة الدولية، وهناك ثانياً حسابات تجارية خاصة، ترتبط بما يحكى في سوق الخلوي دولياً عن نية شركة OGER TEL الدخول الى لبنان كمشغل للهاف الخلوي اللبناني، أو كشارٍ لرخصة قائمة أو مستحدثة. علماً أن الشركة المذكورة والتابعة لشركة أوجيه الأم، هي المشغل الحالي لشركة TURK TELECOM في تركيا. حيث القطاع يدر مئات ملايين الدولارات، ولا يضيرها أن تزاد بضع مئات ملايين أخرى. ثم هناك أسباب فضائحية. حيث جبل جليد الفساد والهدر والسرقة وربما أكثر بكثير. فهناك فضيحة خطوط E1، التي تكشفها الOTV اليوم. وهناك الفضيحة الكبرى حول المحطة الاسرائيلية في الباروك، والمتروكة تفاصيلُها المذهلة للغد.
لكل هذه الأسباب، ولسواها الكثير، مما يتعلق بالموقع المسيحي في الدولة ومقتضيات التوازن المرفوض والميثاق الممسوخ، تستمر المماطلة الحريرية. لكن أسوأَ ما فيها، تذرُّعُها بميشال عون. وهو ما عُرض اليوم كاملاً، بالأسماء والوقائع والحقائق، في المؤتمر الصحافي المفصل، الذي شهدته الرابية.
otv