11 آب 2009
علقت صحيفة "تشرين" السورية على مواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الآخيرة وخاصة قوله "اشتقت إلى الشام"، وتأكيده أن طريق الشام هي هدف مَن يريد تبني العروبة ودعم قضية فلسطين والتزام خيار المقاومة. واعتبرت الصحيفة أنه حين يقول جنبلاط: "عندما نزور دمشق نطبق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سوريا" فإنه يمحو صفحة سوداء استمرت أربعة إعوام أضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي أساءت إلى تاريخه وماضيه.
وإذ رأت الصحيفة أنه هبت عواصف وأعاصير كثيرة ونُسجت مخططات خطيرة وبرزت للعلن مراهنات وصلت إلى حد التورط في مشروعات مشبوهة نتيجة الانبهار بالمارد الأميركي القادر على صنع المعجزات وفرض إرادته على الجميع، اعتبرت أن المفاجأة الكبرى كانت بأن إرادة المقاومة هي الخيار والمقاومون هم صناع المستقبل. وبدأت الهزائم الأميركية في كل مكان من أفغانستان إلى العراق إلى جنوب لبنان إلى غزة.
ولفتت الى أن الأميركيبن أنفسهم كانوا قد بدؤوا يتململون من الطريق المسدود الذي أوصلهم إليه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد فجاء تقرير بيكر- هاملتون ليرسم خريطة طريق جديدة للتحرك الأميركي المستقبلي بهدف إنقاذ الولايات المتحدة من مأزقها.
وبحسب "تشرين"، اكتشفت واشنطن أنها بحاجة إلى تعاون دمشق ولمس الأوروبيون أنها ضرورة لحماية مصالحهم وأن ازدواجية المعايير التي تتبعها وانحيازها الأعمى للصهاينة لم يفلحا في هزيمة المشروع المقاوم بل إنهما زاداه قدرة وتصميماً على تحرير الأرض وهذا ما كرسه نصر تموز وأكده الرد على مؤامرة 5 أيار بحيث جاء السابع من أيار ليؤكد بداية النهاية للمشروع الصهيوني نفسه خصوصاً بعد ان رسم اتفاق الدوحة طريق الشراكة الوطنية في الحكم التي تحمي الوطن وتعزز دور المقاومة وتمنع شطط البعض في الاستناد إلى الأجنبي, حماية للنظام الطائفي والرغبة في الاستئثار والهيمنة.
وتضيف الصحيفة: "إذا كانت الانتخابات النيابية لم تستطع أن تؤثر على الستاتيكو الذي فرضته المعارضة رغم دفع اكثر من مليار ومئتي مليون دولار، ورغم بعض التغييرات الديموغرافية التي حصلت في أكثر من منطقة والتي اضطر فيها جنبلاط لتقديم مقاعد نيابية من حصته لبعض رموز الانعزال لتعزيز فريق 14 آذار، ومواجهة العماد ميشال عون، بالإضافة إلى أنه طلب منه أن يتنازل أيضاً في الحكومة لنفس الفريق الذي يعمل جاهداً لتكريس الانعزال وتعميم الانقسام وإحياء النزعة العنصرية وتجاهل العروبة، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي أدرك- وإن متأخراً- أنه مطلوب منه أن يدفع من رصيده الشخصي لحماية مشروع، لا علاقة له به فكان أن انتفض على نفسه أولاً، بعد أن اكتشف أن ما كان يحميه في السابق هو تمسكه بالعروبة ودفاعه عن قضية فلسطين والتزامه بخيار المقاومة وارتباطه بالقضايا الاجتماعية لشعبه، وأنه بعد أن تخلى عنها، اصبح عارياً، فكان أن قلب الطاولة واستعاد هويته العربية وتمسك بثوابته الوطنية والقومية".
وترى الصحيفة أن جنبلاط يبدو اليوم مرتاحاً جداً بعد أن تصالح مع نفسه، وانسجم مع المبادئ التي تربى عليها، منهياً مرحلة من التعب الجسدي والنفسي، سببها ضيق أفق حلفاء الضرورة الذين ما زالوا أسرى العداء لسورية والخصام مع المقاومة وسلاحها.
وختمت بالقول: "بهذه الخلفية، نفهم حنين جنبلاط إلى الشام... أوليست الشام قلعة العروبة وخط دفاعها الأول والأخير؟".