عاد سعد الدين الحريري الى بيروت، من دون حل. فالاتفاق السعودي السوري لم ينجز. وتطمينات وليد جنبلاط لعبد العزيز خوجه، لم تكف. وزلزال البوريفاج لم تنته ارتداداته. لكنه عاد. كان عليه أن يعود. ولو خجلاً وحياءً، أوإنقاذاً لماء الوجه. لكنه عاد ليكتشف أنه لا يزال في وسط مأزقٍ، سببه له حلفاؤه لا غير.
فجنبلاط أبلغه ما مفاده: أنا اتفق معك أنت، أما جعجع والجميل والأمانة العامة ل 14 آذار، فلا علاقة لي بهم. ولا بحث بالتالي نهائياً بإعطاء حقيبة الأشغال الى جعجع. في المقابل، جعجع لم يترك الحريري يهنأ بعيد زوجته في نيس. لحق به الى هناك، بالمطالب والتهويل والنق: لا يمكننا الوثوق بجنبلاط بعد اليوم... لا نستطيع القبول بثلاثة وزراء له من لونه الحزبي الواحد... حاول إعادة مروان حماده... جرِّب إبعاد العريضي أو بوفاعور... لا تقبل بمنحه مقعداً لطلال إرسلان، نحن نصر على أخذ الأشغال...الى آخر المعزوفة الجعجعية، ونهايتها اقتراحٌ بحكومة تكنوقراط، وإلا تهويلٌ بعدم المشاركة.
الجميل ليس أفضل. حاول أقناعَ الحريري بالرد على جنبلاط: لا يمكننا أن نسكت...نصر على مقعدين... لا نريد الصناعة... ساعدنا على مواجهة جعجع، وإلا نكمل انفتاحَنا على بنشعي، ونسبقك الى ما بعد ما بعد بنشعي...
ضاع الحريري وحار، فور عودته. حاول الاستنارة بمواقف بعبدا، فصُدم باهتمام رئيس الجمهورية اليوم، بتنمية المناطق. اتصل بجنبلاط، لا جديد في حرارة الخط. ما العمل إذن؟ الحل الوحيد المتاح، كما كل مرة، إفتحوا الأبواق ضد ميشال عون. جيئوا بوزير الإعلام في عهد غازي كنعان، موظف أوجيه سابقاً، فريد مكاري، وليشتم الجنرال. بعدها تنطلق أصواتُ التفريد، على النغمة ذاتها.
أوساط المعارضة أكدت للOTV أن هذا المناخ الاعلامي الحريري، لا يشجع على التفاؤل. لا بل كشفت أن لقاء قريباً قد يجمع الحريري مع الوزير باسيل موفداً من العماد عون. لكن المنتظر أن يقدِّم الحريري أثناءه عرضاً، يعرف مسبقاً أنه مرفوض. عندها تستمر الماكينة الاعلامية لقريطم وبيت الوسط في تحميل المعارضة مسؤولية التعطيل، فيما ينتظر الحريري حلولاً سحرية لمشاكله الداخلية والجنبلاطية، ويرتقب وصولَ الطائرة السعودية الخاصة الى مطار دمشق.
حتذاك، كل شيء لدى رئيس الحكومة المكلف، من عدة الشغل، لتقطيع الوقت.
otv