إسرائيل: حزب اللّه يفقد سيطرته على جنوب لبنان
يحيى دبوق- الاخبار
وزير الصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازرجددت إسرائيل أمس حملتها على ما سمّته «عمليات تهريب» السلاح من سوريا إلى حزب الله، وحذّرت من إمكان امتلاك الحزب لسلاح مضاد للطائرات، رغم تأكيدها المفاجئ أن «حزب الله يفقد تدريجاً سيطرته على جنوب لبنان». وقالت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية لم تكن بفعل من حزب الله، بل قامت بها منظمة فلسطينية». وأكدت أن حزب الله «بدأ يفقد سيطرته على الجنوب اللبناني»، وهو ما أكدته أيضاً مصادر أمنية أخرى للقناة العاشرة الإسرائيلية. وحذّر وزير الصناعة الإسرائيلي، بنيامين بن اليعازر، من استمرار تهريب السلاح من سوريا، وقال إن «عمليات تهريب السلاح تتواصل يومياً إلى حزب الله»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تراقب وتتابع جيداً». أما نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فيلنائي، فأشار في حديث لإذاعة الجيش أمس إلى أنّ «من الصعب أن نتعامل بجدية مع دعوات استئناف المفاوضات مع السوريين، في الوقت الذي تواصل فيه دمشق نقل أسلحة إلى حزب الله».
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن «وتيرة تهريب السلاح عبر الحدود السورية اللبنانية هي الأعلى منذ انتهاء حرب لبنان الثانية». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» «قلق قيادة الجيش من امتلاك أسلحة متطورة مضادة للطائرات، وهو ما يُعَدّ خطاً أحمر»، وأشارت إلى أن «مصادر استخبارية غربية ذكرت أن عناصر حزب الله تدربوا على استخدام بطاريات مضادة للطائرات في سوريا».
وأشار مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية، أول من أمس، إلى أن «حزب الله يخشى كثيراً من الرد الإسرائيلي والتسبب بإشعال الحدود الشمالية، إذا نفذ عملية ضد إسرائيل»، رغم أن المراسل عاد وأكد أن «ليس لدى حزب الله أي سبب يدفعه إلى الخشية، إذ إن الردود الإسرائيلية على إطلاق الصواريخ لا تشير إلى ذلك، فالجيش يتعامل مع أحداث كهذه باعتبارها أحداثاً منفردة وغير استثنائية».
وبحسب المراسل نفسه، فإن ما حدث أخيراً في أعقاب سقوط الصاروخ على خراج مستوطنة كريات شمونة، يشير إلى أن إسرائيل لا تريد تصعيداً مع حزب الله، «والواضح أن لا أحد يريد أن يخرق قواعد اللعبة، وكل من حزب الله وإسرائيل يسعى إلى استمرار الهدوء على الحدود الشمالية».
■ رضىً عن غراتسيانو
كشفت صحيفة «هآرتس» أمس، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، توجه سراً إلى رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني، طالباً منه أن تحتفظ إيطاليا بقيادة قوات اليونيفيل، والعمل على عدم نقلها إلى إسبانيا، بحسب الترتيب المتبع بين الدول المشاركة في القوة الدولية، الأمر الذي سبّب أزمة مع مدريد، التي طالبت الإسرائيليين بتقديم إيضاحات، ووصفت المطلب الإسرائيلي بـ«غير المبرر».
وذكرت الصحيفة أنه قبل شهور بدأ الجدل بين وزارة الخارجية الإسرائيلية والجيش، بشأن مستقبل قيادة اليونيفيل في لبنان، «إذ دعا الجيش إلى التدخل والمطالبة بتمديد ولاية قائد اليونيفيل الحالي، كلاوديو غراتسيانو، لنصف عام على الأقل»، مشيرة إلى أن «قيادة الجيش راضية عن علاقات العمل مع قائد اليونيفيل، وحذرت من أن إمساك قائد جديد بزمام منصبه سيتطلب شهوراً، الأمر الذي قد يقود إلى تدهور أمني».
لبنانياً، تمكّنت اللجنة التقنية التابعة للجيش اللبناني بالتعاون مع فريق تابع لـ«اليونيفيل»، في إطار عملها في تحديد نقاط العلام عند الخط الأزرق (الوطنية)، من الوصول إلى نقاط «مهجورة» منذ عام 1949، وظهرت نتيجة ذلك أراضٍ تقدّر مساحتها بملايين الأمتار، وتعمل قيادة الجيش بالتعاون مع القوات الدولية والأجهزة الرسمية على تنظيفها من الألغام وشق الطرقات إليها.