العنصرية الأميركية
تجهد الولايات المتحدة في إظهار نفسها المدافع الأول عن الإنسانية وحقوقها واضعة مكافحة التمييز على أساس اللون والعرق في سلم أولوياتها، وتكاد لا تفلت منها فرصة إلا واستغلتها في تصنيف الدول واتخاذ ذلك التصنيف ذريعة في الاعتداء (وإن تنوعت أشكاله) على هذه الدولة أو تلك.
ومع أن جهودها باتت مكشوفة، وسمعتها تسبقها أينما اتجهت في انتهاك حقوق الناس والبشر والتمييز بينهم على أي أساس يخدم مصلحتها وإن كان ليس له علاقة بحقوق الإنسان أو حريته، فإن ما يجري داخل أراضيها يؤكد زيف الشعارات ويفضح كل الوجوه المستعارة.
فقد ذكرت دراسة أميركية أن المجموعات المسلحة من اليمين المتطرف لم تتقبل إلى الآن مسألة سكن رجل أسود في البيت الأبيض وأن هذه المجموعات تشهد نهضة جديدة ناقلة عن مسؤول في الشرطة قوله إنه أكبر نمو شهدناه منذ عشر سنوات أي منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية. ويضيف هذا المسؤول يقول إنه "لا ينقص سوى شرارة إنها مسألة وقت فقط".
وتشير الدراسة إلى أن السبب الرئيس في نمو هذه الميليشيات المسلحة هو أن الحكومة الفدرالية أصبحت برئاسة رجل أسود، قبل أن تخلص إلى القول بأن هناك رابط مباشر بين وصول أوباما إلى الحكم وارتفاع عدد حوادث القتل التي استهدفت عناصر من الشرطة .
وتنقل الدراسة عن أحد المتتبعين لنمو هذه الحركات أن من بين الحالات المسجلة أن أميركيا غاضبا جدا لانتخاب أوباما رئيسا سعى إلى صنع قنبلة قذرة (قنبلة إشعاعية)، بينما قام رجل غاضب آخر بالانضمام إلى إحدى المجموعات اليمينية المتطرفة المسلحة ثم نفذ عملية قتل لرجلي شرطة في فلوريدا.
هذه هي حال الولايات المتحدة التي تظهر بمظهر معاقب العالم على آفة متجذرة في داخلها أين منها ذاك الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل؟
نقلا عن جريدة الانتقاد الالكترونية