تراقب سجن رومية من بعيد. جدران مرتفعة في وسطها حواجز حديدية، حصن ضخم حديث المنشأ، بوابة ألكترونية، ثكنة مجاورة ومنازل سكنية وحرش والحمد الله لا يزال أخضر مهيب. يتبادر سوبرمان الى مخيلتك ... لعله الوحيد القادر على خرق هذا الحصار... فكيف يمكن لسجين أن يهرب؟ تسأل فتكرّ سبحة المعلومات ومعها الشكوك ننقلها اليكم بأمانة كما وردتنا من مراجع مطلعة: "يتمتع سجناء فتح الإسلام بدعم من مرجع ديني كبير من خلال مسؤول أمني رفيع المستوى، يصولون ويجولون في الطابق الثالث في المبنى "ب" الخاص بهم، يتمتعون بنظام فريد وإستطاعوا منذ حوالى السنة تقريباَ أن يطيّروا آمر السجن كابي حداد بتهمة الدوس على القرآن وأن يأتوا بأمر سجن "على قياس طموحاتهم التوسعية". إنهم سجناء فتح الإسلام أصحاب السلطة في مملكتهم تلك بل أصحاب السلطة الإقتصادية على باقي السجناء. كيف لا وقد أنشأ لهم المرجع الديني ذاك محطة تكرير للمياه، هم وحدهم يستفيدون منها فيما يعيش أكثر من ألفي سجين، لا قاتلوا الجيش اللبناني ولا قتلوه، بأزمة مياه، فيضطرون أن يشتروها ملوثة بعملة السيجارة ويعيشون تحت رحمة أدعياء الإسلام المحافظين على لحاهم عكس غيرهم، ويقول البعض أن من حاولوا الهروب حلقوها إستعدادا.
VIP سجن رومية أو فتح الإسلام لم يفرّوا وفق ما أفادت "صوت المدى" بعض المعلومات التي طرحت إستحالة فرضية الفرار وفتحت قوسين على إمكان أن يكون الباب فُتح على مصراعيه لينحني ويرفع القبعة ويلقي التحية على الهارب الذي يعتبر الأخطر في المجموعة. وتكتمل فصول المسرحية ب"همروجة" القبض على السبعة الآخرين ولكن مصادر وزارة الداخلية أكدت ل "صوت المدى" أن الفرار حصل من النافذة وتنفي الشك السابق. قد يكون الفرار سياسي أمني لمن خاضوا معارك ضد الجيش. والجيش خاض اليوم معركة جديدة في ملاحقة الهارب فترى عناصر المغاوير من أعلى خلف مناظيرهم وتراهم بين الأشواك والصخور والشجر يفتشون وتراهم يوقفون السيارات ويقفلون المداخل وكأن كل معارك السياسة والأمن ترمى على عاتقهم ليخوضوها بالشرف والتضحية والوفاء فيما غيرهم يقبض ويبيع نفسه والوطن.
وفي إنتظار أن يحل رمضان وترسل الموائد والأطايب "بالجملة" الى صائمي فتح الإسلام، مقبول إن شاء الله، نطرح الأسئلة التالية: أليسوا هؤلاء أسرى حرب البارد وبالتالي يجب أن يوضعوا في سجن خاص غير مدني؟ أليست الحراسة الأمنية على سجن بحجم رومية مشددة ليل نهار؟ كيف يمكن أن يلقى القبض على سبعة ولا يفر إلا كبير المجموعة؟ ولماذا يجب أن يشرب سجناء الجرائم العادية مياهاً ملوثة أو مدفوعة الثمن بعملية السجين فيما من خاضوا حرباً ضد حامي الوطن والوحدة، يرتوون بالمياه المكررة ويقيلون ويعينون ويهربون ويجولون كما يشاؤون.
صوت المدى