"هزات ارضية" مقلقة لكيان العدو
كتب المحرر العبري
وصف رئيس اركان جيش العدو غابي اشكنازي التطورات التي تجري في محيط كيانه، أنها بمثابة "الحراكات التي تجري تحت الأرض، عميقا، وتؤدي إلى هزات أرضية" مضيفا أن "الكفة تميل في هذه اللحظة لصالح الجهة الراديكالية" في المنطقة. ومشيرا إلى انه للمرة الأولى يتقرر جدول الأعمال من قبل إيران وتركيا وليس من قبل الدول العربية" مؤكدا على أن هذا التغيير "عميق ومقلق".
يلاحظ على موقف وتقدير رئيس أركان الجيش، لواقع ومآل الوضع الإقليمي، انه أتى أمام لجنة الخارجية والأمن الأمر الذي يضفي عليه مزيدا من الرسمية، كون المتكلم له صفة رسمية (رئيس أركان الجيش) وامام جهة رسمية (لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست) خاصة ان القانون ينص على أن على قادة الكيان من رئيس الوزراء الى وزير الخارجية الى وزير الدفاع إلى رئيس الأركان إلى رئيس الاستخبارات ورئيس وحدة الابحاث ورؤوساء بقية الاجهزة الأمنية...، بالمثول امام هذه اللجنة لتقديم تقاريرهم عن التحديات التي تواجهها اسرائيل والخطط المقابلة...
فيما يخص مضمون كلام اشكنازي، يمكن التكهن بأنه أسهب في هذا الموضوع اكثر بكثير مما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وانهلم يكتف بالحديث العام رغم وضوحه، لكن الذي حصل انه لم يسمح بنشر جوانب أساسية منه في وسائل الإعلام الإسرائيلية، انطلاقا من تقديرات الرقابة العسكرية لما قد يتركه النشر على المصالح الإسرائيلية.
أيضا، يبدو أن اشكنازي أراد من خلال حديثه عن تحركات تحت الأرض تؤدي إلى هزات أرضية، أن يسلط الأضواء على التهديدات المتنامية والمحدقة بإسرائيل، في إشارة إلى المراحل التي عبرتها إيران على صعيد برنامجها النووي، والى تداعيات الانسحاب الأميركي من العراق، والى المعادلات الإقليمية التي أرساها تنامي قدرات حزب الله من الناحيتين الكمية والنوعية في لبنان، والى المرحلة غير المسبوقة التي بلغتها حماس في تنمية قدراتها العسكرية قدرات حماس في غزة، إضافة إلى التطور الذي طرأ على السياسة الخارجية التركية. وربما أراد اشكنازي ايضا أن يلمح إلى القرار الاتهامي المرتقب عن المحكمة الدولية بخصوص فبركة اتهام حزب الله بقتل رئيس الوزراء رفيق الحريري، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تداعيات في لبنان والمنطقة تشكل "هزات ارضية". وهنا يحضر الضجة والصدى الذي تركه تصريح اشكنازي السابق أمام الجهة نفسها، حول القرار الاتهامي بحق حزب الله، والذي يمكن أن يكون دفع الرقابة إلى عدم الإسهاب في تفاصيل كلمة اشكنازي.
في مقابل التعتيم على الكلام الذي أدلى به بخصوص الساحة اللبنانية، يلاحظ أن ذلك لم ينسحب إزاء تداعيات فشل المفاوضات المباشرة على الساحة الفلسطينية لجهة امكانية تكرر المواجهات في الضفة الغربية وقطاع وعزة، رغم انه استبعد ان تصل الحجم الذي بلغته مع انطلاقة انتفاضة الأقصى في العام 2000.
في كل الأحوال، يبدو من خلال كلام اشكنازي أن إسرائيل تنظر وتقر بأن مسار التطورات في المنطقة لا يصب في مصلحتها بل يساهم في تعزيز التهديدات المحدقة بها وبأمنها القومي.
لا تنسونا من الدعاء