أعربت تركيا، للمرة الثانية، امس، عن انزعاجها من تكرار وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك اتهامه لرئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان بأنه يعمل لمصلحة إيران.
وقد استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي للمرة الثانية خلال اسبوع مستهجنة تكرار باراك لتصريحاته. والتقى المدير العام لوزارة الخارجية التركية والسفير التركي السابق لدى إسرائيل فريدون سينيرلي اوغلو بنفسه مع ليفي واستوضحه أسباب التكرار الإسرائيلي للاتهامات وما هي مخاوف الدولة العبرية من هذا الأمر.
ونقلت صحيفة «زمان» عن سينيرلي اوغلو مخاطبته للسفير الإسرائيلي قائلا «رغم كل تحذيراتنا فلا تزالون تتحدثون في الموضوع. فما هو هدفكم؟». وحذر ليفي بقوله له «إما أن تصمتوا أو نحن أيضا نكشف ما عندنا».
وذكرت صحيفة «يني شفق» أن إسرائيل تريد إضعاف رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان من وراء هذه الحملة، على اعتبار أن فيدان هو من المقربين إليه، وذلك بعد الحملة التي استهدفت وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو. ورأت الصحيفة أن تهديد تركيا لإسرائيل بالصمت أو كشف الأسرار إنما يتعلق بعلاقة ودور إسرائيل في عدد كبير من الملفات التي تعرفها الاستخبارات التركية جيدا، وفي مقدمها دور الموساد في العراق وعمليات اغتيال متعددة داخل تركيا وخارجها، وصلتها بالانقلاب الأبيض ضد نجم الدين اربكان في العام 1997، وخصوصا أن لباراك الحصة الأكبر من كل هذه الإسرار.
وعلى صعيد التعيينات العسكرية تواصلت الأزمة بين الحكومة والقيادة العسكرية ولم تنته فصولها بعد. فبعد اعتراض رئيسي الحكومة والجمهورية عبد الله غول على تعيين الجنرال حسن ايغسيز قائدا للقوات البرية بسبب اتهامه واستدعائه للتحقيق بشأن خطط الإطاحة بالحكومة عام 2003 لا يزال تعيين قائد آخر للقوات البرية يواجه صعوبات. إذ أن الاتجاه كان قويا لاقتراح اسم الجنرال اتيلا ايشيك لقيادة القوات البرية، لكن ايشيك وفي خطوة مفاجئة طلب إحالته للتقاعد، وهو ما عقد عملية البحث عن اسم جديد مع العودة للتفكير بتعيين الجنرال نجدت اوزيل، الذي عين مديرا عاما للدرك، قائدا للقوات البرية.
وفي هذا الإطار أيضا، ورغم الإجماع على تعيين ايشيك كوشانير رئيسا للأركان فإن اقتراحه رسميا من قبل الشورى العسكرية لم يرسل بعد إلى رئيسي الجمهورية والحكومة ولا يزال من دون تعيين رسمي.
ويرى مراقبون انه في ظل الاشتباك الشرس بين السلطة العسكرية والسلطة السياسية ربما يكون الجيش يمارس لعبة ضغط بعدم تعيين رئيس جديد للأركان رسميا قبل الاتفاق على قائد للقوات البرية. ووصفت صحيفة «يني شفق» الصراع على التعيينات بأنه لعبة شطرنج تدور حول نقل هذا الاسم من خانة إلى خانة، وشطب وتقاعد ذاك، بحيث ســتؤثر العمــلية على مجمل التراتبية وبنية القيادة العسكرية.
ويقول الكاتب فهمي قورو، المقرب من اردوغان، إن ممارسة السلطة السياسية لمهامها يقوي الجيش ولا يضعفه، فيما يرى آخرون انه للمرة الأولى يمارس رئيسا الجمهورية والحكومة صلاحياتهما، ولا يكونان شهود زور على تعيينات تتطلب موافقتهما وليس مجرد التصديق عليها كما لو أنهما كاتبا عدل.