يمّم وجهك شطرَ الجنوب الأبيِّ
فينبيك الترابُ المضواعُ بدمِ الشهاده
عن قاماتِ ضوءٍ
ورجالٍ لهاميمْ
زغردتِ المواسمُ البكرُ
المخضوضراتُ من استداراتِ عمائمهمْ
وجذبت أنامِلُ اتجاهاتِ الوضوحِ
أطارفَ عباءاتهمْ
واصطافتْ حسناواتُ القصائدِ
في أريافِ مجالسهمِ
وسطعت وجوهُ قرىً
في مدارات عطاءاتهم
إنّها القرى المدلاّة عناقيدَ ضوءٍ في
سماءِ المقاومه
تكتب اسماءها
على ورقِ التاريخِ الأثيلْ ،
وتكتب اسماءهمْ
التي همزت خواصرَ الحبرِ المزغردِ
من عطرِ أقلامهمْ
وكستْ بأوراقِ المعرفةِ والعلمِ والإبداعِ
عريَ القناديل
فاصطكّتْ أسنانُ العتمةِ
من جموحِ فرسانِ الفجرِ ،
حرّاس عرشِ اللغةِ ، وغنجِ الحرفِ ، ودلعِ
الكلمةِ ، ونعسِ ينابيعِ الشّعر من مثالبِ الأميّةِ
وأنياب الجهل
يمّمْ وجهك شطر الجنوب الأبيِّ
تنبيك شمّ رواسيه
ومواعينُ ماضيه
عن هضاب علم غدت مناراتٍ
لروّادِ الزمنِ الجميل ، القائم على أسّ الدين الحنيفِ
والمعربشِ على أكتافِ العلماءِ والفقهاءِ المجلّين في ميادين الفقه واللغةِ وعلم الأصولِ والفلسفةِ والثقافةِ
والشعر والأدب .
وغرّة منارات ذلك الزمن الجميل التي تنافحُ الشمس في عليائها
منارةُ الفقيه العارفِ والعابد الزاهدِ
سماحة الشيخ الجليل موسى بن جعفر مغنيه
العالم القدير والأستاذ النحرير
الذي تمايلت على ضفاف ذوقه الرفيع أماليدُ مقطوعاتٍ أدبيه
وآبتْ حورياتُ القصائد إلى بحره الأفيحْ مخافة رميةِ
نبلةٍ من تفعيلةِ بحرٍ غريبْ
وطارت من بيدره عصافيرُ الشعر المصفى نشوى بخمرة
التخميس
وأناخت على سهل كفيه أحمالُ الصرف والنحو، وهدرت
من قمة نبوغه شلالاتُ الفقه وعلمِ الأصول
إنّه الشيخ الجليل
الذي حمل مفاتيح العلم الرساليّ الحوزويّ المتنقل
من حاضرةٍ إلى حاضره ، فغدا منهل الطامحين للإرتواءِ
حتى الإشباع
إنّه الشيخُ الجليل
والطّودُ العامليّ الشامخُ تواضعاً ومنجمُ الكراماتِ
والخزينُ الثقافيّ الهائل الذي تلمّذت عليه نخبٌ حلّقت
في فضاءات الرّفعة والسمو وراحت ترفد
شرايين التراث العامليّ بنبض ديمومةِ الحياة
إنّه الشيخُ الجليل
الذي استلّ من غمد وجدانه الحييّ سيف لغة الضاد
يباري أعناق الفرْنسةِ والتتريك ، فترتعدُ فرائص
اليباب من زأرة اللون الزاهي خلف متراس العطر
في تلعات ذلك الزمن الجميل ، المسكونِ
في عينيّ الضوء المشدّى ، القائد الجهاديّ الكبير الشهيد عماد مغنية المتحدّر من سلالة شيخ منارة الفقهاء ،
وفي عيون رجال الله ليوث منارة المقاومه
وأسدِ شواهق أبراجها المطلّة على مساحات
العزّة والكرامة والعنفوان ...
رفيق شرارة - بنت جبيل