إن كل إنسان يمتلك مواهب خفية، ويختزن طاقات غير معروفة لديه، وكل ما يحتاج إليه، هو أأن يُطَمْئِنَ عقله الواعي بوجودها،
ومن ثَمَّ فإنها تنطلق في الحياة، وتعمل المعجزات..
فَكَم من شخص دخل في مجال، لم يكن في الظاهر يمتلك مواهب فيه، فتدرَّج من عمل �إلى عمل، ومن نجاح إلى آخر حتى أصبح من
كبار المتخصصين في ذلك المجال؟
وعندي هنا تجربة شخصية؛ فقد كنت في زيارة لرئيس تحرير مجلة خليجية، وبعد انتهاء الزيارة جاءني شاب كان يعمل مصححا في
المجلة، و أهداني نسخة قديمة منها، وقد طُبع فيها مقطوعة شعرية صغيرة، فقرأتها في حضوره، وكانت رائعة فعلا، فأبديت له إعجابي
بها، ولشد ما كانت دهشتي حينما رأيته يتراجع إلى الخلف وهو يقول:
- أصحيح أنها رائعة؟ و أضاف : " أنا لا أصدق أنها شعر، فكيف تقول عنها �إنها مقطوعة رائعة ؟!؟".
قلت له: ا سمع يا هذا، إنك تمتلك موهبة شعرية كبيرة..فإذا استمرَّت قريحتك في نظم مثل هذا الشعر، فإننا سوف نحتفل بولادة واحد
من الشعراء الكبار في عصرنا..
وا ستمر الأخ في نظم مقطوعات، وبعد بضع سنوات أهداني ديوانه الأول، ثم شفعه بالثاني، فالثالث، وهو اليوم من أبرز الشعراء
المعاصرين..
إن النجاح يقود إلى النجاح، وليس مُهما أن يكون النجاح الأول كبيرا ليقود إلى نجاح كبيرٍ مثله، بل يكفي أن ننطلق من نجاح صغير
إلى نجاح أكبر منه، وهكذا نُحقق أهدافنا جميعا.. "