ألصقتُ قلبي طابع بريد
على بطاقة لن تصل
كتبت أسماء لشهداء
في قائمة لم تكتمل
أخفيت أقلام زينتي
و أقلام الكتابة
خجلاً من مدينة اسمها القدس
و اعتذرت لسكانها واحداً.. واحداَ
***
هناك من نخجل منهم
في مواسم الفرح
يربكوننا أمواتاً.. و أحياء
يربكوننا شهوداً.. و شهداء
هنالك في فلسطين أهل لنا
يحرجنا أن يتبرّأوا من ذلّنا
و أن يعلنوا العصيان
ـ أيضا - علينا
فتصلنا حجارتهم
كلما ابتهجنا
***
مدّي أجسادنا سجادا لمساجدك
فمن يسحب
من أرواحنا الأقصى
أيتها المقابر التي يدفن فيها
الشهداء على عجل
و البيوت التي تحبل فيها
النساء على عجل
و الأزقة التي يكبر فيها الأطفال
و يموتون على عجل
أمهلينا نحن الذين
بعد كل نشرة أخبار
نعتذر للموتى على بقائنا
على قيد الحياة..ـ
و بعد كلّ صلاة..ـ
نلوم أنفسنا على بقائنا
على قيد العروبة..ـ
أعذرينا..ـ
عسى ذات جمعة
يكبر فينا الغضب
***
يا سكان القدس..ـ
يا مشاريع شهداء لصلاة الجمعة
هبونا خبرا آخر نقرأه
في الجرائد غير ذلّنا
هبونا بطولاتكم لتنوب
عن عجزنا
و صدوركم لتنوب عن
أناقة بدلاتنا
هبونا رصيفاً نسقط فيه
إلى جواركم
و قبراً نندحش فيه معكم
و سواعد تحمل الشهداء
نيابة عنكم
و حناجر ترتل القرآن تحت
قبّة الأقصى
و قامات تنحني كلّ ليل
في حضرة الأنبياء
***
هل كان في وسعنا غير
البكاء..ـ
كلما مسحتم بالحجارة دمعنا
و تيمّمتم بها لصلاتكم
الأخيرة
هنالك في تلك المدينة التي
تسكننا و لا نسكنها
هنالك.. تحت السماء الأكثر
قرباً إلى الله
و الحجارة الأكثر قربا لنا
أذكرونا.. فنحن الفقراء
***
لأنين القدس لا نملك
من أجلكم شيئا
عدا مذلّة البكاء..ـ
فهبونا قليلاً من الحياء..ـ
أو مكاناً ضيّقاً إلى جواركم
فقد ضاق بنا الهوان..ـ
هبونا قليلاً من الحجارة..ـ
و خذوا أسلحتنا المكدّسة
هبونا أطفالاً يولدون رجالاً
و خذوا عنّا حكّاما .. تستحي من
ذلّهم الرجولة
هبونا قبّة نموت خشوعاً تحتها
هبونا الأقصى.. و خذوا بيوتنا
هبونا ترابه.. و خذوا أبراجنا
هبونا مآذنه.. و خذوا فضائياتنا
خذوا حياتنا..ـ
و هبونا عوضاً عنها
أجمل الميتات..ـ
الموت على عتبات الأقصى.
أحلام مستغانمي