قال الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «المنار»، ان «إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة» وتدرك أن الجيش السوري يطور نفسه لخوض أي حرب تفرض على سوريا.
وأكد فشل المشروع الاميركي في المنطقة، رغم اشارته الى وجود اختلافات بين الادارة الاميركية الحالية والإدارة السابقة، مشددا في موازاة ذلك على أهمية العلاقة مع ايران، ومنتقدا غياب الدور العربي في العراق.
وفي الآتي ابرز ما قاله الرئيس السوري عن المنطقة والعلاقات مع الولايات المتحدة والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل:
{ البداية سيادة الرئيس لا بد وأن تكون من عبور سوريا لكثير من الأزمات التي كانت خلال السنوات الاخيرة وذلك من خلال سياسة الصمود والتحدي، علماً ان هذه السياسة كان من الممكن ان ترتب على سوريا أثمانا باهظة، سؤالي عن مساحة المغامرة في القرار السوري بالمواجهة التحدي تفضل؟
} هناك مغامرة مفروضة ومغامرة بالاختيار. نحن لسنا مغامرين كسوريين ولكن نحن نعيش في الشرق الاوسط، والشرق الأوسط منطقة معقدة عبر تاريخها منذ قرون حتى منذ آلاف السنين، دائماً هناك مطامع في هذه المنطقة تحديداً وربما شرق المتوسط وحوله، لانها قلب العالم وفيها مصالح إستراتيجية اذا أردت ان تصنع سياسة او حربا هي بكل الأحوال مغامرة. لكن كما قلت هي مغامرة مفروضة لكن علينا ان نفرق بين المغامرة والمقامرة. المقامرة هي ان نفترض ان الحل الأسهل والأفضل ان نضع مستقبلنا ومقدراتنا بأيدي القوى الكبرى التي ستقوم بحل مشاكلنا ومن خلال التجارب الماضية دائماً القوى الكبرى تعقد المشاكل لأسباب مختلفة غالباً عن سوء نية. لكن لو افترضنا حسن النية أيضا يعقد المشكلة لانهم ليسوا أبناء هذه المنطقة، نحن لم نقبل ان نكون جزءا من مقامرة تضع سوريا وسياساتها ومصالحها جزءا من مشروع خارجي وهذا ما حصل في المرحلة الاخيرة عندما طرح مشروع الشرق الاوسط وكان له جوانب مختلفة منها العراق ولبنان وكان من المفترض لسوريا ان تكون وحاول إغراءها لتكون جزءا منه ورفضته كان لا بد من دفع الثمن. وهذا يتطابق مع خطاب قلته في العام 2005 عندما قلت ثمن المقاومة اقل من ثمن الفوضى والمقامرة ستؤدي الى الفوضى وستؤدي الى الثمن «الأبهظ» بين الثمن الباهظ والثمن الأبهظ سنختار الثمن الباهظ عندما لا يكون هناك ثمن قليل او لا ثمن.
{ أكدتم مراراً سيادة الرئيس انكم في سوريا ضد سياسة الصفقات والمساومات المشكلة هي ان الطرف الآخر اقصد الولايات المتحدة الاميركية نظام لا يؤمن الا بالضغوط والصفقات ومع ذلك تتحسن العلاقة كيف وصلتم الى هذه المعادلة الالتزام بعدم الدخول في صفقات مع طرف لا يقبل أصلا الا بالصفقات؟
} بالمحصلة، هم فشلوا. ليس الولايات المتحدة، بل كل اصحاب المشروع. نفترض ان صاحب المشروع هو (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش لا نريد ان نمزج بين الادارة السابقة والحالية. بكل تأكيد هناك فروقات، وبالتالي، عندما نقول الولايات المتحدة، يعتقد البعض ان المشروع مستمر هو نفسه. في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة بإدارتها السابقة ومعها بعض الدول الاوروبية، فرنسا، بريطانيا ومعها اسرائيل ومعها حلفاء آخرون في اوروبا وفي العالم وفي المنطقة، بالمحصلة فشلت هذه المشاريع وكان لا بد من البحث عن طريقة اخرى كان لا بد من التعامل مع الواقع. انا اعتقد انهم بدأوا يتعملون الدروس ليس بالضرورة ان يكونوا تعلموا وليس بالضرورة ان يكون هذا الدرس الذي تعلمه البعض ان يكون مستمراً لأنه يأتي اشخاص ولا يقرأون التاريخ ويقعون في نفس الخطأ. لذلك هذا التاريخ وهذا الخطأ يتكرر بشكل مستمر ولكن نحن طبعاً بالاضافة الى تمسكنا بثوابت معينة تمثل مصالحنا وقناعتنا نحن نتعامل معه من خلال شرح الوقائع. هم ساروا لمرحلة معينة بسياسة المصطلحات ارهاب، ديموقراطية خير شر، وخلقوا لنا عالما نعيش فيه مع الاسف، بل ربما لحسن الحظ هم وقعوا في هذا الفخ وعاشوا في عالم الوهم ونحن كنا نتحرك من خلال الواقع الآن هم يريدون ان يأتوا الى هذا الواقع بغض النظر عن اتفاق وجهات النظر ام لا.
{ التفريق الذي اشرت اليه ما بين ادارة بوش و(الرئيس الاميركي باراك) أوباما هل لانك لا تريد ان تأخذ اوباما بذنب بوش ام انك تلحظ اختلافات بالفعل؟
} كلا، هناك اختلافات واضحة، اولاً في الطروحات التي نسمعها بكل الخطابات، ثانياً بالمقارنة. لم نعد نسمع لغة املاءات هناك اختلاف في وجهات النظر هذا شيء طبيعي، ولكن ليس لغة املاءات لا نستطيع ان نقول ان هناك نتائج لسياسة اميركية معينة، ولكن هناك ايضاً مؤسسات في الولايات المتحدة ربما لسبب او لآخر لا تريد للرئيس اوباما ان ينجح لذلك لا بد من التفريق كي نكون موضوعيين.
{ لكن اسمح لن اوصف الكلام الذي تحدث به امام لجنة العلاقات الخارجية مجلس الشيوخ يوم 16 آذار الحالي السفير ستيفن فورد سفير الولايات المتحدة، لن أوصفه، لكنه كان كلاما شديد القسوة وقال انا لست جائزة لسوريا، سوريا لم تتغير، وضعها مقلق، تحدث عن ضرورة تأثير مباشر في قراركم السياسي وخطأ في حسابات سوريا مع «حزب الله»، ومن اخطر ما قاله هو انه تحدث عن خطورة انجرار سوريا في مواجهة مع اسرائيل ولو عن دون قصد. اترك لكم توصيف هذا الكلام.
} هو قال هذا الكلام امام الكونغرس وقبل ان يصبح سفيراً، انه يصبح سفيراً عندما يأتي الى سوريا ويقدم أوراقه وأوراق اعتماده. عندما يصبح سفيراً ويقدم أوراق الاعتماد نستطيع ان نتعامل مع كل كلمة من خلال مواقفنا المعروفة. لست بحاجة لشرح هذه المواقف لأن مواقفنا معلنة، لكن في الوقت ذاته، اقول ان اي سفير بغض النظر عن شخصية السفير، هو يمثل سياسة بلده. أفضل سفير بسياسة بلد سيئة لا قيمة له وستكون النتيجة سيئة، وأسوأ سفير بسياسة جيدة ربما يفرض عليه ان يأتي بنتائج لمصلحة البلدين. من يحدد السياسة ونتائجها هي سياسة الحكومات وليس سفيرا بشخصيته او تصريحاته مع ذلك اقول لست بموقع ان اعلق على كلام سفير، عندما سيأتي سنعلق بكلام على أي كلام يصدر من سوريا من خلال مهمته الجديدة بالنسبة للإقناع فله حق الإقناع ولنا حق الاقتناع.
{ على ذكر احتمالات الحرب والعدوان، لن اطرح او اكرر ما سبق وفسره سيادة الوزير (الخارجية) وليد المعلم، لكن سأطرح شيئا اكبر. سيادة الرئيس، لماذا لا تعلنون حربا تحريرية على اسرائيل وهذا من حقكم ونكف عن مسلسل الانتظار واسرائيل يمكن ان تعتدي ولا تعتدي ما الذي يمنعكم؟
{ اولا نتحدث عن السلام، يقال الطلاق ابغض الحلال هو حلال لكنه بغيض فأنت تبحث عن حل مشكلة قبل ان تصل الى الأسوأ فيها. نفس الشيء بالنسبة للحرب. الحرب هي الاسوأ. لا أحد يبحث عن الحرب في اي مكان في العالم هي تريد السلام ولكنها وجدت لغياب السلام إذاً لا بد ان نبقى نسعى باتجاه السلام طالما أن هناك أملا. هل لدينا امل في الحكومة الاسرائيلية.. كلا، ولكن نعتقد بأن اسرائيل اليوم بحسب ما نسمعه من انصار اسرائيل لم يعد لديها خيار سوى السلام. قوة الردع الاسرائيلية تآكلت مع الوقت مع ان اسرائيل تزداد قوة من الناحية العسكرية لكن مفهوم المقاومة بالمقابل يزداد لدى الشارع العربي. اسرائيل اصبحت فعلياً اضعف ولم تعد القوة العسكرية هي الضامن لاسرائيل. اصبح الكثير من انصارها خاصة من المنظمات الصهيونية وبعض اليهود المتعصبين لاسرائيل يقولون كنا نؤمن بالحرب وندعم كل حرب اسرائيلية الآن نعتقد ان لا حل امام اسرائيل سوى السلام. إذاً لا بد ان نعطي اولاً الهامش لعملية السلام. ثانياً، بالنسبة لي الحرب التحريرية او المقاومة، المقاومة لا تنشأ بقرار من الدولة بل بشكل شعبي عندما لا يكون هناك دولة تعمل من اجل تحرير الارض. المعروف انه في سوريا هناك دولة وجيش ويطور هذا الشيء نفسه. بحسب ما تقول اسرائيل، لا نتحدث عن تصريحات او كتابات لقوى حليفة لسوريا. العدو نفسه يتحدث عن مساعي سوريا لتطوير ذاتها هذا يعني عندما تستمر فترة اللاحرب واللاسلم هي فترة مؤقته. اما ان تنتهي بالسلام او تنتهي بالحرب ولا يوجد خيار آخر ولكن انت لا تذهب باتجاه الحرب الا عندما تفقد الامل من خلال السلام.
{ ما دقة او صحة ما يثار عن ان ما يكبل يدي سوريا عن الدخول في حرب تحريرية جادة هو ان هناك ما يشبه القرار الرسمي العربي في منطقة اخرى ليس مستعداً بأي حال من الأحوال لتغطية سوريا مادياً او سياسياً او حتى أدبيا في معركة من هذا النوع. ما مدى دقة هذا الكلام؟
} عندما كنا في لبنان ونقاتل الى جانب المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ضد الغزو الاسرائيلي، لم يكن هناك من يغطينا. الحرب عندما تفرض عليك ان تخوضها بغض النظر عن موازين القوى لكن عندما تريد ان تحدد الحرب لنفترض استبعدت السلام وألغيت فكرة السلام وتريد ان تدخل الحرب بشكل مؤكد. لا بد ان تحسب الارباح والخسائر والتوقيت والطريقة. هذا الموضوع ليس قضية بسيطة كي تعلن الحرب، القضية ليست قضية حماس. نحن متفقون اننا امام عدو لا يفهم سوى لغة القوة حتى الآن ومتفقون ان السلام على ما يبدو في المدى القريب لا يبدو قادماً الى المنطقة، ولكن مع ذلك حسابات الحرب تختلف بشكل كبير. على كل الأحوال، هناك طرق كثيرة تصل إليها لأهدافك ليس بالضرورة عبر الحرب.
{ لماذا تقبل سوريا من حيث المبدأ مفاوضات غير مباشرة (مع اسرائيل) عن طريق وسيط تركي. لماذا أيضا قلتم في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير: قد تفاوض السلطة الفلسطينية لكن من دون غطاء من لجنة المبادرة، وحينما يأتي الامر مثلاً الى لبنان يطرح شخص ما فرصة ان يكون هناك مفاوضات لاسترجاع الحقوق المتبقية اللبنانية تبدأ الاتهامات بالخروج عن الصف بالخيانة، بالعمالة، بالالتحاق لماذا لبنان؟
} اولا نحن لم نمنع احدا ونحن اختلفنا مع ياسر عرفات عندما خرج ولكن لم نمنعه ولكن هذا الموقف كان تجاه الفلسطينيين نحن كنا ضد ان يتفرد اي مسار بعملية سلام نحن دائماً مع التنسيق العربي على المسارات الثلاثة. ولكن بعد ان أصبح الموضوع الفلسطيني امرا واقعا خاصة بعد اتفاقية اوسلو بقي التنسيق بين سوريا ولبنان، وحتى هذه اللحظة هناك تنسيق مباشر في هذا الموضوع خاصة بيني وبين الرئيس ميشال سليمان. عندما يطرح موضوع السلام نتحدث بالتفاصيل ونشرح لبعضنا البعض ما هي الامور التي طرحت. طبعاً الآن لا يوجد عملية سلام ولكن علينا ان نحدد ما هو مفهوم المفاوضات المباشرة. سوريا لم تدخل بمفاوضات مع اسرائيل. من الناحية التقنية، المفهوم خاطئ والدليل على هذا الكلام انه عندما أتى (وزير الخارجية الاميركية السابق) جيمس بيكر ليحضر لمؤتمر السلام قبل العام 1991 كان يتحرك ذهاباً واياباً بين سوريا واسرائيل لعشرة اشهر اعتقد بهدف التحضير لمؤتمر السلام. لم يتحدث في ذلك الوقت اي طرف في العالم عن مفاوضات غير مباشرة، لم يقولوا بأن جيمس بيكر يقوم بعملية مفاوضات بين سوريا وإسرائيل هي لم تكن مفاوضات. هو كان يرى ما هي الاسس التي يمكن ان تقبل بها الاطراف المختلفة لكي نطلق عملية السلام، هذا ما قمنا به في تركيا. لكن بدل ان يتحرك وزير الخارجية التركي بين سوريا وإسرائيل، وعملية الزمن وما تستغرقه، قمنا نحن بإرسال طرف او ممثل سوري الى اسطنبول والطرف الاسرائيلي نفس الشيء. وكان وزير الخارجية التركي يتحرك بين الطرفين. الهدف هو نفس الهدف الذي كنا نعمل عليه في ذلك الوقت في مؤتمر مدريد هو ايجاد مرجعية واضحة للمفاوضات خاصة بعد مرور عقد من الزمن على توقف عملية السلام وازدياد فجوة الثقة بين العرب واسرائيل - اساساً لم تكن موجودة - كان لا بد من ايجاد اسس للانطلاق خاصة ان مرحلة التسعينيات فشلت في تحقيق السلام. كان لا بد من ايجاد اسس جديدة او اكثر دقة ومصطلحات اكثر تعريفاً ووضوحا من اجل انطلاق عملية السلام. حينما ننطلق في عملية السلام، لا بد ان يكون لبنان مع سوريا. نحن لنا مصلحة مشتركة نحن ولبنان في ان نكون مع بعضنا البعض، لا سوريا لها مصلحة ان تكون وحدها ولا لبنان له مصلحة ان يكون وحده وهكذا كانت وجهة نظرنا تجاه الفلسطينيين.
{ كان وزراء الاعلام العرب موقفهم واضح في ما يخص الاجراءات الاميركية الخاصة بالفضائيات المتهمة اميركياً بأنها ارهابية او تدعم الارهاب هل نأمل في الحد الادنى ان تتخذ القمة العربية موقفاً واضحاً وصريحاً بهذا الاتجاه ام ان الامر سوف يدخل الى الادراج من جديد؟
} هذا ليس موضوعاً منفصلاً، هذا جزء من المعايير المزدوجة وجزء من الرياء الغربي تجاهنا. ونحن نتحمل المسؤولية الأكبر فيها عندما لا نأخذ مواقف واضحة وعندما لا نحدد أسسا معينة نقبل او نرفض على أساسها اي إجراء ونأخذ بالمقابل إجراءات مضادة، فلن يحترمنا احد وستبقى هذه الاجراءات تسير ويبقى اي بيان في اي قمة لن يكون له اي تأثير انما تكون هناك اجراءات فعلية ولكن هذا يعود ايضاً للسؤال السابق حول نوع العلاقات العربية ـ العربية: هل هناك رؤية موحدة؟ كيف نتعامل مع هذه الاشياء؟ هذا ما اتحدث عنه. عندما قلت هناك لا تزال الرؤية متقاربة ولكن غير موحدة، أحيانا متقاربة بمعنى نتفق حول المشكلة ولكن كيف نقارب هذه المشكلة. حتى الآن هناك وجهات نظر مختلفة، وطالما ان هناك وجهات نظر مختلفة، لا اعتقد بأنه سيكون هناك اي إجراء جدي يردع الدول الأخرى عن القيام بمثل هذه الاعمال.
{ تتابع بالتأكيد ان في الاروقة السياسية والاعلامية الاميركية هناك حديث عن مبادرة سيتقدم بها بعد اشهر الرئيس اوباما للسلام. يبدو ان الموضوع فلكلور رئاسي اميركي فكل رئيس يأتي السؤال الى اي حد يمكن اعتبار ان الرعاية الاميركية لعملية السلام ورطة وشر لا بد منه، ام انها ربما رعاية يمكن ان تصوب وتؤخذ ولو بعض الشيء بعيداً عن الانحياز لإسرائيل؟
} لو كانت ورطة، لكانت لدينا فرصة في السنوات الماضية لنقول نحن لا نريد الرعاية الاميركية. نحن حتى في اللحظات او الاوقات الصعبة للعلاقة الاميركية السورية بقينا نقول ان الدور الاميركي هو أساسي. هذا لا يرتبط بمن هو الرئيس. طبعاً عندما يأتي رئيس لا يريد السلام هذا الدور لن يكون موجوداً، لكن نحن نتحدث بشكل طبيعي عن ادارة ترغب بدفع عملية السلام الى الأمام. الولايات المتحدة دورها هام من خلال علاقتها بإسرائيل المتميزة ومن خلال وزنها كالقوة الاكبر في العالم وكضمانة لعملية السلام عندما تنجز. لكن بنفس الوقت، الولايات المتحدة عندما تتحدث عن التصويت هو صحيح من جانب التصويت لكن هناك تصويبا بالمقابل يأتي من خلال اللوبيات في داخل اميركا هذه نقطة ضعف موجودة في الدور الاميركي. لذلك هذا الدور بحاجة ليس فقط لتصويب بل بحاجة لمكملات هذه المكملات تأتي من خلال الأدوار الأخرى سواء الدور الاوروبي او الدور التركي حالياً. مع كل اسف، الولايات المتحدة لا تعرف هذه المنطقة بشكل جيد، بالتالي هي غير قادرة على ادارة تفاصيل هذه العملية. وأنا اقول لهم من تجربتنا معهم في موضوع الأمن هم احياناً غير منهجيين وأحياناً يحللون المعلومات بشكل خاطئ. هم دائماً بحاجة الى مساعدة. هي ليست ورطة، ولكن فيها سلبيات، اذا فهمت هذه السلبيات وعرفت كيف تكملها بإيجابيات اخرى من دول اخرى عندها تصل الى السلام وأنت مرتاح وطبعاً نفترض ان هناك شريكا هو اسرائيل.
{ هل يمكن للرئيس الاسد ان يؤسس قراراً وسياسة اعتماداً على احتمال اتساع فجوة الخلاف بين الادارة الاميركية والكيان الصهيوني؟
} تبقى مؤقتة القضية، ليست بالإدارة. الموضوع هو في المؤسسات الأخرى واللوبيات القوية التي تدعم اسرائيل، طبعاً هناك حديث الآن متصاعد في الولايات المتحدة لم يكن موجوداً قبل سنوات حول مصالح أميركا وهل تتطابق مع مصالح اسرائيل او هل ان الوقوف مع اسرائيل يكون على حساب المصالح او الدماء احياناً الاميركية، هناك شيء من هذا القبيل، لا نريد ان نراهن. انا اقول إن الرهان هو علينا كعرب. اذا اتت ادارة اميركية جيدة او سيئة وكانت العلاقة بينها وبين اسرائيل جيدة او سيئة، الرهان هو موقفنا ان لم يكن هذا الموقع قويا لا قيمة لكل هذه الرهانات.
{ في جانبنا من ناحيتنا نحن كعرب سيادة الرئيس حينما نسمع خطاباً سورياً ان سوريا تقف في منتصف الطريق ما بين السلطة الفلسطينية وما بين المقاومة الفلسطينية وحماس والجهاد الاسلامي وبقية الفصائل لا اجد اني مضطر على سبيل المثال كمواطن عادي ان اصدق ان سوريا تقف في منتصف الطريق ما بين المقاوم وبين من يقول لن تنجح اسرائيل في جرنا باتجاه انتفاضة جديدة؟
} نحن لا نريد منك ان تصدق ولا نطرح هذا الشيء. نحن نفصل الامور. هناك جانب متعلق بالمقاومة. نحن موقفنا واضح، نحن ندعم المقاومة وصمود المقاومين، بينما موقف السلطة واضح وموقف الرئيس محمود عباس واضح ولا يؤيد المقاومة نحن لا نخفي موقفنا وهو لا يخفي موقفه ولكن نحن نقف في الوسط فعلاً. في موضوع المصالحة الفلسطينية، انطلاقاً من ان المصالحة لا تبدأ من خلال وقوفك مع طرف ضد طرف او تكون منحازاً، تبدأ المصالحة من خلال وقوفك في الوسط والوقوف في الوسط. يفترض ان كل الأطراف قد تكون مخطئة ولكن من اخطأ اكثر او اقل ومن بدأ بالخطأ هذا يأتي لاحقاً بعد انجاز المصالحة وليس خلال الحديث عن المصالحة. لذلك يجب ان تضع وجهة نظرك تجاه ما تقوم به القوى المختلفة على الساحة الفلسطينية تضع هذه الوجهة النظر جانباً وتتحرك باتجاه المصالحة فنحن في هذا الموضوع نعم نقف في الوسط واستقبلنا الرئيس محمود عباس عدة مرات خلال العام الماضي.
{ لماذا لا تقتنع القاهرة بهذه الرؤية بل بالعكس ترى هي تخفف حدة الحديث في الأيام لكن تعتبر انكم بحكم علاقتكم بالمقاومة الفلسطينية ووجود مكاتبها عندكم تؤثرون على القرار الفلسطيني وخاصة في ما يخص المصالحة؟
} لا. كلمة «تأثير على قرارهم» يجب ان تكون دقيقة، نحن لا نحل محل الفلسطينيين نحن نقف مع الفلسطينيين يجب ان يأخذوا قرارهم ويحددوا الاتجاه ونحن نساعد. لا يمكن ان يأتي الحل لا من سوريا ولا من مصر ولا من السعودية ولا من دولة اخرى. ان لم يكن الحل ينطلق من الساحة الفلسطينية، فكلنا سنفشل في أي دور نحاول ان نؤديه. أما لماذا لا تقتنع مصر، لا أعرف. كما تعرف في السنوات العديدة التي مضت لا يوجد حوار سياسي بيننا وبين مصر ولا نعرف كيف تفكر مصر في هذا الموضوع.
{ نسمع ونرى المحاكمات والاستعداد للمحاكمات لبعض من وجهت اليهم تهم محاولة الانقلاب في تركيا. الى اي حد العلاقة السورية ـ التركية متينة حتى في ظل ولو احتمالا ضعيفا جداً ان يحدث هناك تغيير بشكل او بآخر في تركيا يأتي القوميون المتشددون او العسكر؟
} العلاقة في تركيا مبنية مع كل المؤسسات حتى المؤسسات العلمانية. الآن سيكون لدينا غداً مؤتمر في مجال البحث العلمي مع الجامعات والجيش والامن والمعارضة وغيرها. كل هذه القوى وخاصة منها المعارضة للحكومة، حكومة (رجب طيب) اردوغان. يقولون لنا نحن نختلف في تركيا على قضايا كثيرة مع الحكومة الحالية، لكننا كلنا نجمع على العلاقة مع سوريا. نحن دائماً نؤمن بأن العلاقة تبنى مع المؤسسات اولاً وتمتد باتجاه المستويات الاخرى كي تصل الى القاعدة الشعبية العريضة. دور الاشخاص في مواقعهم المختلفة محفز لهذه العلاقة، ودور يعطي دفعاً ويفتح ابوابا كانت ربما مغلقة. لكن الرهان على العلاقات بين الدول دائماً يجب ان يبنى على القاعدة الشعبية بالدرجة الاولى وهذا الشيء نراه واضحاً بيننا وبين تركيا تحديداً.
{ تنامي علاقتكم مع تركيا لم يعدل في مزاج بعض الدوائر العربية التي تعبر باستمرار عن استيائها من تنامي علاقتكم بإيران، هنا احد رؤساء التحرير العرب تحدث معلقاً على لقاء دمشق الاخير قال أحد الطرفين يخدع الآخر انتم او ايران، وقال سوريا تؤمن بالمفاوضات والحل السلمي في حين ان ايران ترفع شعار إزالة اسرائيل وقال ان هذين الموقفين لا يمكن ان يتقاطعا؟
} انا لم اسمع ولا مرة من مسؤول ايراني في حوارنا الطويل الذي عمره اكثر من ثلاثة عقود حوار وثيق بأنهم ضد تحقيق السلام او عودة الاراضي او عملية السلام والدليل هو تصريح ايران خلال المفاوضات غير المباشرة في تركيا بأنهم يدعمون سوريا في هذه المفاوضات، ان نخدع بعضنا لعقود وتكون النتيجة بالمقابل نتيجة هذا الخداع تحالفا يصبح أمتن كل يوم هذه معادلة متناقضة هذا هو جوابي.
{ هناك من يعتقد انكم تسكتون في سوريا على اختراق ايراني للأمن القومي في العراق كيف تردون على هذا؟
} اختراق الامن القومي يكون من قبل الأعداء وليس من قبل دولة شقيقة تجمعنا معها روابط التاريخ والجغرافيا. ايران وتركيا. اذا كنا سنعتبر ان ايران تهدد الامن القومي لماذا لا نعتبر نفس الشيء بالنسبة لتركيا كلتاهما تلعب دوراً ايجابياً ولا يوجد تناقض بين الدور التركي والدور الايراني. لماذا نغضب من ايران ولا نغضب من تركيا. ان هذا الكلام في موقعه الصحيح. نحن بحاجة الى علاقة جيدة مع ايران سواء اتفقنا معها في بعض التفاصيل او اختلفنا نحن بحاجة الى هذا الحوار، انا لا اتحدث عن سوريا. علاقتنا جيدة بإيران اما بالنسبة للعراق اعتقد بأننا نقوم بما نقوم به عادة بأننا نلقي التهم على الآخرين. اذا كان هناك مشكلة في العراق لها علاقة بالخارج فهي اولاً بسبب الغياب العربي. ما هو الدور العربي الموجود في العراق كي نقول بأن هناك دورا ايرانيا حل محله. نحن غائبون لنتفضل ونلعب دورا في العراق وعندها نستطيع ان نحاسب الآخرين. العراقي يقول نحن نريد العرب هو لا يقول اننا نريد اي جهة اخرى، ونحن لا نتواجد إذاً علينا ان نقوم اولاً بواجباتنا قبل ان نلوم الآخرين. أعتقد بأن التقصير هو منا كعرب. إيران جار للعراق، اختلف معه حاربه، خلال وجود الرئيس صدام حسين كانت هناك حرب لمدة ثماني سنوات تركت آثارها على هذه العلاقة، ولكن هناك مصالح مشتركة بين البلدين لا بد ان يكون هناك علاقة جيدة بين العراق وإيران وأي بلد يجب ان يتفاعل مع الدول المحيطة حوله. نحن في سوريا نتأثر ونؤثر في لبنان ونتأثر ونؤثر في العراق ونفس الشيء مع الاردن وتركيا وهذا هو الشيء الطبيعي اما ان نقول ان الدول يجب ان تكون معزولة ولا تتفاعل مع بعضها فهذا غير مقبول.
{ لم نعد نسمع لوماً أميركيا لسوريا في ما يخص ضبط الحدود مع العراق بالعكس بين الحين والآخر تسمع ما يشبه الإشادات، ما الذي حدث حتى تغير الولايات المتحدة الاميركية من لغتها في هذا الموضوع؟
} انا لا أعتقد ان الأميركيين يعرفون ما الذي يجري في العراق بكل بساطة. لا يوجد رؤية حتى الآن ما هو المخرج والحل في العراق. لا يوجد معرفة في ما يحصل، ونحن نتحاور معهم ولكن الأسوأ في الموضوع ما يتعلق بالجوانب الامنية. نحن قلنا لهم من تجربتنا المباشرة مع الاميركيين في مرحلة اعتقد ما بين 2001 بعد اعتداءات ايلول وحتى عام 2004 عندما قطعنا العلاقة في المجال الأمني معهم قلت لهم بكل صراحة وكل من التقيت منهم عضو كونغرس مسؤول حتى مؤخراً والمسؤولين الامنيين انتم لديكم معلومات كثيرة جداً ولكن لا يوجد لديكم معرفة وهناك فرق بين المعلومة والمعرفة. حتى عندما تأتي المعلومة لا تحلل بشكل صحيح. لا عندما يقولون بأننا نضبط ولا عندما يقولون بأننا لا نضبط هذا الكلام صحيح لأننا نقول دائماً ان المشكلة هي داخل العراق والوضع السياسي العراقي والمشكلة هي في وجود طرف تتعاون معه. عندما تريد ان تضبط الحدود، الحدود لها طرفان، لا طرف واحد فتضبط الحدود من الطرفين، عندما لا يوجد طرف ثان تتعاون معه فكيف تتحدث او تقيم عملية ضبط الحدود هذا الكلام لا نتوقف عنده لا سلباً ولا ايجاباً.
{ النتائج الرسمية للانتخابات العراقية ستعلن يوم الجمعة هل ترى سوريا ان طرفاً عراقياً هو اقرب إليها في العراق؟
} لا نريد ان نرى هذا الجانب بهذه الطريقة. نحن حاولنا خاصة قبل الانتخابات ان نستقبل معظم القوى العراقية لكي نؤكد أننا نريد علاقة جيدة مع كل هذه القوى خاصة ان معظم هذه القوى كان يعيش في سوريا بمراحل مختلفة. نحن نعتقد ان البناء يجب ان يكون بناء مع اي حكومة وأي مؤسسات توجد في العراق في المرحلة المقبلة.
{ حتى من وجه تهماً من العيار الثقيل الى سوريا بأنها تعبث بالأمن الداخلي وحملكم مسؤولية بعض العمليات الإرهابية؟
} اذا كان هناك نية صادقة وصافية وطيبة تجاه سوريا وقناعة بأن سوريا تريد الخير للعراق نحن لا يوجد لدينا مشكلة لا نتوقع للعمل السياسي عند التصريحات نحن ننظر الى المستقبل ولا نعيش في الماضي.
{ نحن نسمع لغة عربية لم تكن مطروحة، خلط في مفهوم الاعداء والمقاومة هناك من وهب حياته فقط لتجريد المقاومة او محاولة تجريد المقاومة من سلاحها، ما هو العنوان الذي يمكن ان تضعه سيادة الرئيس لهذه الصفحة من التاريخ العربي؟
} انا قلت في كل خطاباتي علينا أن ندعم المقاومة من دون خجل وتردد لا يجوز ان نوجد عناوين نختبئ خلفها في دعم المقاومة. موقف سوريا واضح، انا اسميها مرحلة مقاومة اذا كان هناك إنجازات فحصلت بفضل المقاومات غير السياسية في المنطقة. المقاومات هي التي فرضت من الاحداث السياسية التي صبت في صالح دول لا تعرف انه لولا المقاومة لما كانت هذه الاحداث التي يعتقدون بأنها احداث ايجابية فهي مرحلة مقاومة اساساً هذا ليس خياراً هذا خيار الاعداء هم الذين فرضوا هذا الخيار وليس العكس.
{ الكلام والحديث حتى الاعلامي عن حزب البعث العربي الاشتراكي خف كثيراً هل لأن درجة يقينكم بفكرة القومية العربية فترت ام ماذا؟
} بالعكس كنت اقول اذا كانوا دائماً يتهموننا بأننا نتحدث بلغة الستينيات انا اقول نحن مستعدون حتى ان نتحدث بلغة الثلاثينيات عندما اسس حزب البعث. نحن نعتقد انه الآن الفكرة القومية اكثر من قبل تثبت انها هي الملجأ الوحيد لنا كدول عربية ليس فقط انا لا اتحدث عن التضامن العربي وهو مرتبط بالأداء السياسي، انا اتحدث عن العلاقة التي تربط بين مختلف مكونات الشعب العربي في الدول العربية المختلفة. فكرة العروبة هي التي تربط بين كل مكوناته ومن دونها لا اعتقد ان هذه المنطقة يمكن ان تكون مستقرة الاحداث بما فيها العراق ولبنان وأي حدث اثبت ان فكرة العروبة هي الاساس الذي يجب ان نبني عليه. ونحن اليوم ان كنا لا نتحدث، فلأننا نعتقد بأن ما كان يجب علينا شرحه في الماضي اليوم لسنا مضطرين لذلك. هذه فكرة اصبحت اكثر تجذراً وتشرباً من قبل عقول المواطنين العرب.
{ تحدثت في تصريح لك اثناء القمة الايرانية ـ السورية هنا قلت ونحن كدولة إسلامية، لا أعتقد انني سمعت هذا التعبير منك، اعطيت طابعاً دينياً، هل هذا توصيف فقط لعنوان عريض، ام ان له ما يدعمه في قراركم السياسي؟
} نحن دولة مسلمة عندما نضعها في سياق منظمة المؤتمر الاسلامي كدولة مسلمة، عندما نتحدث مع الدول الاسلامية نحن دولة اسلامية، ومعروف دولة غالبيتها من المسلمين، ولكن نحن دولة قومية، نحن دولة مجتمعها علماني والعلمانية لا تعني معاكسة او معاداة الاديان هي تعني حرية الاديان بكل مكوناتها وكان الحديث في سياق عيد المولد النبي وتحدثنا عن ضرورة دعم المقاومة اخلاقياً وشرعياً، وشرعياً نتحدث كمسلم.