أثارت دعوة رئيس تيار التوحيد وئام وهاب التي اطلقها من الرابية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الاستقالة صخباً إعلامياً كبيراً، والهبت مشاعر "الغيارى" على مقام الرئاسة الاولى خصوصاً، لدى من تبقى من فريق "البريستول" بقيادة سمير جعجع الذي اعتاد "الدفاع عن المؤسسات الدستورية، وابرز تجليات هذا الدفاع ترجم من خلال اقترافه جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية في حينه الشهيد رشيد كرامي. فجعجع الذي تنبأ "باسقاط" الرئيس إميل لحود في آذار من العام 2006 ، دفعته "غيرته الوطنية" في آذار اليوم، الى ان يتحول "سدأ منيعاً" لمقام الرئاسة الأولى يقيها اي تعرضٍ، حتى ولو كان انتقاداً أو تقويماً.
قد يكون طرح وهاب في غير محله، وغير قابلٍ للتطبيق، اضافة الى انه شكل احراجاً للعماد ميشال عون المدافع الاول عن الرئاسة الاولى وصلاحياتها في احلك الظروف واصعبها، رغم ان رئيس "التوحيد" اعلن في موقفه ان ما يعبر عنه هو رأيه الشخصي وليس رأي المعارضة ، فموقف المعارضة في هذا الصدد عبر عنه معظم افرقائها ولم يكن متوافقاً مع موقف وهاب.
وفي هذا السياق، لفت مصدر مطلع قريب من دمشق الى ان الاتصالات لم تنقطع بين دمشق وسليمان لا قبل انعقاد طاولة الحوار ولا حتى بعد انعقادها، ما يؤشر الى استقرار العلاقة بينهما، وأن كلام رئيس "التوحيد" لا يعبر الا عن وجهة نظره الخاصة، ولو كان الامر عكس ذلك، فلا شيىء يمنعها من تجميد هذه الاتصالات.
ولكن اليوم وفي خضم الضجة الاعلامية التي اثارها حديث وهاب، هناك جملة من الاسئلة تطرح نفسها:
ألا يحق لاي مواطن مراقب ان يسأل عن انجازات رئاسة الجمهورية بعد مرور سنتين على تسلم سليمان؟
الا يؤثر ترشح مستشار الرئاسة الاولى ناظم الخوري الى الانتخابات النيابية وتحالفه مع فريق ضد آخر على دور الرئيس التوافقي، وهل سينسحب هذا "النهج التوافقي" المذكور على الانتخابات البلدية ؟
وهل من المصادفة دعوة سليمان الى انعقاد طاولة الحوار عقب يوم من قمة دمشق التي جمعت الرئيسين السوري بشار الاسد والايراني محمود احمدي نجاد، اضافة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهل هي فعلاً مصادفة بحته؟؟؟
وما هي النتائج التي اسفرت عن رحلات رئيس الجمهورية المتكررة الى الخارج، وهل اقنع المجتمع الدولي بموقف الحكومة اللبنانية المتمسك بالمقاومة والذي عبرت عنه في بيانها الوزاري، وهل من الحكمة اصطحابه في بعض الرحلات لانطون صحناوي الذي اطلق النار على المدنيين في أحدى مقاهي الاشرفية، ثم غادر لبنان عبر مطار بيروت من من دون أن يعترضه أحد ؟
وما تاثير هذه الحادثة على هيبة القضاء الملاذ الوحيد لاحقاق الحق وإرساء العدالة؟
وهل بات وهاب يشكل حالة "شاذة" عن مختلف عن المعارضة، وهل صارت مواقفه بعيدة كل البعد عن مواقفها؟
قد يكون كلام رئيس "التوحيد" في غير محله من حيث المكان والزمان والواقع السياسي الذي يعيشه لبنان، واسهم في الوقت عينه في اعطاء فرصةٍ لفريق سياسي مفكك، استغل الدفاع عن رئاسة الجمهورية للانقاض على سورية وحزب الله وعون، لكنه اظهر مدى هاششة الوضع القائم، الذي هزته وجهة نظر رئيس تيار سياسي.
التيار