أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، أن موقف دمشق من الملف النووي الايراني ينطلق من مبادئنا ولكن أيضا من مصالحنا كدولة ستسعى يوما من الأيام لامتلاك الطاقة النووية السلمية، وقال: "بناء على ما سمعته من المسؤولين الغربيين خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، ظهر أن ما يحصل هو عملية استعمار جديدة في المنطقة من خلال منع دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة وتسعى لامتلاك الطاقة النووية السلمية من حق التخصيب رغم المرونة الايرانية الملحوظة خلال الشهرين الأخيرين تجاه هذا الملف"، معتبرا أن هذا الموضوع مخطط مسبقا إذ يُمنع على الدول الاسلامية أن تمتلك التكنولوجبا لأن المعرفة ممنوعة علينا.
وأشار الاسد الى أنه قيّم مع نجاد الوضع السياسي "ونرى أن المحطات السابقة التي مرت خلال عقود وسنوات ماضية بالرغم من الإحباطات والعثرات الكبرة التي أصابت المنطقة فالمحصلة كانت لمصلحة القوى المقاومة في المنطقة، بالمقابل كان الفشل من نصيب القوى التي وقفت في الخندق المقابل والتي تنتقل مع كل محطة وعيد من فشل الى آخر".
وإذ أشار الى أن هذا اللقاء من اللقاءات الدورية والروتينية بين البلدين والمستمرة منذ سنوات، لفت الى أن انعقاده مع مناسبة عيد مولد النبي محمد، له معانٍ خاصة ونريد أن نضيف على بركة المناسبة بركة العمل، وكان اليوم توقيع اتفاقية الغاء تأشيرات الدخول بين سوريا وايران، مشيرا الى هذه الاتفاقية ستؤدي للمزيد من التواصل والمزيد من تكريس المصالح المشتركة بين الشعبين السوري والايراني، وستؤدي لتعزيز العلاقات على كل المستويات وفي كل القطاعات بدون استثناء.
ولاحظ الأسد أن هذا النوع من الاتفاقيات بدأ يشيع في عدد من دول المنطقة وهذا يدل على أننا كشعوب وكحكومات تعلمنا أنه لا يوجد أمامنا خيار سوى أن نكون مع بعضنا البعض من خلال تعزيز التواصل وتوسيع شبكة المصالح بين بلداننا، معتبرا أن هذا هو الطريق الوحيد إذا أردنا أن نصل بشكل فعلي للقرار المستقل الذي يحولنا من مستوريدن للمستقبل الى صناع للمستقبل.
وشدد الأسد على أن دعم المقاومة هو واجب أخلاقي ووطني في كل بلد وشرعي.
وردا على سؤال عن تهديدات اسرائيل، أكد انها لا تأتي من حالة منعزلة بل تأتي في سياق التوسع والعدوان والهيمنة، معتبرا أنه من الخطأ تقييم هذه الحالة من خلال التصريحات، فتصريح اسرئيل لا يعني ان اسرائيل ستقوم بعدوان وعدم التصريح لا يعني أنها لن تقوم بهذا العدوان، وقال: "نحن أمام كيان قد يقوم بعمل عدواني في أي وقت، ونحن نقوم دائما بتحضير أنفسنا لعدوان اسرائيلي سواء كان كبيرا أو صغيرا"، ورأى أن هذه التصريحات قد تكون رسالة لسوريا والتيار المقاوم لدفعه للخضوع، ورسالة للداخل الاسرائيل لرفع معنوياته، مشيرا الى أن ردة فعلنا لن تكون مبنية على تصرحات. وعلينا أن نكون مستعدين في أي وقت لعدوان اسرائيل قد يتم لأي سبب.
وعن طلب الخارجية الأميركية من سوريا الابتعاد عن إيران، سأل الأسد: "كيف يتحدثون عن السلام وكل الأشياء الجميلة ويدعون للابتعاد بين دولتين؟"، معتبرا أنه في هذه الحالة وإذا كان الهدف هو الاستقلال فنحن بحاجة أكثر لتعزيز العلاقات، متمنيا على الجميع عدم إعطائنا دروسا عن منطقتنا "نحن نعرف مصلحتنا ونشكرهم على نصيحتهم".