بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام):قال
((إذا قام القائم(عليه السلام)يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين والجلوس معهم في مجالسهم،فإذا أراد واحد حاجة،أرسل القائم(عليه السلام) من بعض الملائكة من يحمله،فيحمله الملك حتى يأتي القائم(عليه السلام) فيقضي حاجته ويردّه،ومن المؤمنين من يسير في السحاب،ومنهم من يطير مع الملائكة،ومنهم من يمشي مع الملائكة مشياً،ومنهم من يسبق الملائكة، ومنهم من يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة،ومنهم مَن يصيّره القائم(عليه السلام) قاضياً بين مائة ألف من الملائكة)).
وفي بيان الأئمة(عليه السلام)قال: دلّ هذا الخبر على ما يمنح الله به المؤمنين من الكرامة في زمن الإمام القائم(عليه السلام)،وما أعدّ لهم من احترام وفضيلة من جهات متعددة:
الأولى:
هو أمر الله(تعالى) الملائكة بالسلام على المؤمنين،وأمر الله(تعالى)فوق الأوامر،فالأمر الصادر من الملك العلاّم بالتحية والسلام،أمر بالاحترام للمؤمنين في ذلك الزمان،وتلك الأيام.
الثانية :
أمر الله(تعالى) الملائكة بالدخول والجلوس مع المؤمنين في مجالسهم،وهذا مما يكشف عن أمر الله(تعالى)باحترامهم وكرامتهم على الله(تعالى).
الثالثة:
حملهم إلى قضاء حوائجهم،فمن كانت عنده مهمة عند الإمام القائم(عليه السلام)،وأراد الوصول إليه،والتشرّف بحضرته ومواجهته،أرسل الإمام إليه من يحمله من الملائكة،فيحمله الملك إلى الإمام القائم(عليه السلام)،وبعد قضاء مهمته يرجعه إلى أهله.
الرابعة:
أن يذلّل الله(تعالى) لهم السحاب فإذا أرادوا السفر إلى مكان بعيد،ركبوا السحاب وساروا إلى ذلك المكان.
الخامسة:
أنّ يمنحهم درجة رفيعة،ويهب لهم قوة عظيمة،وقدرة على الطيران في الجو،فيطيرون ومع الملائكة حيثما يشاؤون.
السادسة:
أن تكون الملائكة مرافقين لهم،يمشون معهم مشياً احتراماً لهم وإكراماً.
السابعة:
أن يسبقواالملائكة،ويتقدموا عليهم،أو يسيروا بسرعة لا يدركوهم،ويسبقوهم في السير.
الثامنة:
أن يتحاكم الملائكة عند المؤمنين والظاهر أنّ هذه الفضيلة والكرامة للعلماء من الشيعة،لأن العالم هو الذي يكون له لباقة،لأن يكون قاضياً أو حاكماً يتحاكم إليه الملائكة،ويحكم بين مائة ألف منهم.
ثم قال:والمؤمن أكرم على الله من الملائكة
:وإنّما صار المؤمن أكرم من الملائكة،وأفضل منهم عند الله(تعالى)،لأنه قد غلّب عقله على شهوته،لأنه قد ورد في الحديث مما مضمونه:إنّ الله(تعالى) ركّب عقلاً مجرداً في الملائكة بلا شهوة،وركّب في الإنسان عقلاً وشهوة،وركّب في الحيوان شهوة بلا عقل،فمن أطاع من بني الإنسان وغلّبه على شهوته بإطاعته الله(تعالى)،فهو أفضل من الملائكة،ومن أطاع شهوته منهم وغلّبها على عقله فهو أقل من الحيوان.
فبترجيح جانب العقل على الشهوة، صار المؤمن أكرم على الله من الملائكة،وهذه الكرامة والاحترام والفضيلة والإكرام،في زمن الإمام كلها لأجل قيام القائم(عليه السلام)،وظهور عدله،ونوره بين الأنام،(عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلام).
ولذلك علينا السعي لرضا الله تعالى
وصل الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
جعلنا الله وإياكم من المؤمنين الذين تشملهم هذه الكرامات
بحق قائم آل محمد عليه السلام