لم يروى عن اهل البيت(عليهم السلام) اين يتواجد الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) في يوم العاشر, و لكن هناك روايه مأثورة عن آية الله السيد مهدي بحر العلوم في احد السنوات في يوم العاشر:
يروى في إحدى السنوات كان المرحوم العلامة السيد مهدي بحر العلوم قد ذهب يوم العاشر من محرم إلى مدينة كربلاء المقدسة بصحبة عدد من طلبته وخواصه، فوقف على مشارف المدينة لاستقبال الموكب الحسيني القادم من مدينة (طويريج) التي يفصلها عن (كربلاء) حوالي أربعة فراسخ، حيث يعد هذا الموكب من أشهر المواكب وأكثرها حرارة إلى درجة أن نمطا من أنماط العزاء الحسيني مازال مشتهرا باسم (عزاء طويريج) نسبة إلى هذه المدينة التي كان يخرج منها مئات الألوف من الرجال والأطفال و ايضا مواكب مخصصه للنساء، وهم يبكون ويندبون ويلطمون على سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه).
والرجال منهم كانوا يسيرون حفاة الإقدام، حاسري الرؤؤس، وهم يلطمون أنفسهم بقوة وحرارة على وقع المراثي و كأن المصيبة حدثت للتو, مما يزيد الأسى والحزن على مصاب سيد الشهداء وتتحول مدينة (كربلاء) المقدسة إلى حالة من الحزن والأسى في كل أرجائها من وقع هذا الموكب وصداه.
وعندما اقترب الموكب إلى حيث كان يقف السيد مهدي بحر العلوم ، تفاجأ الذين من حوله بقيامه فجأة بإلقاء عمامته وخلع قميصه، وقد انفجر من شدة البكاء وغاص في وسط الموكب بين الجماهير وهو يلطم بشدة وقوة وهو ينادي ويصيح: "وا حسيناه .. وا حسيناه"!
وقد تعجب هؤلاء الذين كانوا من المقربين إلى السيد من قيامه بهذا التصرف بغتة، لأنه كان رزيناً عادتاً و هادئ الطباع.
وما كان من هؤلاء من سبيل سوى أن يدخلوا مع السيد في الموكب ، فأحاطوا به من كل جانب خشية أن يصيبه مكروه أو يداس بالأقدام وسط أمواج هذا الموكب المهرول الكبير.
وطوال تلك الفترة رأى هؤلاء من السيد بحر العلوم ما زاد من تعجبهم ودهشتهم، إذ وجدوه في حالة لم يروها من قبل منه ، فقد كان يضرب نفسه بقوة وشدة وجزع وهو يبكي ويصيح بأعلى صوته من دون أن يشعر بما حوله ، وكان حقاً كالذي فقد عزيزا للتو.
وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم. وبعد انتهاء مراسم العزاء وانفضاض الجميع، عاد السيد بحر العلوم إلى حالته الطبيعية ولكنه كان شاحب الوجه, ولم يكن يقوى على النهوض.
فسأله المحيطون به منكرين:
سيدنا.. ماذا جرى حتى دخلت هكذا فجأة ومن دون اختيار في موكب عزاء طويريج؟
فنظر السيد إليهم وانهمرت دموعه على خديه وقال:
(لا تلوموني ولا ينبغي لكم أن تلوموا أحداً من العلماء إذا ما قام بذلك.. فإنني ما إن اقترب مني الموكب حتى رأيت مولاي صاحب الأمر – عجل الله فرجه الشريف – حاسر الرأس حافي القدمين وهو يلطم ويبكي مع اللاطمين الباكين، فلم احتمل المنظر ودخلت في الموكب ألطم صدري مع الإمام (سلام الله عليه).
و عزاء طويريج يبدأ بالمسير انطلاقا من مدينة طويريج الواقعة على بعد 20 كيلومتراً عن كربلاء حيث يتوجه المشاركون فيه إلى هذه المدينة سيراً على الأقدام ليصلوا قبل الظهر على مشارف المدينة حيث تقام صلاة الظهر هناك لينطلق الموكب إلى داخل المدينة المقدسة.
وتولى علماء دين من آل القزويني ووجهاء مدينة طويريج من آل عنبر و عشائر بني حسن و آل فتلة و الدعوم، الإشراف والإنفاق بمساعدة أهالي هذه المدينة على ركضة طويريج التي تنطلق لتبدأ بعدها مراسيم الركضة في العاشر من الشهر وهو موكب عزاء يشارك فيه مئات الآلاف في كل عام.
و اخذت مراسم هذا العزاء من قبيله بني اسد, لأنهم لما وصولوا لكربلاء ورأوا أنه كل شي انتهى والحسين استشهد.
اخذوا يركضون ويلطمون على رؤوسهم متحسرين, لأنهم لم يلحقوا بركب الحسين و ان المعركه انتهت قبل وصولهم ولم يتشرفوا بنصره الحسين(عليه السلام).
ركضــة طويريج من يمحيها ،، والإمام المهدي يحضر بيها
يروي هذا الخبر عن بحر العلوم ،، المهدي بيها دمعته يجريها
شافو المهدي يهل دمعة العين ،، وعلى راسه حيل يلطم باليدين
مع الركضه يدخل لصحن الحسين ،، وعلى جده صرخته يعليها
حسين حسين يا حسين مولا
السلام عليك يا حجة الله و بقيته فأنت صاحب العزاء
×.. مأجورين ..×