الذكرى الثالثة للوعد الصادق

قالها امين عام «حزب الله» قبل سنوات، ومضى ينسج الحكاية، حكاية تحرير ما تبقى من اسرى لبنانيين.. حكاية «خلة وردة» وموقع الراهب والنقطة 103، والتحضيرات التي قام بها المقاومون على مدى خمسة اشهر، لجني «الصيد الثمين» الذي كان بديلا عن كل الدبلوماسيات و«تهذيب» المجتمع الدولي وعجزه الفاضح في التعامل مع القضايا الوطنية للشعوب.

حين قال السيد نصرالله... ان المقاومة ستقوم بكل ما يلزم لاطلاق الاسرى اللبنانيين قبل الثاني عشر من تموز عام 2006، لم يتحرك العالم واممه المتحدة لمعالجة هذه القضية، تماما كان هو حاصل في قضية احد عشر الف اسير فلسطيني ما زالوا في السجون، بل تعاطى هذا العالم مع كلام امين عام «حزب الله» على انه «فقاقيع صابون»، لكن تنفيذ الوعد كان كالصاعقة التي هزت العالم الذي لم يرغب ان يستفيق الا في مثل هذا اليوم، قبل ثلاث سنوات، على «مأساة انسانية» لعائلتين اسرائيليتين فقدتا ابنهما، فمارس الضغوط لاطلاق الجنديين من دون مقابل... والا فالحرب قادمة.
«الديار»... وفي الذكرى السنوية الثالثة للعدوان الاسرائيلي على لبنان، والذي استمر ثلاثة وثلاثين عاما، تستعيد الشرارة الاولى التي رسمت حكاية انتصار المقاومة... وهزيمة الاحتلال، من خلال اضواء سريعة على الساعات القليلة التي سبقت العدوان.. عملية اسر الجنديين الاسرائيليين في «خلة وردة» قرب بلدة عيتا الشعب، البلدة الصغيرة التي تحولت الى... عاصمة الانتصار.
محمود زيات
بعد تحديد الهدف... اسر جنود اسرائيليين احياء لمبادلتهم بالاسرى اللبنانيين، واختيار ارض المعركة في «خلة وردة» الملاصقة لخراج بلدة عيتا الشعب، بدأ المقاومون يستعدون للعملية الموعودة، التي اطلق عليها السيد نصرالله «عملية الوعد الصادق»، فكان ان اجريت مناورة في منطقة مشابهة لمنطقة العملية، استمرت نحو خمسة اشهر.
الساعة الثانية واثنتين وعشرون دقيقة فجرا، تبدأ العملية بعبور المقاومين السياج الشائك عند النقطة 103 قبالة مستوطنة زرعيت، وكمن المقاومون في الاحراج، حتى صباح الاربعاء 12 تموز، سيارتان عسكريتان اسرائيليتان من نوع هامر، تنطلقان من موقع الراهب الاسرائيلي، في السيارة الاولى قائد الدورية ايهود غولدفازر جلس في المقعد الامامي، وخلفه جلس الجنديان، اضافة الى ثلاثة جنود في السيارة الثانية، وظهرت السيارتان للمقاومين عند اسفل الوادي في منطقة يعرفها سكان بلدة عيتا الشعب بـ«خلة وردة» وكان الصيد الثمين عند الساعة التاسعة صباحا، انقض المقاومون عند وصول الدورية الى منعطف، حيث امطر المقاومون الذين توزعوا الى ثلاث مجموعات، اطلقوا قذائف الار بي جي ورشقات كثيفة من الرصاص، فقتل في السيارة الثانية ثلاثة جنود، وبعد الاصابات المباشرة للدورية، فيما تولى مقاومون من خارج منطقة العملية بقصف مركز على موقع الراهب في هذه الاثناء تولت مجموعة رابعة للمقاومة مجهزة بحمالات نقل الجنديين غولدفازر وريغيف، بواسطة سيارة مدنية كانت بالانتظار، تقطع السيارة المحملة بـ«الصيد الثمين» بضع مئات من الامتار، ثم ينقل الجنديان الاسرائيليان الى سيارة اخرى للتمويه، ومغادرة المنطقة الى جهة مجهولة.
في هذه الاثناء كانت مجموعة من المقاومة ترمي كميات من البنزين في السيارتين الاسرائيليتين لاخفاء اي دليل على مصير الجنديين الاسيرين.
لم يطلق الجنود الاسرائيليون خلال العملية اي رصاص، بسبب تفوق المقاومين بعنصر المفاجأة والمباغتة، الا ان الرد الاسرائيلي جاء بعد نصف ساعة حين توغلت دبابتان من نوع ميركافا نحو 70 مترا الى داخل الاراضي اللبنانية، لكن مصيرها كان التدمير الكامل حين داست على لغم ارضي كبير، وقتل بداخلها افراد طاقمها المؤلفة من اربعة جنود. عشر دقائق... هي المدة الزمنية التي استغرقتها عملية اسر الجنديين الاسرائيليين في خلة وردة، كانت كافية لرسم معادلات وموازين قوى وهزائم وانتصارات... كلها تظهرت خلال 33 يوما من العدوان الاسرائيلي وتصدي المقاومة البطولي له.
حينها.. اطل امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله ليقول عبارة، لطالما رددها طوال ايام العدوان التي اعقبت عملية الاسر، «هؤلاء الاسرى الموجدين عندنا لن يعودوا الى الديار الا بوسيلة واحدة... التفاوض غير المباشر والتبادل... والسلام، لا احد في كل هذا الكون، يستطيع ان يردهم الى ديارهم، الا بالتفاوض غير المباشر والتبادل، الا ان المهزلة جاءت على لسان رئيس وزراء العدو ايهودا اولمرت الذي قال حينه» لن نخضع لرسائل الابتزاز ولن نتفاوض مع الارهابيين على مصير جنود اسرائيليين، وهذا هو موقفنا اليوم».
في السادس عشر من تموز عام 2008، وعند نقطة الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة في رأس الناقورة. اعلن القيادي في حزب الله وفيق صفا، وبعد التوصل الى اتفاق تبادل للاسرى برعاية المانية، ان حزب الله سيسلم الجنديين الاسرائيليين الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر... وحين سئل عما اذا كانا حيين قال... الان سيتم كشف مصيرهما... فاعطى صفا اشارة لاخراجهما من السيارة... فُتح الصندوق الخلفي لاحدى السيارات وأخرج منها صندوقان خشبيان، عندئذ انكشف السر الذي احتفظ به «حزب الله مدة سنتين... الجنديان جثتان... وتم تسليمهما الى الصليب الاحمر الدولي، يومذاك قال الضباط الاسرائيليون ...«لقد اشترينا في هذه الصفقة قطا في كيس».
في هذه اللحظات... كان سمير القنطار ورفاقه الاسرى يستعدون لمغادرة معتقل هداريم الاسرائيلي، وبعد لحظات... وصل القنطار الى الارض التي انطلق منها قبل 29 عاما نحو فلسطين المحتلة، وعاد معهم 199 رفات شهيد لبناني وعربي، وتمت عملية التبادل التي اطلق عليها اسم «عملية الرضوان»، وهو الاسم الحركي لقائد المقاومة الشهيد عماد مغنية.
في الجانب الاسرائيلي... كان الحزن والبكاء يسيطران على مشهد استقبال الجنديين القتيلين.
اما في الجانب اللبناني، فشهدت المناطق اعراس الفرح والانتصار، وردد الجميع مع نصرالله «نعم... لم يُترك اسرانا في السجون».

المصدر : الديار


وكل نصر وانتم بالف خير
سلام
بنت سورية

و أنتم بخير بوركت جهودكم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم

وتنعاد الذكرى التي تبقى في اذهاننا طوال العام...

كل نصر وانتو بالف خير

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

كل نصر وانتم بألف خير
مشكورة اختي بنت سورية

كل نصر وانتم مقاومة

اللهم صل على محمد وال محمد


ايام مجيدة هي ايام تموز واب ,,, والنصر ات ات ات ان شاء الله


الله ينصر السيد والمقاومة والله يرحم الدماء الذكية الطاهرة ويجعل مثواها في عليين ان شاء الله




مشكورة اختي بنت سورية على الموضوع

يعطيكم الف عافية