اختبرت الجمهورية الاسلامية الايرانية بنجاح طرازا مطورا من صاروخ "سجيل" المتوسط المدى هو "سجيل2" يصل مداه الى الفي كلم كما ذكر التلفزيون الحكومي الاربعاء.
و"سجيل" صاروخ من طبقتين ويعمل على الوقود الصلب وهو احد نوعين من الصواريخ المتوسطة المدى التي تمتلكها ايران. والآخر هو "شهاب-3" المطور من صاروخ "نودونغ-1" الكوري الشمالي والذي يبلغ مداه 1800 كلم.
واستنادا الى الخبراء الاجانب فان سجيل-2 يعمل بالوقود الصلب ما يجعل من الصعب رصده قبل اطلاقه. من جهة اخرى فان سرعته الكبيرة لدى دخوله الغلاف الجوي تجعل ايضا "من المستحيل تدميره بصواريخ مضادة" كما اكد الاربعاء وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي .
وقال الجنرال وحيدي كما نقلت عنه وسائل الاعلام ان "الخاصية المهمة جدا للصاروخ المحسن سجيل-2 التي تميزه عن الاجيال السابقة من الصواريخ هو انه يستحيل تدميره بصواريخ مضادة بسبب سرعة دخوله الغلاف الجوي وسرعته الكبرى وقت اصابة هدفه". واوضح ان التعديلات التي ادخلت "اتاحت خفض زمن اطلاق الصاروخ ".
وكان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي اكد نهاية ايلول/سبتمبر ان ايران ستنتج نسخة مطورة من صاروخ "سجيل" قادرة على بلوغ اسرائيل التي تبعد حوالى الف كلم عن الحدود الغربية لايران.
وقال سلامي يومها ان "سجيل ذو مدى مناسب وقدرة تدميرية عالية ودقة كافية ويعتبر احد الانظمة البالستية الاكثر تطورا , وانه افضل سلاح تمتلكه القوات الجوية الايرانية".
انتقادات غربية
في ردود الفعل اكد البيت الابيض الاربعاء ان الاختبارات الصاروخية التي اجرتها ايران تثير شكوكا في النوايا السلمية للجمهورية الاسلامية.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي مايكل هامر "في الوقت الذي عرض فيه المجتمع الدولي على ايران فرصا للبدء بارساء الثقة فان هذه الاختبارات الصاروخية الايرانية ليس من شأنها سوى نسف تأكيدات ايران بشأن نواياها السلمية ". واضاف ان "مثل هذه التصرفات ستعزز جدية وتصميم المجتمع الدولي على محاسبة ايران على تخلفها المتكرر عن الوفاء بالتزاماتها المتعلقة ببرنامجها النووي ".
كما اعلن المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل الاربعاء ان وزير الحرب الاميركي روبرت غيتس اعرب عن "قلقه" حيال التجربة الصاروخية الاخيرة التي قامت بها ايران. وقال موريل خلال مؤتمر صحافي في وزارة الحرب ان "الوزير اخذ علما بالمعلومات المتصلة بالتجربة الاخيرة". واضاف "استنادا (الى تلك المعلومات) فانه قلق بوضوح على غرار قادة في العالم مثل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون".
رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أكد ان التجربة التي اعلنت ايران "تستدعي فرض عقوبات جديدة" على طهران معربا عن "قلقه العميق" حيالها .
ونقلت رئاسة الحكومة عن براون قوله بعيد اجتماعه في كوبنهاغن مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "انه امر يثير قلقا عميقا لدى المجتمع الدولي ويستدعي خطوة اضافية نحو عقوبات. سوف نعالج هذا الامر بكل الجدية اللازمة ".
واضاف "لقد اعربت (لبان كي مون) عن قلقي وكذلك فعل هو بعد التجربة التي اجرتها ايران على صاروخ بعيد مدى ".
واعتبرت باريس ان اعلان ايران عن تجربة جديدة لطراز مطور من الصاروخ سجيل "اشارة سيئة للغاية" الى الاسرة الدولية على ما اعلن المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو الاربعاء .
وقال فاليرو ان "الاعلان عن اختبار جديد للصاروخ المتوسط المدى سجيل-2 يدعو للقلق الشديد ".
وتابع ان فرنسا ترى ان "مثل هذه التجربة ليس من شأنها سوى تعزيز مخاوف المجتمع الدولي في الوقت الذي تطور فيه ايران بشكل متوازي برنامجا نوويا بدون هدف مدني قابل للتحديد منتهكة بذلك خمسة قرارات لمجلس الامن الدولي ".
بدورها اعتبرت الحكومة الالمانية ان التجربة التي اعلنت طهران الاربعاء انها اجرتها على نموذج مطور من صاروخ سجيل المتوسط المدى "تدعو للقلق ".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال لفرانس برس ان النبأ القادم من ايران يدعو للقلق معتبرا انه ليس مرحلة نحو اقرار الثقة.