كلُ الدروبِ تؤدي الى الطاحون.. وكلُ المناقشاتِ ستُفضي إلى بيانٍ وزاريٍ توافقيٍ يشبهُ الى حدِ التطابقِ البيانَ السَّلَف، فكلُ الكبارِ جزموا بأمرِ القواعدِ الحاكمةِ لمفهومِ الوحدةِ الوطنيةِ وما يَلحقُ بها من فهمٍ وطنيٍ جامعٍ للقضايا الوطنية، وأما الصغارُ فلا حرجَ عليهم ولا عتب..
اجتماعٌ جديدٌ اليومَ للجنةِ صوغِ البيانِ الوزاري يَستكملُ بحثَ الشقِ الاقتصادي ويقاربُ السياسيَ من بابِ فكِ عُقدةِ المناكفينَ الذين لن يتخطَوا في نهايةِ المطافِ حدودَ التحفظ .. وعلى خطٍ آخرَ يشهدُ بحرُ الأسبوعِ المصالحةَ المنتظرةَ بينَ العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط في قصرِ بعبدا، وللغايةِ فتحَ وزيرُ الأشغالِ غازي العريضي طريقَ الرابية على خطينِ وأوعزَ لجرافاتِ الوزارةِ كي تعملَ على إزالةِ الجليدِ عن طريقِ القصرِ الجمهوري يومَ الاربعاء، وبدورِه شددَ العماد عون في دردشةٍ معَ المنار على اهميةِ صدقِ النوايا في أيِ مصالحة، حيثُ لا تكفي اللقاءاتُ فقط ولا بدَ من العملِ من اجلِ ترسيخِ مضامينِ الوحدةِ والعيشِ المشتركِ تماماً كما حصلَ بينَ التيارِ الوطني الحر وحزبِ الله..
وفيما انفتحَ بابُ الأسئلةِ واسعاً عن الخطوةِ التاليةِ بعدَ عزلِ هيئةِ التأديبِ القضائي أحدَ القضاةِ بتهمةِ الفساد، وهل ستكونُ خطوةً يتيمةً ام بدايةً حقيقيةً لتنقيةِ الجسمِ القضائي?، توقفَ الكثيرونَ في الشكلِ عندَ استجوابِ القضاءِ الفرنسي للسفير السابق جوني عبدو بدعوىً رفعَها ضدَه اللواءُ جميل السيد..
وفي الجنوبِ استمرَ الاستفزازُ الاسرائيليُ عبرَ تحليقٍ مكثفٍ للطائراتِ الحربيةِ في الأجواءِ اللبنانية ، فيما ألقى الإعلامُ الاسرائيليُ قنبلةً دخانيةً بكشفِه عن توجهٍ لدى حكومةِ العدوِ لانسحابٍ غيرِ مكتملٍ من القسمِ اللبناني من بلدةِ الغجر، لكنْ وفقَ ما يُصطلحُ على تسميتِه بترتيباتٍ امنيةٍ تَشترطُ وجودَ عديدٍ متواضعٍ لعناصرِ اليونيفيل في البلدةِ من دونِ أيِ وجودٍ أمنيٍ لبناني، وتُبقي سكانَ القسمِ اللبناني من المواطنينَ السوريينَ من أبناءِ البلدةِ تحتَ وصايةِ إدارةٍ مدنيةٍ اسرائيلية..