بعد ثلاث سنوات من الحرب العدوانية على لبنان في صيف عام 2006 دافع رئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس عن قرار الحرب وإدارتها وقال إنه في نفس الظروف وفي نفس المعطيات ما كان سيتصرف بطريقة مختلفة. واعترف حالوتس بأن مخطط الحرب كان جاهزا منذ وقت طويل قبل تموز 2006.
وبدفاعه عن الحرب التي أطاحت به، وتبريرها يدافع حالوتس عمليا عن نفسه في وجه الانتقادات الشديدة التي توجه له منذ ثلاث سنوات وتحميله جزءا مركزيا من فشل الحرب، والارتباك في مجرياتها.
واعترف حالوتس في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثالثة لحرب لبنان الثانية أن "سير العمليات التي اقترحها في 12 تموز 2006 تبلورت لديه على مدى وقت طويل", مشيرا إلى أنها "ليست وليدة عملية الأسر".
وأشار حالوتس الى أن "نظرية الحرب اعتمدت على توجيه ضربات موجعة غير متوقعة في شدتها"، مضيفا "كانت الغاية مهاجمة حزب الله بطريقة غير متوقعة في شدتها، وينطوي ذلك على رسالة بأن الثمن الذي جبي يفوق احتمال الربح". وتابع أنه كان يمكن التغاضي عن الرد، أو الرد بعملية محدودة، أو الانتظار والاستعداد، إلا أنه استثنى الاحتمال الأخير قائلا "في واقعنا لا يمكن أن يحدث ذلك". ودافع حالوتس عن قرار الحرب ووصفه بالخطوة الصحيحة. وقال إن "أهداف الحرب كانت متواضعة وأنها لم تهدف إلى إبادة أو سحق حزب الله".
وعدد حالوتس مواطن الخلل التي أدت إلى الإخفاقات في الحرب "عدم استدعاء قوات الاحتياط في الوقت المناسب من أجل التلويح بشن عملية برية في موعد مبكر". كما أشار إلى "الخلل في التنسيق ونقل الأوامر بين مستويات القيادة المختلفة، علاوة على النقص الشديد في التدريبات". ووجه حالوتس انتقادات غير مباشرة لوزير الحرب إيهود باراك الذي صرح يوم أول أمس في مراسم إحياء ذكرى قتلى الحرب بأن "استبسال الجنود غطى أكثر من مرة على أخطاء قيادتهم العليا"، قائلا إن ذلك يعتبر "استغلالا مهينا للتضحيات".
وتحدث حالوتس عما اعتبره "انجازات الحرب"، قائلاً إن "حرب لبنان كان لها تأثير استراتيجي".
واعتبر أن "الاحتياطات الأمنية التي يتخذها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في تنقلاته إحدى إنجازات الحرب". وقال إن "سوريا ارتدعت وباتت تبحث عن قنوات تقارب مع العالم الغربي".
الشرق الجديد