دعم البحرين... ضد من؟!
بثت وسائل إعلام عربية وعالمية أخبارا عن:
• تحرك "مدرعات قوة دفاع البحرين"، التي انتشرت بكثافة في شوارع وأحياء المنامة وبعض المدن البحرانية الأخرى؛
• وتداعي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر طارئ واستثنائي "لدعم البحرين"؛
فحسبت أن ثمة غزو غاشم تعرضت له مملكة البحرين الشقيقة من قوة خارجية عظمى، أو ربما قوة فضائية "مريخية"، شنت بواسطة أطباق طائرة وأشعة "نجومية" متطورة لا تستطيع وسائل التصوير الأرضية "البدائية" التقاطها!
دققت في الصور التي تأتي تباعا من مختلف المصادر، واتضح لي أن:
• "مدرعات قوة دفاع البحرين" متوجهة لفك وتدمير "مخيم اعتصام سلمي" قامت بتشيده فئة وطنية محرومة «معتصمة» مكونة من نساء وأطفال ورجال وشباب من مواطني البحرين "الأصليين"، ولتفريقهم لتقتل وتجرح المئات منهم؛
• وتسارع وزراء الخارجية الخليجيين، كما أوضحه مؤتمرهم الصحفي "المحرج"، هو لنصرة "البحرين الحكومة" في مقابل المطالب المشروعة لشعبها وليس لدعم "البحرين الوطن"، إذ أن دعم الدولة، أي دولة، هو دعمها حكومة وشعبا ضد أي عدوان خارجي «أو إرهاب داخلي» في حين أن المعتصمين يمارسون حقهم الوطني "سلميا"! القول بأن القمع الذي تم والقوة المفرطة التي استخدمت هما "لوأد فتنة طائفية" هو في الواقع "تأجيج لها" لأن الشعارات المرفوعة من قبل المعتصمين لم تكن طائفية بل كانت ومازال حراكا شعبيا "وطنيا" عاما!
عجبا لهذه الدنيا العربية "الرسمية": تتهافت فيها الأنظمة لنصرة "المستقوي" ووأد "المستضعف"، والضحية هنا هم الشعوب التي يفترض من هذه الحكومات أنها تحكمها وتسهر على أمنها وأمانها وازدهارها؛ فهل هناك أوطان وحكومات من غير شعوب؟!
معتصموا البحرين، مثلهم مثل باقي الشعوب العربية الأخرى التواقة للعدالة والحرية، وليسوا أقل قدرا وشأنا وحقا من نظرائهم التونسيين والمصريين واليمنيين والليبيين، والأردنيين...
لا الجيش في تونس، ولا نظيره في مصر، تحرك بطريقة وحشية سافرة ضد المعتصمين في البلدين، بينما نظيرهم في البحرين نزل بثقله وبمدرعاته «ومروحياته!» لتفريق المواطنين العزل؛ ترى لماذا؟!
الإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار:
جيشا تونس ومصر جيشان وطنيان "أصيلان"، لا يستطيع منتسبوهما اطلاق النار على إخوانهم وأخواتهم وشركائهم في الوطن بدون وجه حق، حتى وإن صدرت الأوامر بذلك؛
أما نظيرهم البحريني ففيه "منتسبون" ممن لا تربطهم بالسكان "البحارنة الأصليين" المحتجين أية روابط وطنية، قومية، أو إنسانية، لأن ما شهدناه من نتائج للهجوم الدموي الشرس على المحتجين سلميا في "دوار اللؤلؤة" وهم نائمين، فجر الخميس 17 فبراير 2011م، لا يوحي بأن من قام بإطلاق النار مباشرة على رؤوس وصدور العزل لديه قلب، أو أن في قلبه رحمة لنظيره الإنسان!
أكدنا في مقال سابق، أن بإمكان الحكومات العربية تفادي ما يحدث لديهم إن هم أحسنوا التصرف، أما أن يتواصل نفس النهج بالتعاطي السلبي مع الشعوب بالصلف والتعنت، فهذا غير مفيد قطعا؛ وإنما ما يفيد هو إعطاء المواطنين حقوقهم ونشر العدالة فهما صمام الأمان للشعوب وحكامها ولسلامة الاوطان واستقرارها في آن.
إبراهيم اسماعيل