مقالات 2 - ذكريات بليد سابق

من كتاب " بيل ونبيل " للكاتب نبيل بن فهد المعجل
الكتاب يحكي رحلة الكاتب الخيالية مع " بيل غيتس " كمقارنة بين الشرق والغرب

ذكريات بليد سسابق *

نبيل بن فهد المعجل

بمناسبة بدأ الإختبارات النهائية أود أن أسرد لكم بعض قصص البلادة التي حدثت لأحد الزملاء (ولا أقصد بها كاتب هذه السطور) مع التذكير بأن بلادته ليست متوارثة حيث أن أخوته الثلاثة كانوا من طينة تختلف وكانوا دوما من ضمن الخمسة الأوائل على المدرسة ولذلك كانت نسبة النباهة في منزلهم تزداد عند خروجه من المنزل وسرعان ما تبدأ بالنزول مرة أخرى بعد عودته!!

في إحدى سنوات المرحلة المتوسطة كان عدد الطلبة في الصف 30 طالبا وهو بلا منازع أكثرهم كسلا ومنطقيا حصل على الترتيب الأخير (30) في إمتحانات الفصل الأول. تكرر هذا الإنجاز مرة أخرى في إمتحانات الفصل الثاني ولم يتزحزح قيد أنملة عن الترتيب الأخير وعلى قول الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله “يا جبل ما يهزك ريح”.

قبل بداية الفصل الثالث إنضم اليهم طالب جديد وأصبح عدد الطلبة في الفصل 31 طالبا. على ذمة زميلي البليد (أكرر أنه ليس كاتب هذه السطور) فهو لم يرى في حياته أغبى من هذا الطالب الجديد!! يكرر عليه المدرسون الكلام ولا يفهم. يملك كمّا هائلا من بلاهة تذكره ببلاهة بعض السياسين العرب. الشئ الوحيد الذي يوحي بأنه إنسان هو لطافته ووداعته وعادة البلداء أن يكونوا لطفاء لا لشئ وانما ليكسبوا عطف زملائهم النابغين وقت الحاجة. لا أريد الإطالة عليك عزيزى القارئ فالنتيجة الطبيعية لغباء وبلادة هذا الطالب الجديد أن يزيح زميلي من ترتيبه المفضل رقم 30. والشاطر يفهم !!

كانت نتائج الإختبارات النهائية على مستوى التطلعات اللهم لا إعتراض ولكن ما خفف على والده قليلا أن مادة اللغة الإنجليزية لم تكن من ضمن دستة المواد التي رسب بها وإلا لكان الحرمان من أداء الدور الثاني. طلب والده من الأخ الأكبر أن يستغل سمعته الحسنة والأخذ بيد أخيه الداهية الى المدرسة والتحدث مع بعض المدرسين علهم يخفضون عليه بعض المواد. تصرف حكيم ومنطقي من والد تهمه سمعة العائلة ويريد لها الستر.

عند دخول الأخوين إلى فناء المدرسة شاهدا جميع المدرسين ينظرون اليهما وأصوات قهقهة تصم الآذان. وقبل أن يبدأ الأخ الأكبر بالكلام طلبوا منه باحترام جم أن يذهب الى اللائحة الخاصة بالمحرومين من أداء الدور الثاني فهناك على حد قولهم مفاجأة غير سارة. صعق الاخ الأكبر عندما شاهد إسم أخيه مشطوب بالقلم الأحمر ومحروم من أداء الدور الثاني! لماذا؟ لأن مدرس اللغة الإنجليزية بليد هو الآخر، فقد نسي أن يدرج إسم صاحبنا هذا ضمن اللائحة السابقة. حاول الأخ الأكبر التخفيف على أخيه الذي ضحك مع الضاحكين ولم يكترث للأمر كثيرا !! هل سمعتم عن بلادة قلب كهذه؟

لا بد من الإنصاف والقول بأنه كان يحصل على درجات شبه كاملة في مواد الرياضيات حيث أن لا علاقة لها بالجد والإجتهاد والعياذ بالله فهي تعتمد وبشكل كبير على الوراثة.

الغريب في الأمر واحتراما لإخوته أن الجميع حاول مساعدته من زملائه الطلبة والمدرسين وحتى بعض الإداريين وذلك إما عن طريق التوسط لدى المدرسين أو في حالات كثيرة عن طريق إستخدام بعض المناورات والتي تسمى حاليا بالغش المقنن ولكن بلا فائدة لأنه في الغش أيضا كانت له حكاية في البلادة. في إحدى المرات طلب احد إداريي المدرسة من أحد مدرسيه “الطيبين” رفع بعض درجاته قليلا. أخرج المدرس ورقة الإختبار وكانت النتيجة 1 من 50 درجة. علق المدرس قائلا “يخرب بيته, لو الواد جايب صفر كان أشرف له, يعني نديلو عذر أنو غايب أو مريض ماقدرش يختبر. بس بذمتك البني آدم ده اعمل له أيه؟”

بعد مرور عدة سنوات عجاف لم يصدق والداه حصوله على الشهادة الثانوية وحتى هو لم يصدق، بلاهة وليس فرحا. قام والداه، وبذكاء فطري وقبل أن يبدأ صاحبنا هذا بممارسة هواية البلادة بأمور أكثر خطورة، قاما بإرساله الى أميركا لتكملة دراسته الجامعية فقد سمعوا أنها أرض المعجزات ودعوا الله كثيرا أن يمن على إبنهم بمعجزة الحصول على شهادة جامعية وفي أي تخصص. المهم شهادة جامعية وبس.

وبالفعل إختلفت حياته اثناء دراسته الجامعية في أميركا عن حياته السابقة 180 درجة فقد لبى الله سبحانه وتعالي دعاء والديه وكان كثير الجد مع السماح ببعض اللهو المقنن الذي لا فكاك منه! ولكنه ذاق من التعب والمحن الكثير حتى إستطاع أن يعوض وبسرعة معقولة سنين البلادة التي مر بها وهو لهذه اللحظة يذكر أيامه في أميركا بكل خير فقد كانت سببا رئيسا في إيقاظه من بلادته.

بعد حصوله على الشهادة الجامعية وبتقدير ليس بعيدا عن الدرجة العليا كانت له أمنية الذهاب بشهادته إلى مدرسيه اللذين كانوا يضحكون عليه أيام نكباته الدراسية في المرحلة المتوسطة وحسنا أنه لم يفعل فربما سكتت قلوبهم من هول المفاجأة.

زميلى البليد “سابقا” (ولا أقصد نفسي والحمدلله) لا يخجل من ماضيه المضحك وهو بالمناسبة يسرد هذه القصص ليلا نهارا منها للترفيه ومنها درس للأجيال القادمة بأن المثل المعروف “لكل داء دواء” له ضريبته الباهضة ولا يحس به إلا من عاش مع الداء وتعب تعبا عظيما في إيجاد الدواء.

*أستأذن الزميل تركي الدخيل في إستخدام عنوان المقالة من كتابه الجميل “ذكريات سمين سابق”

سلام خُـــدا , .

ههههههههههه يخرب عقل شيطانه , .

أكيد البيئة لها دور وإلاّ ليش تغير بأمريكا ولاتغير ببلده ,, العيب مو فيه العيب في المحيط اللي عايش فيه :-))) , .

مشكووورة ياسُكّر , .

.

.

ياعلي , .

هههههههههههههه بلي ، ، ،
العقل الانساني ذو قدرات هائلة لكنها تحتاج للبيئة المناسسبة !!
وبالله المستعان !

نورتي خيتوو

» يرجى ممن يعثر على ذكريات الزيادي ابلاغ الادارة فورا
» مقالات 3 - بيل ونبيل !
» كل عام وانتم بخير من ذكريات الزيادي ,,,
» مقالات 4 - كفـــــاية نكــــد !!
» مقالات 1 - في الحب وعن الحب