طالبت صحيفة هآرتس الاسرائيلية بالمحافظة على الهدوء القائم مع لبنان وقطاع غزة، مشيرة إلى أن "الوضع على الحدود الشمالية وفي قطاع غزة أفضل من المخاطرة بعملية جديدة، قد تكون مخيّبة للآمال"، مضيفة أن هناك تحذيرات أمنية حول وجود توتر حيال لبنان، أو حيال التهديدات الفلسطينية لاستئناف الانتفاضة، إلا أن قلة قليلة تصغي لمثل هذه الأحاديث .
وحول تفسيرها للأسباب الكامنة وراء الهدوء، قالت الصحيفة أن "هناك تفسيراً محتملاً آخر (للهدوء)، إذ إن إسرائيل تعمل على تهدئة الجبهات الثانوية، قبل مهاجمة المواقع الذرية الإيرانية، في أواخر العام الجاري، أو في الربيع المقبل، وهو تفسير يتلاءم مع استراتيجية نتنياهو التي تضع مواجهة إيران على رأس سلّم أولوياتها، رغم أن الجانب الآخر يستعد ويراكم وسائل قتالية تهدد العمق الإسرائيلي الداخلي إذا هوجمت إيران" بحسب الصحيفة.
من جهة ثانية ذكر مراسل صحيفة جيروزاليم بوست للشؤون العسكرية يعقوب كاتس الذي يستقي أخباره عادة من المؤسسة العسكرية، ان "الخشية من امتلاك حزب الله أنظمة دفاع جوي سبّبت في دفع طائرات الاستطلاع الإسرائيلية إلى التحليق على علو مرتفع فوق الأجواء اللبنانية، كما إن دوريات القطع الحربية التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، ابتعدت عن الشاطئ في أعقاب الخشية من امتلاك حزب الله لصواريخ متطورة مضادة للسفن»، مشيراً إلى أن «سلاح البحرية الإسرائيلي أجرى في وقت سابق تجربة على طراز جديد من صواريخ باراك المضادة للصواريخ أرض بحر، وسط مخاوف من امتلاك الحزب صواريخ متطورة قادرة على إصابة السفن الإسرائيلية".
وكان اعلن الجيش الاسرائيلي منذ يومين انه سيتم قريبا استخدام انظمة جديدة للحماية من الصواريخ المضادة للدبابات، بعد الخسائر الفادحة الى الحقتها هذه الصواريخ بقواته خلال عدوانه على لبنان في صيف 2006.
واوضح مصدر عسكري ان هذا النظام المعروف بـ"المعطف" والذي يتم تسييره بواسطة الرادار، يفترض ان يفجر الصواريخ المضادة للدبابات في الجو قبل ان تصيب هدفها.
واضاف المصدر انه تم اختبار نظام "الدفاع الناشط" هذا بنجاح وستزود به دبابات مركافا-4، احدث طراز من الدبابات الاسرائيلية الصنع.
وذكرت الشبكة العاشرة الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي ان النظام الذي ابتكره معهد رافاييل الاسرائيلي لتطوير الاسلحة باهظ الكلفة وترتفع كلفته الى 350 الف دولار للوحدة.
وكانت دبابات مركافا الاسرائيلية وعلى الاخص احدث طرازين منها مركافا-3 ومركافا-4 تعتبر اقوى دبابات في العالم وهي مزودة بتجهيزات الكترونية بالغة التطور وبمحرك قوي من 1200 حصان وطبقة مصفحة مدروسة خصيصا لتضمن لها قدرة كبيرة على التحرك وحماية شديدة، لكن هذه الدبابات المتطورة كانت عرضة للاصابات المباشرة وخرق دروعها في حالات كثيرة اثناء العدوان والحق ذلك بها وبطاقمها خسائر كبيرة مما دفع جيش العدو من حينها للبحث عن وسيلة لمواجهة هذا الواقع الذي كان احد مفاجآت المقاومة في الحرب.