هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى اخيه ابا الفضل العباس وعلى اخته الحوراء زينب

 

 سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام هادي




عدد المشاركات : 52
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام   سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام Icon_minitimeالسبت أغسطس 01, 2009 10:15 pm

[center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم


بما انه راح تكون زيارتي قريبة للسيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها .. احببت ان اكتب بعض من سيرتها
لنتعرف جميعا على هذه السيدة العظيمة من آل بيت النبوة عليهم افضل الصلاة والسلام

سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام Qom-43

فاطمة بنت الإمام الكاظم عليهما السلام.. الروضة الفيحاء والمعصومة العذراء
نقل العديد من كبار العلماء زيارة خاصة من الإمام الرضا عليه السلام لأخته المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السلام في قم، بعبارات تدل على عظم مقامه وسمو جلالها.
فلنرحل بأرواحنا إليها ونردد مع الرضا عليه السلام في روضتها، ونستمر بالسلام على آبائها أئمة الحق واحدا تلو الآخر ثم نقول:
(أسأل الله ان يرينا فيكم السرور والفرج وان يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد صلى الله عليه و آله وان لا يسلبنا معرفتكم انه ولي قدير، اتقرب إلى الله بحبكم والبراءة من أعدائكم والتسليم إلى الله، راضيا به غير منكر ولا مستكبر، وعلى يقين ما أتى به محمد صلى الله عليه و آله وبه راض، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الآخرة، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة، فإن لك عند الله شانا من الشأن).

اسماؤها والقابها
فاطمة
وكم لهذا الاسم من شأن وخصوصية عند الأئمة عليهم السلام وشيعتهم، وكم كان الأئمة عليهم السلام يولون هذا الاسم أهمية فائقة، لا نجدها في سائر الأسماء عندهم. وقد ذكرت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام عدة تفاسير لمعنى فاطمة وكلّها تدلّ على عظمة الصديقة الزهراء عليها السلام ومقامها.

كريمة أهل البيت
وهو من ألقاب هذه السيدة الجليلة، وعرفت به من دون سائر نساء أهل البيت.
وقد اشتهر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت.
وقد أطلقه عليها الإمام المعصوم عليه السلام في قصّة وقعت لأحد السادة الأجلاّء وقال له: (عليك بكريمة أهل البيت) مشيراً إلى هذه السيدة الجليلة.
وإنّ من أبرز مظاهر كرمها أن مثواها المقدس كان ولا يزال منبعاً للفيض، وملاذاً للناس، ومأمناً للعباد، ومستجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين.
ففي وصف هذه السيدة الجليلة بأنّها كريمة أهل البيت دلالة على أنها ذات خير وبركة على الخلق، ولا سيما شيعة آل محمد.


أسماء وألقاب أخرى
ذكر العلامة المتتبع الشيخ علي أكبر مهدي ‏پور في كتابه القيّم (كريمة أهل البيت عليها السلام)، أن لفاطمة المعصومة عدّة أسماء وألقاب غير ما ذكرنا، وردت في عدّة من المصادر، وهي:
الطاهرة، الحميدة، البرّة، الرشيدة، التقيّة، النقيّة، الرضية، المرضيّة، السيدة، أخت الرضا، الصدّيقة، سيدة نساء العالمين.
وقد أطلق أكثر هذه الأوصاف على أمّها فاطمة الزهراء عليها السلام، ولا سيما الأخير منها، فإنّ فاطمة الزهراء عليها السلام هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، كما أطلق على السيدة مريم بنت عمران عليها السلام، وقيّد ـ كما في الروايات ـ بأن سيادتها على نساء العالمين إنّما هو خاصّ بنساء زمانها، ولذا ينبغي التخصيص في إطلاقه على فاطمة المعصومة عليها السلام أو يقال بالتخصص إذ من المعلوم أن مقام فاطمة الزهراء عليها السلام لا يرقى إليه أحد من النساء، فإنّها بضعة النبي صلّى الله عليه وآله وروحه التي بين جنبيه.
وعلى أي حال فإنّ في تسميتها بفاطمة ووصفها بالمعصومة وكريمة أهل البيت عليهم السلام وأنها صادرة من المعصومين دلالة على المقام الرفيع الذي بلغته سيدة عشّ آل محمد صلّى الله عليه وآله.



نشأتها
وكما قلنا حسب بعض الروايات عاشت السيدة المعصومة في كنف والديها الكريمين، تكتسب منهما الفضائل والمكارم، إذ كان أبوها إماما معصوما وليس له في الفضائل والتقوى كفوا أحد، وامها "نجمة" أيضا من النساء الصالحات المؤمنات التي تعلمت في مدرسة زوجة الإمام الصادق عليه السلام. وكانت معروفة بالتقوى في ذلك الزمان. ومن هنا فقد أشارت "حميدة" أم الإمام الكاظم عليه السلام على ابنها الإمام بالزواج من "نجمة". كانت السيدة المعصومة تستفيد كل يوم من والدها وأخيها المعصومين عليهما السلام وامها التقية العالمة بحيث وصلت إلى مقام رفيع من العلم والفضيلة وصارت عارفة بالكثير من العلوم والمسائل الإسلامية في أيام صباها. في أحد تلك الأيام أتى جمع من الشيعة إلى المدينة لكي يعرضوا بعض أسئلتهم الدينية على الإمام الكاظم عليه السلام ويأخذوا العلم من معدنه، ولكن كان الإمام الكاظم وكذلك الإمام الرضا عليه السلام مسافرين، ولم يكونا حاضرين في المدينة. فاغتم الجمع، لأنهم لم يجدوا حجة الله ومن يقدر على جواب مسائلهم، واضطروا للتفكير بالرجوع إلى بلدهم. وعندما رأت السيدة المعصومة عليها السلام حزن هؤلاء النفر أخذت منهم أسئلتهم التي كانت مكتوبة، وأجابت عليها، وعندئذ تبدل حزن الجماعة بفرح شديد ورجعوا ـ مع ظفرهم بجواب مسائلهم ـ إلى ديارهم راجحين مفلحين. ولكنهم في الطريق وفي خارج المدينة التقوا بالإمام الكاظم عليه السلام وحدثوه بما جرى عليهم. وبعد ما رأى الإمام جواب ابنته على تلك المسائل أثنى على بنته بعبارة مختصرة قائلا: "فداها أبوها".

بداية المحنة وشهادة الإمام الكاظم عليه السلام

كان حكام ذلك الزمان يؤذون أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا، وخاصة الإمام الكاظم عليه السلام، فإنه عليه السلام لاقى من الخلفاء الجور والآلام والقسوة كثيرة. وهذه الآلام والمحن كانت تؤلم القلب الطاهر للسيدة المعصومة عليها السلام، وكان المسلي الوحيد لها وللعائلة هو أخوها المفدى الإمام الرضا عليه السلام. صادفت أيام حياة الإمام الكاظم عليه السلام عهد خمسة من حكام العباسيين الظلمة، وهم: أبو العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي وهارون. وكل واحد من هؤلاء الطواغيت أذاق الإمام عليه السلام وسائر العلويين المتقين أنواع العذاب والتنكيل. عندما ولدت السيدة المعصومة عليها السلام كانت قد مضت ثلاث سنوات من خلافة هارون العباسي الذي كان له قصب السبق في ميدان الظلم والبطش ونهب أموال المسلمين. وكان تابعا للهوى معجبا بالدنيا. ولم يتيسر للإمام الكاظم عليه السلام السكوت على ظلم هارون وخيانته للإسلام والامة الإسلامية لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله"، وأخذ الإمام عليه السلام ينهى عن المنكر، وقام في وجه سياسة هارون الماحقة للدين. وهارون ـ لعلمه بتشدد آل علي عليه السلام وخاصة الإمام الكاظم عليه السلام في مقاومة الطواغيت والإستنكار عليهم ـ استنفد كل الوسائل لإخماد صوتهم وأنفق الكثير من أموال المسلمين على الشعراء لكي ينتقصوا منهم. وكان يسجن العلويين أويبعدهم ويقتل بعضا منهم بعد التعذيب الكثير في السجن. وبعد ما استحكمت حكومته الظالمة على البلاد الإسلامية أمر بإعتقال الإمام الكاظم عليه السلام وسجنه. ومن هنا حرمت السيدة المعصومة عليها السلام من والدها والإستفادة من معينه الصافي وذلك في أواخر حياته الشريفة، وشعرت بالحزن الشديد على فقده. وكان عمر السيدة المعصومة حينذاك أقل من عشر سنوات، وكانت تحترق لفراق أبيها وتطيل البكاء عليه. وكذلك كان يصعب على الإمام الكاظم عليه السلام فراق أولاده البررة كالإمام الرضا عليه السلام والسيدة المعصومة، فصبر جميل. كان الإمام الكاظم عليه السلام قد بدل ظلمة السجن نورا بذكر الله، وبدل تلك الأيام الصعبة بالسبحات الطويلة إلى أجمل الأيام. ولكن قلبه كان يخفق في السجن عندما يتذكر ابنته المعصومة ويشتاق إلى لقائها. في السنتين الأخيرتين من حياة الإمام الكاظم عليه السلام كان ينقل من سجن إلى سجن. بقي عليه السلام في سجن عيسى بن جعفر والي البصرة سنة، وقد أثرت صفاته الحميدة في حارس السجن بحيث اعتزل الحارس من حراسة السجن. بعد ذلك حمل الإمام عليه السلام بأمر هارون إلى بغداد وسجن عند فضل بن الربيع ثم عند الفضل بن عيسى. وأخيرا نقل إلى سجن السندي بن شاهك. وسبب التنقل بين هذه السجون هو أن هارون كان يأمر صاحب السجن بقتل الإمام عليه السلام، لكن لم يقدم بل ولم يقدر أحد من هؤلاء على هذا العمل الشنيع وأبى كل منهم عنه. إلى أن سمه السندي بن شاهك بأمر من هارون. كان هارون يعرف أن الناس إذا علموا بقتل الإمام عليه السلام على يديه ستكون له عواقب خطيرة. فبدا له مكر بأن يأتي بجماعة من الشيعة قبل استشهاد الإمام عليه السلام، لكي يشهدوا أن الإمام عليه السلام مريض ويجوز أن يتوفى بمرضه ولا يكون موته مستندا بقتله من أحد. لكن يقظة الإمام ومعرفته بعواقب الامور قد فضحت هارون، فإنه عليه السلام مع شدة تأثير السم في بدنه الشريف قال لمن حوله: "لقد سمني هذا الرجل بتسع تمرات وسيخضر بدني غدا وسأقضي بعد غد".
center]


عدل سابقا من قبل ام هادي في السبت أغسطس 01, 2009 10:31 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام هادي




عدد المشاركات : 52
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام   سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام Icon_minitimeالسبت أغسطس 01, 2009 10:23 pm

في رحاب العلم والمعرفة

عاشت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في كنف أخيها الرضا عليه السلام ورعايته مدّة من الزمن تمكّنها من تلقّي التربية والتعليم اللائقين بمقامها على يد أخ شقيق لم يكن في علمه ومقامه كسائر الناس، فهو الإمام المعصوم وهو المربّي والمعلم والكفيل. وهذه المدة وإن لم تخل من مضايقات عانى منها الإمام الرضا عليه السلام الشدائد والمحن وإن لم تصفُ للإمام عليه السلام ولم تخلُ من المضايقات إلا أن من اليقين أن الإمام قام بدوره مربّياً ومعلّماً وراعياً وكفيلاً، وفي طليعة من ربّاهم الإمام عليه السلام وعلّمهم شقيقته السيدة فاطمة المعصومة، فأخذت عنه العلم والمعرفة والفضائل والمناقب، حتى غدت ذات شأن عند الله تعالى كما جاء في زيارتها عليها السلام، وأنّ شفاعتها كفيلة بإدخال الشيعة بأجمعهم إلى الجنة، كما تحدّث بذلك جدّها الإمام الصادق عليه السلام. وقد كان لها عليها السلام بأخيها الإمام الرضا عليه السلام صلة خاصّة قلّ نظيرها كما كشفت عنها الروايات والأحداث وسيأتي منها ما يدلّ على ذلك. وإنّ من أهمّ أسباب بلوغها هذا المقام الشامخ علمها ومعرفتها بمقام الإمامة والإمام، وقد كان إمام زمانها شقيقها الإمام الرضا عليه السلام الذي تولّى تربيتها فعلى يديه نشأت، وعنه أخذت، وتحت إشرافه ونظره ترعرعت، وبأخلاقه وآدابه سمعت وتكاملت. ولذا تميّزت الصّلة بينهما بحيث أصبحت تعرّف نفسها بأنّها أخت الرضا عليه السلام. وهما وإن كانا ينحدران من أب واحد وأمّ واحدة وذلك أحد أسباب شدّة الصّلة بينهما إلا أن السّبب الأقوى والأتم هو علمها بمقام أخيها وإمامته، إذ أن الرّابطة النسبية تصبح ـ حينئذ ـ عاملاً ثانويّاً بالقياس إلى العلم والمعرفة. هذا، وقد نوّه الأئمة عليهم السلام بمكانتها ومنزلتها قبل ولادتها، وبعد أن ولدت وتوفيت. روي عن عدّة من أهل الرّي أنّهم دخلوا على أبي عبد الله عليه السلام، وقالوا: نحن من أهل الرّي، فقال عليه السلام: مرحباً بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً، فقال عليه السلام: إن لله حرماً وهو مكّة، وإن لرسول الله حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة. قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم.


فاطمة المعصومة بعد سفر أخيها
سفر الرضا عليه السلام إلى مرو
مع مغادرة الإمام الرضا عليه السلام المدينة الى مرو بعدما أجبره المأمون العباسي لقبول ولاية العهد انتهت اللحظات السعيدة في حياة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، فإنها بعد استشهاد أبيها الإمام الكاظم عليه السلام وجدت الرحمة والحنان في كنف أخيها الرضا عليه السلام والآن وقد سافر مضطرا، ويعد رحيل هذا الأخ الشفيق استعصب العيش جدا على جميع عائلة الإمام الكاظم عليه السلام وخاصة السيدة المعصومة. وقد وصل الإمام الرضا عليه السلام بعد سفر طويل إلى مرو. وعند الوصول استقبل المأمون الإمام الرضا وأصر عليه بقبول ولاية العهد. لكن الإمام عليه السلام كان مصرا على رأيه مظهرا عدم قبوله لها. فاستمر النزاع بين الإمام والخليفة حول مسألة ولاية العهد لمدة شهرين، وفي النهاية اجبر الإمام بسبب تهديدات المأمون على القبول، وفي السابع من شهر رمضان المبارك سنة 201 هـ مع حزن عميق وقلب كئيب قبل ولاية العهد، لكنه شرط أن لا يتدخل في أي قرار من قرارات السلطة. والمأمون قبل منه الشرط.


رحلتها من المدينة لزيارة أخيها

مضت سنة على سفر الإمام الرضا عليه السلام إلى مرو، وأهل بيت النبى صلي الله عليه وآله وسلم في المدينة حرموا من عزيزهم الذي كانوا يستشعرون الرحمة واليمن بجواره، ولم يكن يسكن روئهم شي‏ء سوى رؤيتهم للإمام المعصوم عليه السلام. السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام كبقية إخوتها وأخواتها قل صبرها وكانت كل يوم تجزع لفراق أخيها الرضا عليه السلام. في هذه الأيام كتب الإمام عليه السلام رسالة مخاطبا أخته السيدة المعصومة عليها السلام، وأرسل الرسالة بيد أحد خدامه إلى المدينة المنورة، وأمره أن لا يتوقف وسط الطريق كي يوصل الكتاب إلى المدينة المنورة بأقصر زمان ممكن، وكذلك فإنه عليه السلام دل الرسول على منزل أبيه حيث تسكن أخته المعصومة لكي لا يسأل من شخص آخر عن منزل الإمام الكاظم عليه السلام. وصل مبعوث الإمام إلى المدينة المنورة وامتثالا لأمر الإمام عليه السلام سلم الكتاب إلى السيدة المعصومة. وعلى الرغم من أننا لا نعرف شيئا من محتوى ذلك الكتاب، لكنه مهما كان فقد أشعل نار الشوق في أهله وأقربائه. ومن هنا قررت السيدة المعصومة وبعض إخوة الإمام وأبناء إخوته أن يتحركوا نحو مرو ليلتحقوا بالإمام عليه السلام. وبسرعة جهزت عدة السفر وتهيأت القافلة للسير وبعد أخذ الماء والمتاع خرجوا من المدينة قاصدين مرو. كان في هذه القافلة السيدة فاطمة المعصومة ويرافقها خمسة من إخوتها، هم: فضل وجعفر وهادي وقاسم وزيد. ومعهم بعض أبناء إخوة السيدة المعصومة وعدد من العبيد والجوارى. تحركت قافلة عشاق الإمام الرضا عليه السلام، وبغير المنازل الضرورية للصلاة والغذاء والإستراحة لم تتوقف لحظة عن المسير، مخلفة هضاب الحجاز وصحاريه وراءها مبتعدة يوما فيوما عن مدينة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم. السفر في صحاري الحجاز كان صعبا للغاية حتى أن الإبل أحيانا تستسلم للعجز وتتقاعس عن المسير، فكيف بالمسافرين الذين لا بد لهم أن يذهبوا إلى مرو. لكن نور الأمل ولقاء الإمام كان يشرق في قلوب أهل القافلة ويحثهم على إدامة السير وسط رمال وأعاصير الصحراء. في تلك الأيام، كان خطر اللصوص وقطاع الطريق يهدد كل مسافر، ويخلق له مشاكل كثيرة. وإذا هجموا على قافلة لا يبقى لأحد أمل في متابعة السفر، وأقل ما يفعلونه نهب الأموال والمجوهرات والدواب. وإلا ففي كثير من الحالات يقتلون أعضاء القافلة لسرقة أموالهم. وهذا الخطر كان يهدد فاطمة المعصومة عليها السلام ومرافقيها، لكنهم توكلوا على الله تعالى واستمروا بالسير ويوما فيوما كانوا يقتربون من المقصد. مرت الأيام والليالي وقافلة قاصدي الإمام الرضا عليه السلام خلفت صحراء الحجاز وراءها ولم يبق لها شي‏ء دون الوصول إلى أرض إيران. عناء السفر كانت تؤذي السيدة المعصومة كثيرا، ومع أن قطع هذا الطريق الوعر كان شاقا على شابة مثلها ولكنها لشدة ولهها وشوقها إلى زيارة أخيها كانت مستعدة لتحمل أضعاف هذا العناء. كانت السيدة في طريقها دائما تتصور الوجه المشرق للإمام الرضا عليه السلام وتتذكر الأيام التي قضتها في المدينة، ولأنها ترى أن عينها ستقرّ برؤيته، فإنها كانت مسرورة جدا. انتهت المرحلة الصعبة من هذا السفر، وأخيرا وصلت القافلة إلى أراضي إيران، ولابد أيضا من السفر واجتياز المدن والقرى واحدة بعد اخرى.



نسألكم الدعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام هادي




عدد المشاركات : 52
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام   سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام Icon_minitimeالسبت أغسطس 01, 2009 10:25 pm


قافلتها في ساوة

وأخيرا وصلت القافلة إلى مدينة ساوة. وهناك مرضت السيدة المعصومة مرضا شديدا بحيث لم تقدر على متابعة المسير. هذا السفر الطويل المتعب من المدينة المنورة إلى ساوة وإن كان أضعف بدنها، إلا أن شدة المرض أنحلت جسمها وأشحبت لونها. هل إن اخت الإمام الرضا عليه السلام تستطيع في هذا الحال أن تكمل سفرها لتزور أخاها العزيز في مرو؟ وهل تستعيد عافيتها وتكمل السفر لتلتقي أخاها؟ هذه أسئلة كانت تشغل فكر السيدة المعصومة وتزيد من قلقها. وعلى أية حال، قررت السيدة بعد ذلك الذهاب إلى "قم"، وسألت من معها: "كم بيني وبين قم؟" أجابوها: عشرة فراسخ. وعند ذلك أمرتهم بالتوجه إلى قم. كانت قم خلال ذلك الوقت ملجأ الشيعة، مع أن مذهب التشيع لم يكن شائعا في إيران، لكن بسبب هجرة الأشعريين العرب من الكوفة إلى قم فهذه المدينة أصبحت مدينة شيعية وجميع ساكنيها من محبي أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. الأشعريون ـ وبسبب ظلم عمال بني أمية الذين تجاوزوا الحد في عداوتهم لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولشيعة أمير المؤمنين عليه السلام ـ قد هاجروا من الكوفة وسكنوا هنا وبنوا مدينة قم وأسسوها. ولما بلغ خبر وصول السيدة المعصومة إلى ساوة ومرضها هناك، إلى أهل قم، أجمع كل أهل المدينة أن يذهبوا إلى السيدة ويطلبوا منها الإقامة في قم. ولهذا ذهب "موسى بن خزرج" ممثلا من أهل قم إلى بنت الإمام الكاظم عليه السلام وأخبرها برغبة القميين وفرط اشتياقهم بزيارتها، وأجابت السيدة المعصومة طلبهم وأمرت بالحركة نحو قم. أخذ موسى بن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومة عليها السلام مفتخرا، وقادها إلى المدينة التي كانت تنتظر قدوم أخت الإمام الرضا عليه السلام. في 23 ربيع الأول سنة 201 هـ وصلت قافلة السيدة المعصومة إلى مدينة قم، واستقبلها الناس بحفاوة بالغة، وكانوا مسرورين لدخول السيدة ديارهم. وكان موسى بن خزرج ذا يسر وبيت وسيع، وأنزل السيدة في داره وتكفل لضيافة السيدة المعصومة عليها السلام ومرافقيها. واستشعر موسى بن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضا عليه السلام القادمين من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وهيأ لهم كل ما يحتاجونه بسرعة. ثم اتخذت السيدة فاطمة المعصومة معبدا لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله وتعبده وتناجيه وتشكو إليه آلامها وتستعينه على ما ألم بها. وهذا المعبد باق إلى الآن ويسمى ب"بيت النور". أقلق مرض بنت الإمام الكاظم مرافقيها وأهالي قم كثيرا، مع أنهم لم يبخلوا عليها بشي‏ء من العلاج، إلا أن حالها يزداد سوءا يوما بعد يوم. لأن المرض قد تجذر في بدنها الشريف.

فضائلها ومناقبها
عبادتها


إنّ من ابرز النماذج التي تمثلت بها حقيقة العبادة وصدقها هي السيدة فاطمة المعصومة، حيث قضت عمرها الشريف بالتهجد والعبادة، وليس ذلك غريباً على ابنت العبد الصالح الامام موسى الكاظم عليه السلام الذي كان القدوة الحسنة والمثال القويم الذي اقتدت به السيدة المعصومة وتعلمت منه الخضوع مقابل المعبود العظيم والسجود الطويل قبال المليك المتعالي الله سبحانه وتعالى، ذلك الشأن الذي كان يتصف به العبد الصالح عليه السلام فكانت قائمة ليلها تناجي ربها وتصلي الى ربها حتى ينكشف عمود الصبح وهذا بيت النور يشهد اليوم بما كان لها من العبادة الدائبة والخضوع الكبير. وأيضاً في هذا الجانب لها في العقيلة زينب عليها السلام اسوة حسنة حيث كانت تشابهها في ذلك فقد كانت العقيلة زينب عليها السلام ثانية أمها الزهراء في العبادة، وكانت تؤدي نوافل الليل كاملة في كل أوقاتها، ولم تتركها حتى ليلة السبي العظيمة على قلبها، فكانت تصليها على ظهر الراحلة.


علمها

من الالقاب التي نالتها السيدة فاطمة المعصومة هو المحدثة الذي يعتبر أحد الالقاب الرفيعة الذي يبين ما لها من مرتبة عالية من العلم وتبحرها بالمعارف الاسلامية العالية وبالخصوص المعارف التي تحتضنها المدرسة العظيمة لاهل البيت عليهم السلام. وهو ما ندركه من خلال الاحاديث الكثيرة التي رواها عنها علماء الحديث والرواة الثقاة. والتي كانت تعبر عن مدى ولاءها وارتباطها بمذهبها القويم وانتسابها الى الدين المحمدي الاصيل. ومن هنا يتبين أن الينبوع الذي كانت نتهل منه السيدة المعصومة عليها السلام هو نفس الينبوع العذب الذي نهلت منه الحوراء زينب عليها السلام حيث انها قد استسقت علمها من ينبوع النبوة وفيض الامامة.


عصمتها

إنّ فاطمة المعصومة عليها السلام نتيجة لتربيتها الخاصة التي كانت من ثمار مدرسة أهل البيت عليهم السلام و نتيجة لقدسيتها التي كانت من ذكريات اصحاب آية التطهير أصبحت نموذجاً كاملاً للطهارة والقداسة بصورة جعلت العوام والخواص يعرفونها بعنوان المعصومة، وبتعبير أحد الاجلة الذي هو آية الله حسن زادة آملي يقول عنها انها كانت صاحبة طهارة ذاتية ومقتفية آثار المعصومين عليهم السلام ولذلك يقول عنها الامام الرضا عليه السلام: "من زار المعصومة بقم كمن زارني". وجاء في أحدى زيارتها: "السلام عليك ايتها الطاهرة الحميدة البرّة الرشيدة التقية النقية". فقد استفاد العلماء عصمتها من خلال هذا الحديث الشريف فهو يؤكد انها ممن يتلقى العلم اللدني من الله حيث المقارنة والشبه.


نسألكم الدعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة السيدة فاطمة المعصومه عليها السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» على حب فاطمة عليها السلام
» سيرة السيدة امنة بنت وهب عليها السلام
» من أحاديث السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
» ذكرى مولد السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام‎
» السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الإسلامي الخاص :: منتدى أهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى: