التصويت لافضل موضوع نثر بمناسبة المولد الشريف

السلام عليكم



مبارك لكم المولد النبوي الشريف سائلين المولى عز وجل ان يرزقنا شفاعة رسوله الاكرم ابي القاسم محمد (ص)


الموضوع الاول

من معالي أخلاقه صلى الله عليه و آل

هذه بعض أخلاق الرسول صلوات الله وسلامه عليه نوردها علنا نقتدي به.

١- الحلم و الإحتمال و العفو مع القدرة والصبر على ما يكره:
فهو صلوات الله و سلامه عليه لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبراً وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً.
قال تعالى: ( خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين)

٢- الجود و الكرم و السخاء:
عن النبي صلى الله عليه و آله قال: و أنا أديب الله وعلي أديبي، أمرني ربي بالسخاء و البرّ ونهاني عن البخل والجفاء وماشيء أبغض إلى الله عزّ وجلّ من البخل و سوء الخلق و إنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل.

٣- الشجاعة و النجدة:
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: كنّا إذا اشتد حمى البأس و احمرّت الحدق إتقينا برسول الله صلى الله عليه و آله، فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر و نحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وآله وهو أقربنا إلى العدو، وكان أشد الناس يومئذ بأساً.

٤- الحياء و الإغضاء:
و الإغضاء هو التغافل عما يكره الإنسان بطبيعته.
قال أبو سعيد الخدري: كان رسول الله صلى الله عليه و آله حييّاً لا يُسئل عن شيء إلا أعطاه، وكان إذا كرِه شيئاً عرفناه في وجهه، لايشافه أحداً بما يكره حياءً و كرم نفس، و إذا بلغه عن أحدٍ ما يكرهه لم يقل: ما بال يقول كذا، ولكن يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا و يقولون كذا، ينهى صلى الله عليه و سلم عنه و لا يسمي فاعله.

٥- حسن العشرة و الأدب وبسط الخلق:
فكان صلوات الله وسلامه عليه دائم البشر, سهل الخلق, لين الجانب, ليس بفظ, يجيب من دعاه ويقبل الهدية ولو كانت كراعا ( وهو ما استدق من ساق الغنم العاري من اللحم ) . عن أنس قال: خدمت الرسول صلى الله عليه و آله عشر سنين, فما قال لي أف قط, و ماقال لشيء صنعته لم صنعته, ولا لشيء تركته لم تركته..
أيضا عن أنس قال: كان رسول الله إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإذا كان غائبا دعا له وإن كان شاهدا زاره, و إن كان مريضا عاده.

6- الشفقة و الرحمة و الرأفة لجميع الخلق:
قال تعالى: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أيضا قال تعالى: (عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فمن فضله أن الله تعالى أعطاه اسمين من أسمائه وهما رؤوف و رحيم.
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: بينا الرسول يتوضأ إذ لاذ به هر البيت وعرف الرسول أنه عطشان فأصغى (أمال) إليه الإناء حتى شرب منه الهر و توضأ صلى الله عليه و آله بفضله.

7- الوفاء و حسن العهد و صلة الرحم:
قال أبو الطفيل: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وأنا غلام إذ أقبلت امرأة حتى دنت منه فبسط لها رداءه فجلست عليه, فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته.
أيضا ما قالته خديجة رضي الله عنها له: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا, إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم، وتقري الضيف, وتعين على النوائب.

8- التواضع:
أنه خير بين أن يكون عبدا رسولا متواضعا أم ملكا رسولا ولا ينقصه مما عند ربه شيئا, فاختار أن يكون عبدا متواضعا رسوولا.
قال الصادق عليه السلام: ما أكل رسول الله متكئا منذ بعثه الله عز وجل نبيا حتى قبضه الله إليه تواضعا لله عز وجل.

9- العدل والأمانة والعفة وصدق اللهجة:
فقد سمي قبل بعثته بالصادق الأمين, وروي عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه لما أراد الهجرة خلف عليا عليه السلام لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده.

10- الوقار والصمت وحسن المروءة:
كان أوقر الناس في مجلسه, كان خافض الطرف, نظره إلى الأرض أطول منه إلى السماء, وكان أعف الناس و أشدهم إكراما لأصحابه.
كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة, يعرض عمن تكلم بغير جميل, كان ضحكه تبسما وكلامه فصلا.




الموضوع الثاني

من صفاته وخُلُقه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم)

عندما ننبش في تاريخ الفكر الإنساني، لا يمكن لأحدنا أن يحيط بشخصية أعظم رجل في الكون - الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) -

الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إنسان تبرعم عن قلب الصحراء مع البراعم التي تتفتّق تحت أنداء الفجر، والرمال التي تتبلور على وهج الشمس، والرياح التي تثور لتسوّي الكثبان والوهاد، حيث ينتحر التكلّف، فتعيش الطبيعة أقصى انطلاقاتها، وتبلغ الفطرة أوج نضجها، فإذا بصلابة الجلاميد، تشدّ على أعصاب التهاميّ، وإذا بوميض البروق يضطرب في عينيه، وإذا بلهيب الهجير يجري في عروقه، وإذا برسالة السماء تنطلق على لسانه، وإذا بالأميّ يدوّي بصوت يكرّس كلّ ما في السماء من خير ونور، فيصوغ من شعب الجاهليّة شعب المعجزات، وإذا بالبدو الرّحّل ينتشرون في أرجاء العالم لقيادة الشعوب، فيمتدون بصوته في كلّ اتجاه، حتى يغرقوا فيه كلّ عرش وتاج، وإذا بظلّ اليتيم يحوم بأجنحته العريضة في الآفاق، فيكتنف مطلَّ الشمس، لينتعش تحته الضعفاء، ويتهافت الجبّارون.

كان النبي (ص) احكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ولا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ثم يعود إلى قوت عامه، فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام، أن لم يأته شيء وكان يجلس على الأرض وينام عليها ويخصف النعل ويرقع الثوب ويفتح الباب ويحلب الشاة ويعقل البعير ويطحن مع الخادم إذا تعب ويضع ماءه الذي يتوضأ به بالليل بيده ولا يجلس متكئا ويخدم في مهنة أهله ويقطع اللحم ولم يتجشأ قط، وكان يقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ولا يأكل الصدقة ولا يثبت بصره في وجه أحد، وكان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، ويأكل ما حضر ولا يرد ما وجد ولا يلبس ثوبين بل يلبس بردا حبرة يمنية وشملة وجبة صوف والغليظ من القطن والكتان واكثر ثيابه البياض، ويلبس القميص من قبل ميامنه وكان له ثوب للجمعة خاصة، وكان إذا لبس جديدا أعطى قديم ثيابه مسكينا وكان يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن، ويكره الريح الردية ويستاك عند الوضوء ويردف خلفه عبده أو غيره يركب عبده خلفه على دابته ويركب ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار ويركب الحمار بلا سرج ويمشي راجلا ويشيع الجنائز ويعود المرضى في أقصى المدينة يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتألف أهل الشر بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم، إلا بما أمر الله ولا يجفو على أحد، ويقبل معذرة المعتذر إليه وكان اكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه القرآن وربما ضحك من غير قهقهة لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا في ملبس، وما شتم أحدا بشتمةٍ ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنةٍ ولا لاموا أحدا إلا قال دعوه، ولا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يغفر ويصفح، ويبدأ من لقيه بالسلام وإذا لقي مسلما بدأه بالمصافحة وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته واقبل عليه وقال ألك حاجة؟ وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك وكان اكثر ما يجلس مستقبل القبلة وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته وكان في الرضى والغضب لا يقول إلا حقا وكان يأكل القثاء بالرطب والملح وكان احب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب واكثر طعامه الماء والتمر وكان يشرب اللبن بالتمر ويسميهما الاطيبين وكان احب الطعام إليه اللحم ويأكل الثريد باللحم وكان يحب القرع وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده وكان يأكل الخبز والسمن وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ومن الصباغ الخل ومن التمر العجوة ومن البقول الهندباء وكان يمزح ولا يقول إلا حقا.



باتوفيق للجميع