ماذا يأكل أطفالنا.. وكيف نوجههم إلى الأكل الصحي؟

كثيرة هي العادات الغذائية السيئة التي تعود عليها اطفالنا، كثيرة هي الاوقات التي نحاول اسكات اطفالنا باعطائهم كيس من "التشيبس" او قطعة من الشوكولا أو غيرهما من الأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية والخالية من المكوّنات الغذائية، وبهذا نكون نحن من أصّل هذه العادات في صلب حياة اطفالنا، ولو ان الموضوع يبقى في يدينا ونستطيع ان نقرر متى نعطي اطفالنا هذه الاصناف لكانت المشكلة أخف وطأة، و لكن ما ان نمر بالقرب من سوبر ماركت وضعت اكياس الشيبس على بابها حتى يبدأ أطفالنا الصراخ ولا يمكن اسكاتهم ابدا الا بتنفيذ اوامرهم و لو كان في ذلك ضرر لصحتهم، فهل فات الاوان على تغيير أو تعديل هذه العادات الغذائية عند اطفالنا ؟

أظهرت إحدى الدراسات أن عدد الأطعمة التي يحبها الطفل لا يتبدّل كثيراً من سن السنتين إلى ثماني سنوات، وأنه يتقبّل الأطعمة بشكل أفضل بين سن السنتين والأربع سنوات مما يتقبّلها بين الأربع سنوات والثماني سنوات.
لكن هذا لا يعني أن الأوان يكون قد فات لنشجع أطفالنا على تناول المزيد من الخضار والفاكهة وتحسين عاداتهم الغذائية نحو الافضل ولكن من الضروري أن نعمل جاهدين على ذلك لأنهم لن يختاروها من تلقاء أنفسهم.

بالتأكيد ان التبكير في تعويد الطفل على الطعام الصحي قد يجعل هذه المشكلة غير موجودة فعليا، لذا لا بد من البدء بالاطعمة المنوعة والصحية وجعل فترة تناول الطعام من الفترات الممتعة للطفل تساعده في تقبل اي من انواع الغذاء، هذا و لا ننسى اهمية التفنن في طرق اعداد الطعام للطفل من خلال رسم الاشكال في صحنه أو حتى خلط انواع الفاكهة المختلفة مع بعضها البعض او الاستغاء عن العصير المعلب بالعصير الطبيعي ووضعه في كوب مزخرف و شيق. وسائل بسيطة ولكن مهمة تجعل من غذاء طفلي صحي ومنوع.

قد تساعدنا البيئة التي نعيش فيها على توجيه عادات اطفالنا الغذائية نحو الافضل، فالكثير منا يمتلك بيتا وحديقة و بامكانه ان يزرع بعض الخضار فيها كأن يكون هناك شتلة بندورة لطفلي و شتلة خيار و الخ من انواع الفواكه او الخضار وبالتالي يسمح له بمساعدة الأهل على الاعتناء بها ويقوم هو بقطف الثمار و صنع وجبته الخاصة بنفسه ولكن تحت اشراف الام طبعا.

هذا و لا ننسى ان نصطحب اطفالنا معنا الى سوق الخضار و السماح لهم باختيار الاصناف التي يحبونها و بالتالي تشجيعهم على اتخاذ قرار الاختيار من الخضار او الفواكه و الالتزام به، بالاضافة الى اهمية ادخال الفواكه المجففة و المكسرات ضمن لائحة مشتريات الطفل.

اما بالنسبة الى مائدتك اليومية فان الطفل لن يبقى صغيرا يتناول وجباته في كرسيه الخاص بل سوف يكبر و يتشارك الطعام مع العائلة على مائدة واحدة و بالتالي سوف يفضل ما يختاره اهله من طعام غير الذي تعود عليه، يجب ان يكون حرصنا على طعام صحي للعائلة بكاملها اكثر من الحرص على صحة طعام الطفل ويجب الالتفات الى اهمية وجود الخضار كطبق رئيسي على موائدنا وبشكل دائم