ربّما هو المثل الحذر الذي اختار البعض من أهل السياسة التمسّك به تحسّباً لأيّ طارئ قد يخفّف من موجة التفاؤل التي ارتفعت أسهمها بشكل كبير في الساعات الأخيرة ..
الساعات الّتي توّجت أياما خمسة من المبادرات والاقتراحات الجوّالة بين عين التينة وحارة حريك وبيت الوسط والرابية ...
التاسعة من صباح الخميس لم يكن موعداً عادياً... المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل بكّر في اللقاء مع العماد ميشال عون... اجتماع لساعة ونصف بحضور رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا والوزير جبران باسل ، نضجت خلاله تقريباً الطبخة.
وفي تفاصيل الحلقات الأخيرة من مسلسل التشكيل، فإنّ تكتّل التغيير والاصلاح حافظ على وزارتي الاتّصالات والطاقة، فيما حسم أمر حصوله على وزارة السياحة ووزارة دولة. أمّا الحقيبة الرابعة فيبدو أنّ الاحتمالات ترجح لمصلحة الصناعة على أن يبتّ أمرها في اللقاء المنتظر بين الرئيس المكلّف والعماد عون الّذي سيسلّمه كذلك أسماء وزراء تكتّله.
الحقائب الأخرى للمعارضة بدأت ملامحها بالظهور من دون الدخول في الأسماء، فحركة أمل ستحافظ على وزارتي الخارجية والصّحّة مضافة اليها على الأغلب وزارة الشباب والرياضة.
أمّا حزب الله فيحكى أنّ الرئيس المكلّف قدّم اليه عرضاً يتضمّن حقيبتي الزراعة والتنمية الادارية. وهنا سألت مصادر في المعارضة عما اذا كان حزب الله ـ وبغية تسهيل التشكيل ـ سيتنازل لمصلحة الموالاة عن وزارة العمل ويقبل بالحقيبتين المعروضتين.
وفيما يتعلّق بحقائب الموالاة فهي وان لم يحسم بعد أمر توزيعها فيما بينهم، فان تراجعات عن مواقف سابقة سجّلت لا سيّما من قبل القوّات اللبنانية التي كانت أعلنت أنّ النائب بطرس حرب في حال وزّر لن يكون من حصّتها. لكنّها عادت عن موقفها هذا وقبلت بأن يكون أحد وزيريها في حال عيّن وزيراً للعدل، على أن الوزير القواتي الآخر سيكون وزيرا للشؤون الاجتماعية، وهو امّا الأرثوذكسي عماد واكيم، أو الكاثوليكي سليم وردة بحسب ما أكّدت مصادر مطّلعة على العملية التفاوضية.
النائب بطرس حرب وفي اتّصال مع قناة المنار لم يحسم أيا من تلك الأمور لا التوزير بشكل عام ولا توليه وزارة العدل بشكل خاص.
من ناحيته حزب الكتائب بدا متمسّكاً بالحصول على حقيبتين إحداهما حقيبة التربية أو حقيبة أخرى وازنة توازيها، لكن مصادر مطّلعة استبعدت ذلك مشيرة الى أنّ العمل مضافاً اليها وزارة دولة ستكون الحصّة الكتائبية.
مصادر الكتائب لفتت الى أنّ الاسمين المطروحين للتوزير عنها هما سجعان قزي وسليم صايغ، لكنّها لفتت الى أنّ الرئيس المكلّف تمنّى الالتزام بمبدأ عدم توزير الراسبين، في اشارة الى تحفظه على توزير قزّي، المرشح الخاسر في انتخابات قضاء كسروان.
المنار