نتقدم من بقيّة الله الأعظم الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف ومن جميع المؤمنين باحر التعازي وعظم الله أجوركم بهذا المصاب الجلل وفاة عم النبي ووالد الإمام علي صلوات الله عليهما، ابو طالب عليه السلام مؤمن قريش المصادف 7 رمضان حسب الرواية الثانية الموافق 18 من آب 2010 والله أعلم
*********
ابوطالب هو حامي الرسول الاكرم من مشركي قريش، الذين عجزوا عن التصدي للرسول القائد صلوات الله عليه، بمستوى تصديهم لسائر المؤمنين لعلمهم ان ابا طالب شيخ البطحاء يحول دون ذلك، فانه كان رجلا مرهوب الجانب ذا سطوة ونفوذ ليس في بني هاشم فحسب، بل في قبائل مكة كلها. فقد كان عليه السلام سند الدعوة وجدارها الشامخ الذي تستند اليه.
ومن اجل ذلك سلكت قريش اسلوب التفاوض والمساومة مع الدعوة والرسالة في شخص الرسول (ص) مرة وفي شخص ابي طالب مرة اخرى، تحاوره بشأن الدعوة طالبة منه ان يستخدم نفوذه بالضغط عليه لترك رسالته وتهدده باحتدام الصراع بينه وبين قريش كلها اذا لم يخلّ بينهم وبين رسول الله (ص) ويكف عن اسناده له. غير ان اباطالب كان يعلن ا صراره على التزام جانب الرسول الاكرم (ص) والذود عنه مهما غلا الثمن وعظمت التضحيات. حتى عاش معه في (شعب ابي طالب) تحت الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضته قريش.
وللاهمية البالغة التي احتلها ابوطالب في سير الحركة التاريخية لدعوة الله تعالى صرح رسول الله (ص) بقوله: (مازالت قريش كاعة عني حتى مات ابوطالب). وبذلك فجع الاسلام بفقد مؤمن قريش – ابي طالب – وذلك في السابع من شهر رمضان في العام العاشر للبعثة.(عام الحزن) حسب الروايةالثانية.
وقد روي أنه حين توفي أبو طالب هبط جبريل (ع) على رسول الله (ص) وقال له أخرج منها يعني مكة فقد مات ناصرك .
جعل رسول الله (ص) يمسح على جبينه الأيمن ثم الأيسر يفعل به كما كان يفعل معه ، ثم قال رحمك الله يا عم ،ربيت صغيراً وكفلت يتيماً ونصرت كبيراً فجزاك عني وعن الاسلام خير الجزاء .
لم يسلم هذا المؤمن الناصر لرسول الله و المدافع عن الحق من ألسنة و أقلام الحاقدين على ديننا الحنيف و المبغضين للحق فنرى الكثير منهم يكفرونه و يخرجونه من الدين و الملة مع أن هناك الكثير من الأدلة و البراهين على إيمانه بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
فهو القائل:
ألا أبلغا عني على ذات بينها *** لؤيا و خصا من لؤي بني كعب
أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا *** نبيا كموسى خط في أول الكتب
و أن عليه في العباد محبة و *** لا حيف فيمن خصه الله بالحب
و أن الذي لفقتم في كتابكم *** يكون لكم يوما كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى *** و يصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب
و لا تتبعوا أمر الغواة و تقطعوا *** أواصرنا بعد المودة و القرب
و تستجلبوا حربا عوانا و ربما *** أمر على من ذاقه حلب الحرب
فلسنا و بيت الله نسلم أحمدا *** لعزاء من عض الزمان و لا حرب
و لما تبن منا و منكم سوالف *** و أيد أبيرت بالمهندة الشهب
بمعترك ضنك ترى كسر القنا به *** و الضباع العرج تعكف كالسرب
كان مجال الخيل في حجراته *** و غمغمة الأبطال معركة الحرب
أليس أبونا هاشم شد أزره *** و أوصى بنيه بالطعان و بالضرب
وهو القائل:
مليك الناس ليس له شريك *** هو الجبار والمبدي المعيد
ومن فوق السماء له بحق *** ومن تحت السماء له عبيد
وهو القائل:
يا شاهد الله عليّ فاشــــــــهد *** آمـنت بالواحد أحــــــــــــد
فالسلام عليك يا "مؤمن قريش " يوم ولدت ويوم رحلت الى بارئك راضيا مرضيا ويوم تبعث حيا