هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى اخيه ابا الفضل العباس وعلى اخته الحوراء زينب

 

 الإمام الهادي(ع): الحضور الفكري والدور الرسالي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتى الضاحية
ضابط
ضابط
فتى الضاحية


عدد المشاركات : 2601
تاريخ التسجيل : 14/07/2009
الموقع : لبنان المقاوم -الضاحية الجنوبية

الإمام الهادي(ع): الحضور الفكري والدور الرسالي Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الهادي(ع): الحضور الفكري والدور الرسالي   الإمام الهادي(ع): الحضور الفكري والدور الرسالي Icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 3:38 am

الإمام الهادي(ع): الحضور الفكري
والدور الرسالي


قال الله سبحانه وتعالى في
كتابه العزيز:

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}

[الأحزاب:33].

حضور
مميّز

في هذه الأيّام المباركة من رجب، نستعيد ذكرى
الإمام العاشر من أئمّة أهل البيت(ع)، وهو الإمام عليّ الهادي(ع)؛ هذا الإمام الّذي
تابع المسيرة الإلهيّة التي أُوكلت إلى أئمّة أهل البيت(ع)، كونهم الدّعاةَ إلى
الله عزّ وجلّ، والأدلاءَ إلى سبيله، والمُؤتمنين على الإسلام، حيث عملوا على
الدّوام على تصحيح ما انحرف فيه المسلمون، وصوّبوا ما أخطؤوا فيه. وقد استطاع
الأئمّة(ع) تأدية هذا الدّور الكبير، من خلال ما قدّموه من أنفسهم في عبادتهم
وأخلاقهم ومحبّتهم للنّاس.

وهذه الصّورة هي الّتي نراها
واضحةً وجليّةً في حياة الإمام الهادي(ع)، الّذي تحدّث المؤرّخون عن صفاته فقالوا:
"كان أطيبَ النّاس مهجةً، وأصدقَهم لهجةً، وأملحَهم من قريب، وأكملَهم من بعيد ـ
لأنّ البعيد قد لا تظهر صورته الحقيقيّة نتيجة بعده، لكنّ الإمام الهادي(ع) برز
كمالُه عند القريب والبعيد ـ إذا صَمَتَ عَلَتْه هيبةُ الوقار، وإذا تكلّم سَمَاهُ
البهاء، هو من بيتٍ الرّسالة والإمامة، ومقرّ الوصاية
والخلافة...".

وقد تميَّز الإمام الهادي(ع) بحضوره في
ميادين الفكر الإسلاميّ في شتَّى مجالاته. وقد كان أستاذاً للعلماء، حتّى ذُكر أنّ
الّذين رووا عنه علومه بلغوا ما يقارب مائةً وخمسةً وثمانين راوياً، والرَّاوي كان
يمثِّل في ذلك العصر الموقع المتقدِّم في الاهتمام بالفكر
والشَّريعة.


مواجهة الغلوّ
والانحراف

وقد واجه الإمام(ع) كثيراً من الانحرافات
الفكريّة الّتي فرضت نفسها على الواقع، حيث تصدّى للّذين يقولون بأنّ الإنسان لا
يملك الاختيار فيما يطيع وفيما يعصي، وأنّ الله يجبر عباده على أعمالهم، فالطّاعة
من الله والمعصية منه، فأكّد الفكرة الإسلاميّة، بأنّ الإنسان يملك الاختيار فيما
يقوم به من واجبٍ وفي ما يتركه من حرام، وإلاّ لما أوجب اللهُ الثّواب للمحسنين،
والعقاب للعاصين.

فقد واجه(ع) الّذين يقولون إنّ الله فوّض
الأمر إلى خلقه، فهو خلقهم وانعزل عنهم، أو أنّه تركهم إلى بعض خلقه من الأنبياء
والأولياء عندما أوكل إليهم إدارة الكون، فأكّد أنّ الله ـ كما أشار تعالى عن ذاته
في القرآن الكريم ـ هو مَالِكَ الْمُلْكِ، يؤْتِي الْمُلْكَ مَن يشَاء، وَيَنزِعُ
الْمُلْكَ مِمَّن يشَاء، وَيُعِزُّ مَن يشَاء، وَيُذِلُّ مَن يشَاء، بِيَدِه
الْخَيْرُ وهو عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

وقد وقف (ع)
بوجه الغلاة الّذين رفعوا الأئمّة إلى ما يقرب من درجة الألوهيّة، حيث ادّعوا أنّ
الله تجسّد فيهم، وأنّ صفاتهم هي صفات الله، بحيث إنّهم يَرزقون ويُحيون ويُميتون،
وقد واجه(ع) كلّ هؤلاء بالمنطق الإسلاميّ القرآنيّ، مؤكّداً أنّ الأئمّة عبادُ
الله، أخلصوا له العبوديّة، وهم المأمورون بإطاعة أوامر الله ونواهيه، وقد دعا
الإمام(ع) إلى فضح هؤلاء الغلاة ومقاطعتهم ومحاصرتهم، حيث قال: "فوالله، ما بعث
الله محمداً والأنبياء قبله إلا بالحنيفيّة والصّلاة والزّكاة والحجّ والصّيام
والولاية، وما دعا محمّد(ص) إلاَّ إلى الله وحده لا شريك له، وكذلك نحن الأوصياء من
وُلْده عَبيدُ الله، لا نشرك به شيئاً، إن أطعناه رحمنا، وإنْ عصيناه عذّبنا، ما
لنا على الله من حجّة، بل الحجّة لله علينا وعلى جميع خلقه"، ثم قال: "أبرأ إلى
الله ممن يقول ذلك".

كما رفض الإمام الهادي(ع) الإتجاه
الّذي انطلق به البعض في تأويل القرآن الكريم وفهم آياته، ممّن راحوا يؤوّلون بعض
آيات القرآن بطريقةٍ تخرجها عن معانيها الحقيقيّة، تحت عنوان الحبّ لأهل البيت(ع)،
بحيث راحوا يقولون بأنّ الصّلاة الّتي تنهى عن الفحشاء والمنكر لا تعني الصّلاة
بركوعها وسجودها، وإنما تعني معرفة الإمام، وكذلك الزّكاة لا تعني إخراج المال بل
تعني الإمام، وهكذا راحوا يؤوّلون ليلة القدر بأنّها تعني الزّهراء، وغير ذلك مما
يوحي بأنّ القرآن الكريم باطنه أهل البيت(ع)، وهو ما يسيء إلى بلاغة القرآن
ومفاهيمه، ويسيء إلى أهل البيت(ع). وقد أجاب الإمام الهادي(ع) عن سؤالٍ حول ذلك
فقال: "إنّه ليس من ديننا ولا من مذهبنا"، ودعا إلى عزل هؤلاء من المجتمع ونبذ
أفكارهم.


حسن التواصل مع
النّاس

وبذلك، استطاع الإمام الهادي(ع)، من خلال
علاقته بالله، وأخلاقه بين النّاس، وحسن تواصله معهم، واهتمامه بهم، ومن خلال
تميّزه في كلّ ميادين العلم، أن يحقّق حضوراً في حياة النّاس لم يتوافر لكلّ الحكام
الّذين عاصرهم، وهذا ما جعل المتوكّل يرسل رسوله إلى يحيى بن هرثمة في المدينة
ليأتي بالإمام إلى سامرّاء، حتّى يضعه تحت نظره، لخوفه من حركة الإمام(ع) بعد أن
بلغه ميل النّاس إليه. يقول يحيى عن ذلك: "ذهبت إلى المدينة، فلمّا دخلتها، ضجَّ
أهلها ضجيجاً ما سمع النّاس بمثله خوفاً، وقامت الدّنيا على ساق (خرج الجميع
مذهولين)... فجعلت أسكّنهم، وأحلف أنّي ما أمرت به بسوء، وأنَّه لا بأس عليه، ثم
فتّشت منزله، فلم أجد فيه إلاّ مصاحف وأدعيةً وكُتُبَ العلم، فعظُم في عيني،
وتولّيت خدمته بنفسي، وأحسنت عشرته".

هذا الحبّ الكبير من
النّاس للإمام(ع)، والّذي وصل إلى أبواب الخلافة، بل إلى داخلها، هو الّذي جعل من
الخلفاء العباسيّين الّذي عاصروه، ولا سيّما المتوكّل، يشعرون بالخوف، بحيث وصل
الأمر إلى استدعائه إلى سامرّاء من أجل محاصرة حركته الرّساليّة، وإبعاده عن عقول
النّاس وقلوبهم وتواصله معهم، ولكنّ هذا لم يمنع الإمام(ع) من أن يتابع حركته
العلميّةَ والثّقافيّة عبر وكلائه الّذين يتخفّوْنَ بصورة البائعين المتجوّلين، أو
بصورة التجّار، لكي يتواصلوا مع الإمام الهادي(ع)، ليوضح لهم الخطّ الإسلاميّ
الأصيل في أمور دينهم وحياتهم الخاصّة والعامّة، ولم يرهبه كلّ هذا الضّغط المتواصل
عليه، حتى وصل إلى أن يعظ حتّى الخليفة شعراً ونثراً، ويذكّره بضعفه عندما يواجه
الموت الّذي لا بدّ منه، حيث لن تنفعه كلُّ قصوره وحرسِه وأطبّائِه وأموالِه ومن
حوله.


من وحي
كلماته(ع)

ولا بدَّ لنا في ذكرى هذا الإمام العظيم،
من أن نستعيد بعضاً من كلماته الّتي تبرز لنا الإسلام بكلّ صفائه ونقائه، لأنّ
الإمام الهادي(ع)، ككلّ أئمّة أهل البيت(ع)، لم ينطلق من اجتهادٍ شخصيّ أو فكر
ذاتيّ، بل عبّر عن إسلام رسول الله(ص) وإسلام الله عزّ وجلّ:

ووالِ أناساً قولُهم وحديثُهمروى جدُّنا عن جبرئيل عن
الباري

حيث أكَّد(ع) أنَّ الإيمان ليس مجرَّد فكرةٍ تعيش في
القلب والمشاعر، ولكنَّه انطلاقةٌ حيَّةٌ تتحرَّك في كلّ مفاصل حياةِ الإنسان، وفي
كلّ تصرّفاته ومواقفه وأعماله، ليكون إيماناً يطبع حركة حياته كلّها؛ في البيت
والمؤسّسة والمحلّ والشّارع، وفي الحياة الزّوجيّة والاجتماعيّة
والسّياسيّة...

وقد بيّن(ع) أهميّة حضور القرآن في كلّ عصر،
في حديثه مع يعقوب بن السِّكّيت، الّذي سأل الإمام: ما بالُ القرآن لا يزدادُ على
النّشر والدّرس إلاّ غضاضةً (يعني جدّةً ونضارةً)؟ فقال(ع): "لأنَّ الله تبارك
وتعالى لم يجعله لزمانٍ دون زمان، ولا لناسٍ دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند
كلّ قوم ٍ غضٌّ إلى يوم القيامة". وهو ما يؤكّد دورنا في ضرورة الاستفادة من
القرآن، ليكون طابع حياتنا الّتي نعيشها في عصرنا، ولنحقّق طموحاتنا من خلال
الاستفادة منه، فهو نورٌ وهدى وشفاء، وهو، كما يقول الإمام الباقر(ع): "يجري مجرى
الشّمس والقمر، واللّيل والنّهار"، فكما الشّمس والقمر يتجدّدان ليعطيانا النّور في
كلّ يوم وفي كلّ زمان ومكان، كذلك القرآن يعطينا النّور الإضافيّ في كلّ زمان وفي
كلّ أرض.

وقد واجه الإمام الهادي الفكرة المتداولة عند
كثيرٍ من النّاس الّذين اعتادوا أن ينسبوا المشاكل إلى الأيّام والزّمن، فيعتبرون
أنّ اليوم هو يوم نحس، أو يلعنون الأيّام، فالبعض يتشاءم من رقم 13، أو من السّفر
يوم الأربعاء... وفي ذلك يقول الحسن بن مسعود: "دخلت على أبي الحسن علي بن محمّد(ع)
وقد نَكَبْتُ إصبعي، وتلقّاني راكبٌ وصدم كتفي، ودخلت في زحمةٍ فخرقوا عليّ بعض
ثيابي، فقلت: كفاني الله شرّك من يومٍ فما أشأمك! فقال لي(ع): "يا حسن، هذا وأنت
تغشانا، ترمي بذنبك مَن لا ذنب له"؟! فأثاب إليّ عقلي، وتبيّنت خطئي، فقلت: مولاي
أستغفر الله، فقال: "يا حسن، ما ذنبُ الأيّام حتى صرتم تتشاءمون بها، إذا جوزيتم
بأعمالكم فيها"، فما تواجهونه هو نتيجة طبيعيّة لأعمالكم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي
عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

وقال في حديثه لبعض
أصحابه عن التّقوى والطّاعة: "من اتّقى الله يُتّقى، ومن أطاعالله يُطاع... ومن
أرضى الخالق لم يبالبسخط المخلوق". وعن الأموال والآخرة، يقول: "النّاس في الدّنيا
بالأموال، وفي الآخرة بالأعمال"، حيث لا ينجي إلاّ عمل مع رحمة.

هذا هو الإمام الهادي(ع) الّذي ملأ مرحلته علماً وعملاً وتضحيات، فهل لنا
نحن الّذين نلتزمه، أن نرتفع إلى مستواه، لنكون الأكثر تميّزاً في العلم والأخلاق
والحيويّة والحضور في كلّ الميادين..



والسّلام على الإمام الهادي يوم وُلد، ويوم انتقل إلى رحاب ربّه،
ويوم يُبعث حيّاً
...


والحمد لله ربّ العالمين.

خطبتي الجمعة
(الجمعة 06 رجب 1431 هـ / 18 حزيران
- يونيو 2010م)

انقر لقرأءة الخطبة...الإمام الهادي(ع): الحضور الفكري والدور الرسالي Details
*ألقى سماحة
السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، نيابةً عن سماحة العلامة المرجع، السيّد
محمد حسين فضل الله، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور
عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من
المؤمنين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al14nour.piczo.com
 
الإمام الهادي(ع): الحضور الفكري والدور الرسالي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ولادة الامام علي الهادي صلوات الله عليه
» إضاءات هادية من كلمات الإمام الهادي عليه السلام
» السيّد محمّد بن الإمام الهادي عليه السّلام (سبع الدجیل)
» حيوية الدور الرسالي للامام السجاد عليه السلام
» السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي: بين الحاجة الضرورية - المنطقية والدور الفاعل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الإسلامي الخاص :: منتدى أهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى: