أم الشهيد والاحتفال الكبير!!
صرخات مدوية هزت الأركان وأصمت الآذان.. من فم أم الشهيد التي تدعو على حاكم مستبد إذ ترفع عقيرتها بأنها لن تكف ولن تهدأ عن الدعاء عليه حتى يسقط من كرسي جبروته.. لن تجف دموعها حتى يثكله الله في أبنائه كما أثكلها بغطرسته في ابنها الحبيب..
خرج عندها على الملأ - بعد ارتباكه واضحة - يذرف من التماسيح بعض دموع عصية.. يأسف بكلمات لا تضاهى أمام نزف أم محروقة.. ماذا تنفع الكلمات الرخيصة الباردة.. ورشاشات القمع تحصد الشهداء؟!
اليوم نساؤنا لبوات لا تعرفن الخوف، فضلاً عن شبابنا الأسود الذين يستقبلون الرصاص والغازات بصدور عارية ووجوه مكشوفة من غير قناع، ولى الخنوع وانتشت أروقة الأحياء بالأعلام والشعارات المدوية، ولكن الغباء أن يُستخدم السلاح الأخير في بداية المعركة.. وأثبتت الأيام الخوالي أن المعادلات لصالح الشعب حينما تهب رياح التغيير والثورة..
هاهم الأشاوس يعتصمون " دوار اللؤلؤة " ليعقدون على جياد الزمن عقوداً ثمينة، فالآلاف يطالبون بحقوقهم المشروعة، ولكن الآذان ملأت بالقطن والوقر، والعيون ملأت بالغشاوة والتستر بالثياب.. ثم ببلاهة ساذجة يقولون: لماذا يتظاهرون؟! فنحن أعطيناهم بعض الفتات!!
لن يهنأ لأم الشهيد نومها.. ومن الحماقة بمكان أن تقابل الدولة العاقلة مسيرة سلمية بألسنة النار واللهب، فالدماء اليوم لها وزن وهذا ما يقلب المعادلات الراهنة.. الزمن الغابر ولى، والاستبداد أضحى أفعى تلتف على من ألقاها، والحفرة الشيطانية سيقع فيها من حفرها..
لماذا التعالي والاستكبار، هل هم ملوك أم مستعبدين؟!
الشعب له الحرية والكرامة المطلقة، إذ لا فرق بين حاكم ومحكوم إلا بالتقوى، وعليه فإن النصر حليف الشعب، وإن تعامى البعض لما حدث في مصر وتونس..
المقصلة التي يهدد بها الطاغوت أصبحت فوق رأسه، تنتظر عده الثالث لتنهي عمره الديناصوري الذي لم ينقرض بعد!
الأيام تلفظ عدها التنازلي لتتحدث الحقيقة التي لازال البعض ينكرها لكونها في غير صالحة..
وسيعرف الجمع أن النصر والقوة في يد أم الشهيد التي ترفع قميص ولدها المقطع بالرصاص، حينها سيتم الاحتفال الكبير!
عبد العزيز حسن آل زايد