التفأل...بأشعار ...لسان الغیب ، وترجمان الاسرار ...حافظ الشیرازي

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم صل علی محمد وال محمد وعجل فرجهم


الشاعر حافظ الشيرازي معروف ومجهول،

معروف لدى بعض الأوساط، ومجهول لدى الغالبية من الناس،

فَمن هو حافظ الشيرازي الذي تُرجمت دواوينه إلى العديد من اللغات وخاصةالأساسية منها ( الإنجليزية،

والفرنسية، والألمانية، والتركية، والهندية،

والعربية) إضافة إلى لغته الأصلية الفارسيةانه كما يقول على لسانه

أنا إنسان كسائر الناس، أخطئ وأصيب، ولكني لا ألجأ

إلى الألاعيب والأكاذيب، وكلما أدل الناس على حسناتي، لا أستطيع أن أنكر

سيئاتي، وأنا مثلهم أحب وأحيى، وأسعد وأشقى


من هو واين ولد ؟


سُمي حافظاً لأنه حفظ القرآن كما تذكر كتب التاريخ عنه، والشيرازي نسبة إلى

شيراز، لكن اسمه الحقيقي" شمس الدين محمد المعروف ب( خواجه) ولُقّب بلسان

الغيب، وترجمان الأسرار) واعتبر شاعر إيران، ارتحل أبوه من أصفهان إلى شيراز،

وفيها كان محياه ومماته، ولد ابنه " حافظ" الذي ارتبطت صلاته بما تعاقب على المدينة من حكام

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا تُرجمت أشعاره إلى العديد من اللغات، ومنها

العربية، ولماذا قرأه الناس شعراً وفكراً؟ ولماذا اعتبره أهل فارس شاعر إيران

الأول ؟ ولماذا نحن اليوم نجلس في حديقته الشعرية ؟

هل لأنه قال ما لم يقله غيره من الشعراء ؟ أم لأن حافظاً كان يتعامل مع ما يُسمى

بلغة العصر اليومي والمألوف غزلاً ؟ أم لأنه خرج من دائرة المألوف إلى ما لم

يألفه الناس من قبل؟ أو إلى ما يود أن يألفه الناس؟

=أقول: وبكل شفافية، إن كل ما ذكرت وزيادة هي من الأسباب التي ساهمت في رواج

سيرته، وانتشار شعره، وتفوقه على أقرانه من الشعراء، بل وتجاوز ذلك أساتذته

الذين تلقى العلوم على أيديهم لأنه ارتكز في كتاباته على محاور أساسية هي :

الموهبة والاستعداد، والذوق واللغة، والذكاء والفطنة، والخيال والحس، والحفظ

والإدراك، فكان الإبداع


أشعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاره

______________________________________________

يا ربِّ; هيئ سبباً يجعل حبيبي بالسلامة

يعود إليّ فيخلصني من قيد الملامة

-وأحضرْ إليّ تراباً من طريق الحبيب النائي

حتى أجعل عيني الناظرة للعالم، مكاناً له للإقامة

-والغياث الغياث لقد قطع الحبيب عليّ طريقي من جهاته الست

بخاله الجميل، وهدبه الطويل، وخدّه الأثيل، وطرّته الملتفة، وقامته المعتدلة.

حتى يقول: وحاشا لله ! أن ابكي من جورك وجفائك

وظلم الحسان كله لطف وكرامة..!!

ولن يقصر حافظ في البحث عن سرِّ ذؤابتك

وقد اتصلتْ سلاسلها إلى يوم القيامة

____________________________

النظر الذي يكون إلى غير ضياء وجهك، لا يكون مضيئاً وضيئاً

وشكر تراب أعتابك لا تعرفه إلا العين التي على بابك

و" أصحاب النظر" هم الذين ينظرون إلى طلعتك

ولا رغبة لهم إلا في أطراف جدائلك........!!

___________________________________

سأجعل عيني بحراً خضمّاً، وسأطرح بصري إلى الصحراء

ثمّ سألقي بقلبي المحترق في هذا اليمّ الزاخر بالماء

___________________________________

نقشت في حدقة عيني صورة لخيالك

فما رأيت وما سمعت بمن يعدلك في صورتك وجمالك

-ولو أنني أضحيت في طلبك قرينا لرياح الشمال

لما استطعت أن أصل إلى قرب قامتك التي تختال في اعتدال

____________________

إنّ رأسي هانئة سكرى، وأنا في صوت مرتفع أردد النداء

بأنني ابحث عن " نسمة الحياة " في الكأس المليئة بالصفاء

_______________________

شعرك كالفلك يدور على نفسه بداية ونهاية سيان

وما يرد في وسطه يرد فيما هو لاحق أو سابق بأحلى بيان

إنك نبع الشعر الذي يصل بالأماني إلى الأوج

فإذا هي فيض في إثر فيض، وموج في إثر موج

____________________

كثيراً ما حكيت هموم قلبي للأطباء

ولكنهم لم يحاولوا معالجة المساكين الغرباء

وهذه الوردة يعبث بها النسيم في كل اللحظات

فقل لها: هلا خجلت من العنادل الشادية بالغناء....!!

ويا رب... أعطنا الأمان ثانية

حتى تستطيع عين المحب أن ترى وجه الحبيب في صفاء..!!

(فم الحبيب)

ودرج المحبة ليس مختوماً بخاتمه

فيا رب..! لا تُيسّر أمره لرغبات الأعداء والرقباء...!!

ويا أيها المنَعّم ..! إلى متى نظل على مائدة جوادك

ونكون من المحرومين الذين لا نصيب لهم ولا رجاء

وتقبلوا تحياتي