كان الامام السجاد (ع) يدعو بهذا الدعاء في جوف الليل إذا هدأت العيون :
" إلهي !.. غارت نجوم سمائك ، ونامت عيون أنامك ، وهدأت أصوات عبادك وأنعامك ، وغلّقت الملوك عليها أبوابها ، وطاف عليها حرّاسها ، واحتجبوا عمّن يسألهم حاجةً ، أو ينتجع منهم فائدةً .
وأنت إلهي حيٌّ قيوم ، لا تأخذك سنةٌ ولا نوم ، ولا يشغلك شيءٌ عن شيءٍ ، أبواب سمائك لمن دعاك مفتّحات ، وخزائنك غير مغلّقات ، وأبواب رحمتك غير محجوبات ، وفوائدك لمن سألكها غير محظورات بل هي مبذولات .
فأنت إلهي الكريم الذي لا تردّ سائلاً من المؤمنين سألك ، ولا تحتجب عن أحدٍ منهم أرادك ، لا وعزّتك وجلالك لا تختزل حوائجهم دونك ، ولا يقضيها أحدٌ غيرك .
إلهي !.. وقد تراني ووقوفي وذلّ مقامي ، وتعلم سريرتي ، وتطلّع على ما في قلبي ، وما يصلح به أمر آخرتي ودنياي .
إلهي !.. إن ذكرتُ الموت وهول المطّلع والوقوف بين يديك ، نغصّني مطعمي ومشربي ، وأغصّني بريقي ، وأقلقني عن وسادي ، ومنعني رقادي ، وكيف ينام من يخاف بغتات ملك الموت ، في طوارق الليل وطوارق النهار ؟..
بل كيف ينام العاقل ، وملك الموت لا ينام لا بالليل ولا بالنهار ، ويطلب قبض روحه بالبيات ، أو في آناءالساعات ؟.." .
ثم يسجد ويلصق خده بالتراب ، وهو يقول :
" أسألك الروح والراحة عند الموت ، والعفو عني حين ألقاك ". ص237
المصدر: المتهجد ص92 ، مصباح الكفعمي ص49 ، البلد الأمين ص35 ، مكارم الأخلاق ص340 ، دعائم الإسلام 1/212