الثامن من صفر ذكرى وفاة سلمان المحمدي(عليه السلام) اسمه وكنيته ونسبه(عليه السلام) أبو عبد الله، سلمان بن عبد الله الفارسي، ولُقّب بسلمان المحمّدي.
أخباره(عليه السلام) كان(عليه السلام) من أهل فارس، قرأ أخبار الأديان وسافر إلى الحجاز، ويُعدّ من السابقين الأوائل إلى الإسلام، شهد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بدراً.
حُظي سلمان بمراقي الشرف والكرامة؛ لموالاته للنبي وآله (صلوات الله عليهم)، فكان أحد الأركان الأربعة مع عمّار والمقداد وأبي ذر، وكان أحد الماضين على منهاج نبيّهم(صلى الله عليه وآله) من جماعة الصحابة الأبرار الأتقياء، الذين لم يبدّلوا تبديلاً.
من أقوال رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيه 1ـ «لو كان الدين عند الثُريّا لناله سلمان».
2ـ «سلمان منّا أهل البيت».
3ـ «سلمان منّي، مَن جفاه فقد جفاني، ومَن آذاه فقد آذاني».
4ـ «الجنّة تشتاق إليك ـ مخاطباً عليّاً(عليه السلام) ـ وإلى عمّار، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد».
من أقوال الأئمّة(صلوات الله عليهم ) فيه 1ـ قال الإمام جعفر الصادق(صلوات الله عليه): «أدرك سلمان العِلم الأوّل والآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منّا أهل البيت».
2ـ قال الإمام الصادق(صلوات الله عليه): «لا تقُل سلمان الفارسي، ولكن قُل سلمان المحمّدي».
3ـ روي أنّ سلمان كان محدّثاً، فسُئل الإمام الصادق(صلوات الله عليه) عن ذلك وقيل له: مَن كان يُحدّثه؟ فقال: «رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين، وإنّما صار محدّثاً دون غيره ممّن كان يُحدّثانه؛ لأنّهما كانا يُحدّثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه».
4ـ قال الإمام موسى الكاظم(صلوات الله عليه): «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر... ثمّ ينادى ساير الشيعة مع ساير الأئمّة(عليهم السلام) يوم القيامة، فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين» .
موقفه(عليه السلام) من بيعة الإمام علي(صلوات الله عليه) كان(عليه السلام) أحد الذين بقوا على أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد وفاته، وكان من المعترضين على صرف الأمر عن علي(صلوات الله عليه) إلى غيره، وله احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأُبيّ بن كعب.
رأيه(عليه السلام) في حفر الخندق أشار(عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحفر الخندق لمّا جاءت الأحزاب، فلمّا أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحفره احتجّ المهاجرون والأنصار في سلمان، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: سلمان منّا، وقال الأنصار: سلمان منّا، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «سلمان منّا أهل البيت»، وفي ذلك قال أبو فراس الحمداني:
كانت مودّة سلمان لهم رحما ** ولم يكن بين نوح وابنه رحم ولمّا رأى المشركون الخندق قالوا: هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها، فقيل لهم: هذا من الفارسي الذي معه.
توليه(عليه السلام) المدائن تولّى المدائن في خلافة عمر بن الخطّاب بأمر الإمام علي(صلوات الله عليه) تقية.
ممّن روى عنهم
النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)، الإمام علي(صلوات الله عليه)... .
الراوون عنه
سُليم بن قيس الهلالي، أبو الأغر، أبو سعيد الخدري... . صلاته(عليه السلام) على جثمان فاطمة الزهراء(صلوات الله عليها) قال الإمام علي(صلوات الله عليه): «خلقت الأرض لسبعة بهم يُرزقون، وبهم يُمطرون، وبهم يُنصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمّار وحذيفة وعبد الله بن مسعود»، ثمّ قال: «وأنا إمامهم، وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة».
قال الشيخ الصدوق(قدس سره): «معنى قوله: "خلقت الأرض لسبعة" نفر، ليس يعني من ابتدائها إلى انتهائها، وإنّما يعني بذلك أنّ الفائدة في الأرض قدّرت في ذلك الوقت لمن شهد الصلاة على فاطمة(صلوات الله عليها)، وهذا خلق تقدير لا خلق تكوين».
تاريخ وفاته(عليه السلام) ومكان دفنه 8 صفر 34 ﻫ، منطقة المدائن، جنوب العاصمة بغداد، وقبره معروف يُزار.
تجهيزه تولّى الإمام علي(صلوات الله عليه) غسله، والصلاة على جثمانه، ودفنه، وقد جاء من المدينة إلى المدائن من أجل ذلك، وهذه القضية من الكرامات المشهورة للإمام علي(عليه السلام).
وقد نظم أبو الفضل التميمي هذه الحادثة، فقال:
سمعتَ مِنِّي يسيراً مِن عجائبه ** وكُلّ أمرِ عليٍّ لم يزل عَجَبا
أُدرِيتُ في ليلةٍ سارَ الوصيُّ إلى ** أرضِ المدائنِ لمَّا أن لها طَلَبا
فألحدَ الطُّهرَ سلماناً وعادَ إلى ** عراصِ يثربَ والإصباح ما قَرُبا
كآصِف لم تقل أأنت بلى ** أنا بحيدر غالٍ أورد الكذبا