السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله اخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى اخيه ابا الفضل العباس وعلى اخته الحوراء زينب
11- ارتجال الصفة: أفضل وصف لهم دون تفكير وتأمل أنهم وقعوا على الأرض في حالة نوم.
12- بليت بينهم عرى التعارف: انقطعت العلاقة بينهم.
13- الأخلاء: الأصدقاء.
14- الجديدان: الليل والنهار.
15- ظعنوا: رحلوا.
عالم البرزخ
البرزخ لغةً الحاجز، والمراد هنا هو المرحلة الممتدّة من الموت إلى البعث والنشور. قال الله تعالى: ?وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ?2.
وعالم البرزخ هذا هو عالم اجتماع الأرواح، فالأرواح المؤمنة تجتمع وتلتقي في نعيم ورحمة من الله، بل إنّها تنتظر ما يقدم عليها من أرواح لتسأله الخبر عمّن هم في هذه الدنيا، وبذلك يعرفون أنّه ما زال حيّاً أو هوى في الجحيم، فقد ورد في الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجر في الجنّة، تتسائل وتتعارف، فإذا قدمت الروح على الأرواح تقول: دعوها فإنّها قد أقبلت من هول عظيم، ثمّ يسألونها ما فعل فلان وما فعل فلان، فإن قالت لهم: تركته حيّاً، ارتجوه، وإن قالت لهم: قد هلك، قالوا: قد هوى هوى"3.
عالم البرزخ
وأمّا مكان اجتماع أرواح المؤمنين فهو، وكما ورد في الروايات، وادي السلام في النجف الأشرف، ففي الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام لمّا قيل له إنّ أخي ببغداد وأخاف أن يموت به فقال: "ما تبالي حيث مات، أما أنّه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض ولا غربها إلّا حشر الله روحه إلى وادي السلام، فقلت له: وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة، أما كأنّي بهم حلق حلق قعود يتحدّثون"4.
وادي برهوت
وأمّا أرواح الكفار، فإنّها تعيش العذاب الأليم في عالم البرزخ، وهي تجتمع في مكانٍ واحدٍ لتتلقّى العذاب. ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ لله ناراً في المشرق، خلقها الله ليسكنها أرواح الكفار، ويأكلون من زقّومها ويشربون من حميمها ليلهم، فإذا طلع الفجر هاجت إلى وادٍ باليمن، يقال له: برهوت، أشدّ حرّاً من نيران بئر الدنيا فكانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فإذا كان المساء عادوا إلى النار إلى يوم القيامة"5.
ورغم هذا العذاب الذي يلقونه، فإنّهم يدركون أنّ ما سيصيبهم من العذاب في يوم القيامة أشدّ ممّا هم فيه، فلذا يطلبون من الله أن يطيل الله عليهم حياة البرزخ، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام في أرواح الكفار: "في حجرات في النار، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويتزاورون فيها، ويقولون: ربّنا لا تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا"6.