ويدعو إلى أن يراعي منهج التعليم الديني الانتماء المذهبي في المنطقة.
- ويأسف لبقاء التوجهات المتشددة التي تريد فرض الهيمنة المذهبية في المملكة.
- ويدعو الطلاب والمعلمين الشيعة إلى اقامة صلاة الجماعة في مدارس المنطقة.
دان الشيخ حسن الصفار فصل وزارة التعليم السعودية معلما شيعيا من وظيفته بتهمة تعليمه الصلاة على المذهب الشيعي للطلاب بأحدى مدارس القطيف داعيا الوزارة الى اعادة النظر في هذا الاجراء.
واستغرب الشيخ الصفار اقدام الوزارة مؤخرا على فصل المعلم فوزي شنر من بلدة ام الحمام بمحافظة القطيف والذي بات يعرف بـ"معلم الصلاة" متسائلا "هل هذا جرم انه نشر طريقة الصلاة بين اطفال هم من ابناء هذا المذهب".
وأسف الصفار بشدة لبقاء ما وصفها التوجهات المتشددة التي تريد فرض رأي واحد وهيمنة مذهب واحد ولا تحترم بقية المذاهب وتتعامل مع ابداء رأي المذهب الآخر وكأنه جريمة.
ووصف خلال خطبة الجمعة في القطيف ملابسات قرار فصل المعلم شنر بـ"التصرفات المدانة والمرفوضة".
وقال الصفار "ينبغي ان تعيد وزارة التربية والتعليم النظر في هذا الامر حتى لا تحصل هذه المشاكل وحتى لا تسبب جرحا لمشاعر المواطنين وانتقاصا لمفهوم المواطنة ولتطبيق حقوق الانسان والحقوق الوطنية".
وفي حين يستعد وفد من كبار الشخصيات الشيعية للقاء مسئولين رسميين السبت بشأن قضية المعلم شنر شدد الشيخ الصفار على الحاجة إلى مزيد من الاهتمام والسعي "لكي تأخذ الامور وضعها الطبيعي".
وأضاف حينما يختلف فهم الدين باختلاف المذاهب والمدارس والتوجهات فمن الطبيعي ان يُعلم الانسان ابناءه بالطريقة التي يؤمن ويقتنع بها هو لأن هذا هو الدين الذي يدين الله به.
المعلم فوزي شنرودعا إلى أن يراعي منهج التعليم الديني في المنطقة، الانتماء المذهبي حتى لا يعيش الطلاب عقدا وازدواجية بين ما يتعلمونه في المدارس وفي بيوتهم على حد تعبيره.
وأشار الشيخ الصفار أمام مئات المصلين بمسجد الامام الرضا إلى ضرورة أن تتاح الفرصة في المناطق التي فيها غالبية من مذهب آخر غير الرسمي لكي يتعلم ابنائهم احكام الدين كما هي وفق مذهب عائلاتهم.
وقال الصفار أن من حق الطلاب أن يُحترم انتمائهم الديني وأن يتمتعوا بكرامتهم وبحقوقهم المعنوية "والصلاة مظهر من مظاهر تمتعهم بكرامتهم وحقوقهم".
مناهج طائفية وصلاة ممنوعةوقال الشيخ الصفار ان مناهج التعليم صيغت على المذهب الرسمي وهي تنطوي على اساءات لمذاهب ومدارس أخرى في البلد كالصوفية في الحجاز والشيعة في المنطقة الشرقة والاسماعيلية في نجران.
وتسائل كيف يصح تدريس أبناء هذه النسبة الكبيرة من المواطنين منهجا دينيا "يسبهم ويشتمهم ويعتبر اعمالهم الدينية بدع وشرك وباطل وكفر".
وأضاف الدولة تعلم والكل يعلم ان هؤلاء الابناء يتعلمون الصلاة في منازلهم على طريقة عوائلهم ووفق مذهبهم فهو ليس جرما وليس عملا مخالفا على حد وصفه.
وتعليقا على معاقبة معلم شيعي آخر لأنه أم صلاة الجماعة بالمعلمين والطلاب الشيعة باحدى مدارس المنطقة دعا الشيخ الصفار الطلاب والمعلمين الشيعة إلى ممارسة حقهم الطبيعي في اقامة صلاة الجماعة في مدارس المنطقة.
وقال "المطلوب من كل طلابنا وابناءنا ومدرسينا ان يصلوا جماعة في المدارس، لماذا يمنعون من الصلاة جماعة. عليهم ان يمارسوا هذا الحق فعليا".
وأضاف "بأي حق وبأي وجه يحق للسنة اقامة صلاة الجماعة في المدارس ولا يحق للشيعة فعل الشي نفسه هذا لا شك مخالف للقانون والنظام والوجدان وحقوق الانسان".
وتسائل "نحن في بلد يرى فيه المذهب الرسمي ان الصلاة جماعة فرض عين فكيف تمنع الناس من يؤدوا هذا الواجب".
تطبيق توصيات مؤتمرات الحوار
وشدد على ضرورة تطبيق توصيات الحوارات الوطنية التي تدعو لاحترام التنوع المذهبي والفكري وتنبذ التعصب على ارض الواقع "لا تبقى مجرد حبرعلى ورق ولا تبقى في اطار المؤتمرات المغلقة".
وتابع ضمن تعليقه على مجريات مؤتمر الحوار الوطني المنعقد منذ أيام في مدينة جدة "يجب ان تتحول التوصيات الى انظمة وقوانين تحفظ حقوق الناس وتشعرهم بتساويهم في وطنيتهم وحقوقهم".