التعميم في الذم :
فتجد من الناس من يغلب عليه جانب المبالغة في إطلاق الأحكام، فتراه يعمم الحكم في ذم طائفة، أو قبيلة، أو جماعة من الناس .
- ترك الإصغاء للمتحدث :
وذلك بمقاطعته، ومنازعته الحديث، أو بالتشاغل عنه بقراءة جريدة، أو كتاب، أو متابعة متحدث آخر. ومن ذلك الإشاحة بالوجه عن المتحدث، أو إجالة النظر عنه يمنة ويسرة.
كل ذلك مما ينافي الأدب في المحادثة، ومما يدل على قلة المروءة.
- المبادرة إلى إكمال الحديث عن المتحدث :
فهناك من إذا تحدّث أحد أمامه بحديث، أو قصة، أو خبر، وكان يعلم ذلك من قبل-بادر إلى إكمال ذلك عن المتحدث، إما بقصد الإساءة إليه، وإما بإشعاره وإشعار السامعين بأن حديثه معاد مكرور، وإما ليبين أنه يعلم ذلك من قبل.
وقال ابن جريج عن عطاء: "إن الرجل ليحدِّثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد
- حب المعارضة والمخالفة:
فمن الناس من هو محب للمعارضة، كَلِفٌ بالمخالفة، لا يوافق إخوانه على أمر، ولا يسلم لهم بشيء.
فإذا كان في قومٍ يتبادلون أطراف الحديث أشغلهم بكثرة شغبه واعتراضه .
وهذا المسلك ليس بسديد و لا رشيد؛ إذ المروءة تقتضي موافقةَ المرءِ إخوانَهُ إذا أصابوا، وتسديدهم برفق إذا أخطأوا، وأن يتوقف إذا لم يستبن له الصواب من الخطأ .
- كثرة المزاح:
وهذا الأمر قريب من سابقه، فبعض الناس يغلب عليه كثرة المزاح، وربما أسفَّ فيه، ومزح مع من لا يرغب في المزاح.
وهذا الأمر لاينبغي؛ فالمزاح يسقط الهيبة، ويخل بالمروءة، ويُجَرِّىءُ السفهاء، ويستجلب العداوات.
قيل في بعض منثور الحكم: "المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النارُ الحطب .
- تتبع عثرات الجليس:
فهناك من إذا جلس إليه أحد من الناس، ثم شرع في حديث م-بدأ بتتبع عثراته، وتصيد زلاته؛ فما أن ينبس المتحدث بكلمة عوراء أو نحوه-إلا ويحفظها، ويتروَّاها، ويُذكِّره بها بين الفينة والأخرى.
ومن هنا تجد أن الناس ينفرون من ذلك الشخص، ويتحفّظون من الكلام معه في أي أمر.
- الاستئثار بالحديث :
فهناك من يثرثر حديثه، ولكنه يعطي غيره فرصة كي يتحدث ، والثرثرة قبيحة كما مر وأقبح منها أن يستأثر المرء بالحديث .
- رفع الصوت :
فهناك من إذا أراد التحدث مع غيره بالغ في رفع
صوته من غير حاجةٍ أو داعٍ إلى ذلك ، وهذا مما
ينافى آداب الحديث .
تحياتي للجميع