هل موقفه الاخير من حزب الله ووقوفه ضد الحرب السنية الشيعية سبب توقيفه؟

منذ أكثر من شهرين زارت شخصية بيروتية من الصف الثاني طرابلس للقاء بعض القوى الاسلامية والسلفية وتوحيد الكلمة بين أهل السنة واعداد كل العدة لمواجهة مرتقبة مع حزب الله والمعارضة . من بين الذين التقتهم تلك الشخصية كان الشيخ السلفي الأصولي عمر بكري فستق الذي كان يحاكم يومها غيابيا. طرح فستق أسئلة عدة على زائره ومن ثم قدم عرضا شرعيا اسلاميا يحرم القتال بين السنة والشيعة .

خرج الزائر محبطا ومندهشا . فعمر بكري فستق الداعية الذي يؤيد فكريا تنظيم القاعدة يرفض التحضير للفتنة الاسلامية. كان هذا انقلابا في مواقف بكري فستق الذي عاد من بريطانيا مع أفكار متشددة تجاه النظام السياسي اللبناني والشركاء في الوطن ومسألة سلاح حزب الله.

في بعض احياء طرابلس ينشط عقيد متقاعد في الجيش اللبناني ومنشق عن حركة التوحيد الاسلامي اضافة الى نائبين طرابلسي وعكاري في جمع الشباب وتسليحهم وتعبئة الشارع للفوضى المرتقبة. وفي أحد المساجد في المدينة عقد اجتماع منذ أسابيع جمع أطرافا اسلامية وسلفية في اطار السعي لجمع أكبر قدر ممكن من الرجال لمواجهة حزب الله.

اتصالات عدة تتلقاها المجموعات السلفية المتعددة والمتنوعة الانتماءات . من بين من رفض مؤخرا هذا التوجه كان أيضا عمر بكري اذ حرم على كل من يتأثر به حمل السلاح في وجه مجموعات لبنانية كحزب الله مثلا . لم تكن هذه المواقف مقبولة لدى من يحضر للفتنة السنية الشيعية في لبنان .

فالمحضرون للفتنة تحت مظلة أحد القادة الأمنيين من خارج طرابلس يريدون التهويل على اللبنانيين وعلى حزب الله بالتحديد أن اي مواجهة غير متكافئة في بيروت ستجعله في مواجهة أصوليين متشددين وسلفيين قادرين على مخاطبة تنظيم القاعدة للقيام بحرب استنزاف ضد الحزب وبالتالي اقتباس المشهد العراقي وتظهيره في لبنان. لم يتحمل احد القادة الامنيين انقلاب عمر بكري فستق على مسار قوى الرابع عشر من اذار وهو الوجه الأكثر تشددا والمحسوب علىى تنظيم القاعدة.

حالة ضياع يعيشها أحد القادة الأمنيين . فهو يعلم تماما ان من بين جمهور تيار المستقبل المبني على أساس زبائني ،قلة من بقيت متحمسة لحمل السلاح والقتال بعد كل التغيرات والتبدلات في خطاب الحريري . هذا القائد يعلم أيضا أن معظم الدائرين في فلك التيار السلفي ليسوا مستعدين للذهاب بعيدا بعد اليوم في تنفيذ مصالح تيار المستقبل الذي تخلى عن الكثير من وعوده.

أراد فرع المعلومات من خلال توقيف بكري في شكل بوليسي مشوق (علما أن بكري أعطى من منزله في أبي سمراء منذ صدور الحكم أكثر من خمس عشر مقابلة) توجيه رسائل الى الداخل الطرابلسي أن الانقلاب ممنوع والى الداخل اللبناني وسوريا والدول الاخرى أن الفرع يواجه الارهاب الأصولي الذي هيأ له فرع المعلومات نفسه بيئة خصبة وتبناه في محطات عدة.

قد يكون عمر بكري فستق خطيرا فوق العادة وربما أخطر الشخصيات في لبنان وقد يكون درب مجموعات أصولية على السلاح رغم تشكيك البعض بهذا الموضوع (وهو أمر تفصل فيه المحكمة وحدها) لكن الأكيد أن توقيفه يجب أن يتم لأسباب جرمية وليس لأسباب سياسية بسبب مواقفه الرافضة للمحكمة الدولية أو الفتنة السنية الشيعية . وبالتالي فان عدم الرضا الامني والسياسي على بكري في هذه المرحلة هو الذي أوقفه وليس سعي هذا الفرع أو ذاك الى مواجهة الحركات الأصولية والا لماذا لم يتم توقيف مساعد داعي الاسلام الشهال المشمول بالحكم نفسه ؟ هل بسبب استمرار رضا المعلومات عليه؟

مهما تكن خطورة عمر بكري فستق فان اي متهم بالارهاب والقتل والسرقة والاغتصاب له الحق بمحاكمة عادلة.

المصدر موقع التيار الوطني الحر

يعطيك العافية

لا تنسونا من الدعاء

الله يعافيكي شكراً

» سيناريو الحرب البرية: ماذا تعني عملياً معادلة السيد نصر الله تحرير الجليل؟‏
» هأرتس:تنشر سيناريوهـات الحرب مع حـزب الله
» الحرب القادمة بين "إسرائيل" وحزب الله ستغير كل المنطقة‏
» الحرب النفسية تجبر الصهاينة على حظر خطاب الامين العام لحزب الله
» ١٥٠عائلة طرابلسية الاكثرية السنية بلبنان تشيعوامن٨٠٠‏