اكد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله (حفظه) ان اليد التي ستمتد الى اي واحد من مجاهدين وقياديي المقاومة ستقطع ، موضحاً ان من يتصور ان المقاومة يمكن ان تقبل او تسلم باي اتهام لاي من مجاهديها او قيادييها أيا تكن التهويلات والتهديدات والضغوط فهو مخطىء، وقال سماحته " يخطئ من يتصور اننا سنسمح بتوقيف او اعتقال احد من مجاهدينا وان اليد التي ستمتد الى اي واحد منهم ستقطع، يخطئ من يتصور ان المقاومة امام اي اتهام لن تدافع عن نفسها وعن كرامتها اذا اعتدي عليها وبالطريقة التي ستختارها مع حلفائها المخلصين في المعارضة والحريصين على عزة ومناعة لبنان". سماحته وفي خطابه الذي القاه اليوم الخميس خلال احياء حزب الله ليوم الشهيد في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في ضاحية بيروت الجنوبية ،شدد ان من يتصور ان التهويل على المقاومة بحرب اسرائيلية يمكن ان يجدي نفعا فهو مخطىء بل بالعكس فمن يحدثنا عن حرب يبشرنا ولا يهددنا ونحن ننتظر ذلك اليوم بقرار ظني وبغير قرار ظني فنحن جاهزون لاي حرب اسرائيلية على لبنان لنصنع ان شاء الله انتصارنا العظيم والكبير، مضيفاً " يخطئ من يراهن مجددا على الاميركيين يخطئ من يراهن مجددا على الاميركيين هؤلاء الاميركيون عندما كانوا في عز قوتهم تركوكم وخذلوكم اليوم وهم يتراجعون ويتقهقرون وهم ضائعون تائهون ماذا يمكن أن يقدّموا لكم".
واضاف سماحته "أضعتم كل الفرص حتى تستقيم الأمور وما زلتم تضيعون لكن ما زال هناك فرصة قلنا لكم لتستقيم الامور حاكموا شهود الزور ومن صنعهم وفبركهم وبدل ذلك تقدمون لهم الحماية. من يريد الحقيقة من يريد العدالة يحاكم شهود الزور ومن صنّعهم. لدينا جدل في مجلس الوزراء قضاء عدلي او قضاء عادي. انا مع القضاء العدلي لكن لماذا لم يتحرك القضاء العادي حتى اللحظة؟ لان حقيقة موقفكم ما يقوله بعضكم ان لا شيء اسمه شهود زور بل ان هذا الملف سيوصل الى رؤوس كبيرة والى فضيحة كبيرة. تقدمون الحماية لشهود الزور لتحموا من صنّعهم وفبركهم. قلنا لكم امنعوا التسريب فزاد التسريب. قلنا لكم اعملوا على الفرضيات الأخرى".
وتابع قائلاً "أمام اللبنانيين الآن في 11-11-2010 فرصة بكل صراحة هناك فرصة لانقاذ بلدهم مما يخطط له الاميركي والاسرائيلي ومن يسيرون معهم من حيث يعلمون او لا يعلمون. هناك مسعى سوري سعودي انتم ايها اللبنانيون عليكم ان تختاروا اما ان تسلموا بلدكم لفيلتمان ورايس وكلينتون وكيسنجر واما لدينا ارادة وعزم وشجاعة لنجلس على الطاولة ونتصارح ونتعاون مع السوري والسعودي للوصول الى معالجة، مؤكداً على ان لا يفكر أحد أننا نفكر بتسوية من باب القبول باتهام. من يتهمنا هو الذي قتل وليس نحن من قتلنا".
ورأى السيد نصرالله ان هناك مؤامرة كبيرة على المقاومة ، قائلاً " في يوم 11-11 في يوم شهدائنا الاعزائنا في يوم شهيدنا الذي يختصر كل شهدائنا اطمئنكم واريحكم سنخرج من هذا الفصل صحيح أن هناك مؤامرة كبيرة لكن اقول لكم ان شاء الله سوف نتجاوز هذه المرحلة وهذا الفصل مرفوعي الرأس شامخين منتصرين كما في كل الفصول السابقة. أما قدرنا في لبنان ما دمنا حريصين على كرامتنا وعزتنا سنبقى عرضة للضغوط طالما هناك اسرائيل ومن يرعى اسرائيل. هل نستسلم؟في هذا اليوم كتبنا بدماء شهدائنا نحن قوم عاهدنا الله سوف نمضي في هذا الطريق حتى إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ".
واعتبر سماحته ان المنطقة دخلت في مرحلة حساسة جداً، وقال "اننا دخلنا في مرحلة حساسة جداً ونحن معنيون بأن تكون لدينا وقفة تأمل ومراجعة لاننا عندما نواجه مراحل جديدة وخطيرة يجب ان نستحضر كل المراحل السابقة اين اصبنا ،اين اخطانا، كيف واجهنا عناصر القوة عناصر الضعف لنعرف ،كيف نواجه ما هو آت،ولتكون مواقفنا وخياراتنا صحيحة ومناسبة ومسؤولة كلنا يشعر اليوم أن لبنان امام فصل جديد ومرحلة جديدة وان المقاومة بالتحديد امام فصل جديد من فصول استهدافها .
ورأى ان من بين ما نشر من كتب في هذه الايام والاسابيع الاخيرة يبقى كتابا جورج بوش وطوني بلير بين الاهم لان لهما قيمة قضائية وقانونية فهما يعترفان ويقران، معتبراً انه رغم ان الكتاب الفرنسي على درجة كبيرة من الاهمية لكن يبقى انه ينقل عن وثائق ورؤساء بعكس كتابي بوش وبلير اللذين يقران عن بعض ما فعلا ولا أحد يستطيع اتهامنا بالفبركة فهذه كتبهم تنطق بما قالوا وبما فعلوا.
ولفت السيد نصرالله الى حجم الحقد والوحشية التي كان يفكر فيها جورج بوش وطوني بلير من خلال اعترافاتهما ، معتبراُ ان بلير لا يتحدث عن اسقاط النظام في سوريا بل يتحدث عن تدمير الدولة السورية الدولة السورية شيء ، موضحاً ان ما حصل في العراق ليس تدميرا للنظام بل تدميرا للعراق .
ودعا السيد نصرالله خلال كلمته الى التنبه لفصول استهداف المقاومة ، متمنياً لو تتاح فرصة ليكون هذا الكلام موضع نقاش بيننا كلبنانيين ، موضحاً انه" بعد انتصار المقاومة عام 2000 الذي هو من اهم العناوين لأن هذا الانتصار دق المسمار الاخير في نعش اسرائيل الكبرى الممتدة جغرافيا لتنتقل الى مرحلة جديدة وقد قال الاسرائيليون بوضوح ومعهم الاميركيون انهم لن يسكتوا على مقاومة الحقت الهزيمة بهم".
واكد السيد نصرالله ان الفصل الاول لاستهداف المقاومة هو المواجهة مع المجتمع الدولي من خلال اصدار القرار 1559، لافتاً الى ان "سيلفان شالوم يقول: "قمت بجولة حول العالم من أجل إصدار هذا القرار، نريد ان نضع حزب الله والمقاومة في لبنان في مواجهة المجتمع الدولي".اسرائيل هزمت اذا فلنذهب الى مكان نضع المقاومة بوجه المجتمع الدولي.
ورأى سماحته ان هذه المساعي الاسرائيلية تلاقت مع الوقت والتطورات والاحداث الى اجتماع بين الرئيسين بوش وشيراك وتم الاتفاق على القرار 1559 ، موضحاً ان هذا القرار صناعة اميركية فرنسية او بالاحرى بوشية شيراكية بمساهمة عوامل اقليمية دولية محلية متعددة لكن الصناع الحقيقيون هم جورج بوش وجاك شيراك.
واكد ان المقاومة قبل هذا القرار لم تكن جزءا من الصراع السياسي الداخلي ولكن كان عليها ان تدفع الثمن للذي يجري في المنطقة.، واضاف ان من اولويات شيراك إخراج سوريا من لبنان، أما أولوية بوش فكانت إنهاء المقاومة اللبنانية والفلسطينية من أجل ابقاء المشروع اي الشرق الاوسط الجديد قائماً ، موضحاً ان "من جملة الاستهدافات الحقيقية في الـ1559 كان المقاومة ودور المقاومة، أمس سيلفان شالوم يقول إن القرار الظني الذي سيصدر سيؤدي الى تطبيق الـ1559"،"أخطأوا في التقدير. هم ظنوا أنهم اذا وضعوا المجتمع الدولي بمواجهة المقاومة او سوريا فان الجميع سينهار وينهزم وهذا لم يحصل".
كما اكد السيد نصرالله ان الفصل الثاني هو من الفصول التي كانت تستهدف المقاومة ولكن بطريقة ناعمة هو فصل يحمل عنوان "الاغراء بالسلطة" ، موضحاً "ان إدارة جاك شيراك كان لديها رؤية تقول فلنأخذ حزب الله والمقاومة على السلطة وهذا ليس تحليلي، شيراك في لقاء مع رئيس لاحدى دول المنطقة قال له انا وجورج بوش متفقان على لزوم انهاء المقاومة في لبنان ونزع سلاحها ولكن الفارق بيني وبين الاميركيين انني اريد ان انجز هذا الهدف من خلال العقل والسياسة وهم يريدون ان ينجزوه من خلال العضلات. انا رأيي ان ندخل حزب الله في السياسة وبعد مدة من الزمن سيشعر حزب الله وحده ان بقاءه في ميدان المقاومة وتمسكه بالسلاح سيصبح عبئاً عليه فيتخلى عن السلاح. أنا أشكر هذا الرئيس لانه ارسل لنا المعطيات".
واضاف ان الفرصة التي كانت ممنوحة لجاك شيراك لانجاز هذا الهدف مع اصدقائه في لبنان كانت سنة ونصف لا اكثر لان ولادة الشرق الاوسط الجديد لم تكن تحتمل الكثير من الوقت. نحن في حزب الله عرضت علينا السلطة الى اقصى ما يمكن ان يعرض على حزب سياسي ضمن تركيبة لبنان الطائفية. وتصحيحا لمعلومات بعض اللبنانيين موضوع المثالثة الذي يتهمون حزب الله وامل به (سنة وشيعة ومسيحيون) هذه الفكرة اول من طرحها هم الفرنسيون في ادارة جاك شيراك. نحن لم نفكر بالمثالثة في يوم من الايام وانا اتحدى كل العالم ان يجلبوا تصريح لمسؤول من حزب الله او امل او المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى او عالم دين شيعي او شاب شيعي تحدث عن مثالثة. الفرنسيون هم الذين جاءوا وعرضوا على الايرانيين وهذا موثق وقد تحدث الفرنسيون للايرانيين عن ضرورة اعادة النظر باتفاق الطائف واعطوا مثلا المثالثة في لبنان مع تغير الوضع في لبنان فالمنطق يقول بامكانية النقاش باتفاق جديد بعد مرور 20 سنة على الاتفاق".
وتسأل السيد نصرالله خلال خطابه "من الذي تكلم عن اتفاق جديد وان هناك 5 دول عربية تؤيد عقد اتفاق جديد في لبنان؟ أليس برنار كوشنير؟ ما الذي يعنيه اتفاق جديد؟ لماذا عندما تحدث كوشنير عن اتفاق جديد على حساب اتفاق الطائف كل الغيارى على اتفاق الطائف في لبنان بلعوا ألسنتهم وسكتوا؟ أين الغيارى؟ أين أصحاب الشهامة؟ أين الذين كانوا يقيمون الدنيا إذا تحدث احدهم عن اتفاق الطائف؟
واضاف متسائلاً "منذ اسابيع تحدث احد النواب الواعدين في 14 آذار عن نظام سياسي جديد اقرب للفدرالية. أين الغيارى؟ لماذا بلعوا السنتهم من جديد؟ هذا يدل على المستوى السياسي الذي نتواجد فيه. لو قال احد من المعارضة وخصوصا المسيحية هذا الكلام، ما الذي كان ليحصل في البلد؟ كانوا ليتحدثوا عن الانقلاب على الطائف والمؤامرة على الطائف"."لماذا عرضوا او فكروا بالمثالثة؟ من اجل اغراء الشيعة في لبنان بصراحة. الشيعة كانوا دائما مهمَلين بالتركيبة السياسية فنقول لهم أنتم ثلث، انتم فيتو في كل شيء. الثمن التخلي عن المقاومة. وأنا أقول لكل المراهنين على الاميركيين إذا فتحنا لهم باب حارة حريك هناك الكثير من الاماكن التي لا يعود الاميركيون يذهبون اليها".
واكد السيد نصرالله ان المثالثة عرضت من اجل ان نتخلى عن المقاومة وان ننفصل عن سوريا وان نركب في المشروع الاميركي البريطاني الغربي الاسرائيلي المفتوح على الجميع. اغراء السلطة ايضا فشل لانهم فهمونا غلط. عرضتم علينا المناصب لنتخلى عن المقاومة وكنتم مخطئين. نحن لسنا طلاب سلطة نحن لا نبيع دماء شهدائنا ليس بثلث السلطة بكل السلطة والمقاومة بالنسبة إلينا هي واجب. هو واجب الهي وليسخروا فبيننا يوم القيامة. وليس مساحة للمساومة مع أحد في هذا العالم. أخطأتم ولم تستطيعوا فعل شيء.
ورأى السيد نصرالله ان الفصل الثالث هو الحرب، مؤكداً ان الوقت بالنسبة للامريكيين كان قد انتهى والمطلوب حينها ان يولد الشرق الاوسط الجديد في الـ2006 قبل الانتخابات النصفية للكونغرس. فكان الخيار هو الحرب، وقال "ان في لبنان اعتبروا انهم وضعوا اليد على المجلس النيابي والحكومة والبلد وبقيت عقدة اساسية تكمن في القوى المسلحة، الأميركي لا يريد حل مشكلة لبنان بل مشكلة اسرائيل، نحن اللبنانيون يجب أن يحضر دائما في بالنا هذه الثابتة الاميركية، ليس المهم لبنان ولا سوريا ولا العراق ولا ايران ولا باكستان المهم اسرائيل وامن اسرائيل وقوة اسرائيل وبقاء اسرائيل وعلو اسرائيل هذه هي الثابتة الاميركية المطلقة".
ودعا السيد الى قراءة رسالة جوابية من وزير الخارجية الامريكية الاسبق والتي ارسلها للعميد ريمون اده ابن الرئيس اللبناني الاسبق اميل اده والسياسي والباجث، وقال " فلنقرأ كلمتين عن كيسنجر من جريدة النهار التي نشرت رسالة جوابية لكيسنجر ارسلها للعميد ريمون اده بعد رسالة قاسية وشجاعة من الاخير ويتهم فيها كيسنجر بانه يريد تدمير لبنان. ويرد كيسنجر برسالة طويلة جزء منها سخيف. هناك مقطعان حساسان اتمنى ان يسمعهم 14 اذار وتحديدا مسيحيو 14 آذار (هذه الرسالة في 14-6-1976): "صحيح أنني افكر بخلق دويلات شبيهة باسرائيل بعدما فشلت في اقناع الدول العربية بفكرة الصلح الانفتاحي ولكن الصحيح ايضا ان الاحداث الدامية التي افتعلناها في لبنان (اعتراف بخط يد وزير خارجية اميركا بان الحرب الاهلية في لبنان هي من صنعهم) أمنت لنا ارضية مثالية لتقسيم النفوس الموحدة وتدمير صيغة التعايش واحداث خلل اساسي في النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة ...وختاما عليك ان تعرف ان اخلاصي لاسرائيل لا يعادله الا اخلاصي لزوجتي واميركا".
واشار السيد ايضا الى ان هناك مقطع ثان مهم جداًفي هذه الرسالة،وهو : "ثق باننا حاولنا ان نتآمر على انظمة عديدة في العالم العربي ولا نزال وانما باءت كل محاولاتنا بالفشل لاننا اصطدمنا بمقاومة وطنية ومناعة داخلية والزلازل لا تحدث الا في الارض المتماسكة ولا اكتمك ان لبنان هو بلد مثالي لتحقيق المؤامرات ليس ضده فقط بل ضد العالم العربي ككل. صحيح ان وجود اسرائيل وسّع حجم العمل لكن التناقضات اللبنانية هي التي كانت تؤمن لنا استمرار الخطة وسلامتها".
واعتبر سماحته ان هذا يجب أن يدرّس في المناهج التربوية في لبنان والعالم العربي ويجب أن يوزّع. هذه اميركا وهذه السياسة الاميركية. وكل من لحق اميركا هذه اميركا تستغلهم توظفهم في مشاريعها لكن لا يعنون شيئا لها. كل ما يعنيها مصالحها واسرائيل.
ورأى السيد نصرالله ان الفصل الرابع هو يوم 5 أيار اليوم الذي اتخذت فيه القرارات بتأييد اميركي وكان الهدف احداث صدام بين المقاومة والجيش واحداث فتنة مذهبية بين السنّة والشيعة. حصل ما حصل في 7 ايار وسقط الفصل الرابع.، ومجددا اخطأتم في فهم اولوياتنا وطريقة تفكيرنا وما زلتم تخطئون.
واعتبر السيد نصرالله ان الفصل الخامس والأخير حتى الساعة المحكمة الدولية والقرار الظني وعود على بدء المواجهة مع المجتمع الدولي، وقال " الآن دخلنا في مرحلة جديدة من استهداف المقاومة عبر القرار الظني. جورج بوش يتحدث عن ادلة اتهموا على اساسها سوريا لكن اتهام سوريا استنفد وتوجه الاتهام لحزب المقاومة. تعالوا لنتهم شباب شيعة باغتيال الزعيم السنّي الابرز وبالتالي نصدر قرارا ظنيا ونطلب من الحكومة اللبنانية التي وقعت تفاهما معنا ان تعتقل الشباب فترسل الاخيرة الجيش الذي سيدخل في صدام مع المقاومة. هذا هو ما يخططون له". "المهم بالنسبة لهم اسرائيل ومصلحة اسرائيل ان تتهم هذه المقاومة وننتهي منها نعزلها نشوه صورتها نحاصرها، في نهاية المطاف تصبح جاهزة للضرب او الاستسلام. هذا هو المشروع".يبدو أن تقديرات خاطئة حصلت ومن جملتها اننا اذا اتينا الى حزب الله وقلنا له ان الاتهام سيتجه اليك والكل يعلم حرص حزب الله على سمعته وصورته وعلى سلاحه".
لبيك نصر الله