[align=center]نقلنا لكم كلام العلماء والمفكرين والمسلمين وغير المسلمين
وسننقل لكم اليوم كلام عوام الناس ممن كانت لهم قصص مع السيد الامام الخميني روحي فداه
وكيف كان يبغض الامام وكيف تغير الى تقبيل عتبة باب بيت الامام وماذا قال في السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف؟؟!!
عفوت عنه وعن كل ما سلف
كان يقيمٌ في النجف رجلُ دين مسنٌ من أهل مازندران يسيء الظن بالإمام بدون مسوغٍ، وبقي على ذلك عدة سنين، وبلغ به سوءُ الظن بالإمام درجة كان ينهي معها بعض طلبة الحوزة عن حضور درس الإمام!
وذات يومٍ خرجت بسرعة لمرافقة الإمام لكيلا يذهب وحده إلى الدرس لأنه لم يكن يستدعينا عندما يخرج للذهاب إلى إلقاء درسه، ولذلك حدث مراراً أن يخرج وحده فاضطر إلى الركض لكي ألحقه! وفي ذلك اليوم خرجت على عجل لمرافقته وهو يذهب إلى الدرس في الوقت المعتاد وهو الساعة التاسعة وخمس وأربعون دقيقة فرأيت ذلك الشيخ المازندراني يقبل باب بيت الإمام ثم هوى على عتبتها يقبلها!!
أعربت عن تعجبي من فعله بصوتٍ يسمعه، فالتفت إليّ وقال الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، قلت : عجباً ما الذي جرى يا شيخ؟ قال: هل أنت ذاهب للدرس؟ وهل سيذهب السيد إلى المسجد لإلقائه؟ أجبت: نعم، قال: أنا أيضاً آتٍ إلى المسجد! ولم يكن هذا الشيخ يدخل المسجد الذي يلقي الإمام فيه درسه كما كان يمنع ابنه من تقبيل يد الإمام؟
وفي غضون ذلك فتحت الباب وخرج الإمام، فأنسحب الشيخ خجلاً وذهب إلى زقاق آخر، أما أنا فقد رافقت الإمام في الذهاب إلى المسجد، وكان من حسن حظ هذا الشيخ أنني لم أحمل في ذلك اليوم الكتاب معي ولذلك لم اضطر إلى الجلوس عند المنبر فجلست عند الباب فجاء وجلس إلى جانبي، وقال: لا يخفى عليك أن أصدقاء السوء قد أثروا عليّ، فأسأت الظن بهذا السيد لكثرة ما سمعته من هؤلاء المغرضين من أن الإمام يقرأ الجرائد!! وأن السيد الفلاني قد قام بالمجاهدات حتى تقدم عليه..
ثم قال لي هذا الشيخ المسن:
رأيت ليلة في عالم المنام أنني في حرم أمير المؤمنين عليه السلام ـ، فرأيت عدداً من الأشخاص جالسين متجاورين، دققت النظر في وجوههم فوجدت أن هيئة كل منهم تتناسب مع سنه(كل من الأئمة عليهم السلام)، قالوا عن الثاني عشر أنه الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ، كان جالساً في آخر الصف ووجهه ذو طلعة ملكوتية غاية في الجمال تشع بالأنوار.
ثم أخذ العلماء يتوافدون عليهم تباعاً وكانوا يخرجون جميعاً من مقبرة المقدس الأردبيلي، أخذت أنظر بأمعان إلى وجوههم لعلي أتعرف عليهم، قالوا عن أحدهم أنه: (الشيخ شلال) وهو من شيوخ العرب، فرحت كثيراً لما رأى، أدرت أن أتحرك لكنني لم أستطع، كأنهم أوثقوني بالأرض، كان أولئك الإثنا عشر يكرمون كل شخصٍ من العلماء يفدُ عليهم، كان يقوم بتكريم بعضهم أمير المؤمنين عليه السلام وواحد أو اثنان من الإثني عشر فيما كان البقية يتحدثون فيما بينهم؛ فيما كان يقوم بتكريم أخرين من الوافدين عليهم سبعة أو ثمانية من الإنثى عشر، إلى أن رايت فجأة السيد الخميني يدخل عليهم من جهة الإيوان وأنت تمشي خلفه، خلع نعليه عند مستودع الأحذية فقمت أنت بوضعها جانباً واتبعته على عجل، ولما دخل السيد الخميني رأيت الثاني عشر منهم يقوم له بمجرد أن رآه، وقام بعد، الحادي عشر منهم ثم العاشر، ثم رأيتهم وقد قاموا له جميعاً ثم جلسوا باستثاء الثاني عشر الذي بقي واقفاً وناداه قائلاً: (يا روح الله )، فجمع السيد الخميني عبائته قال: (نعم يا مولاي)، قال: (تقدم إلى الإمام)، فتقدم السيد الخميني بسرعة نحوه، وعندما وصل إلى إمام الزمان ـ عجل الله فرجه ـ لاحظت أن قامتيهما متساويتين في الطول، فلم يكن قامة الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ أطول من قامة السيد، أو أن يكون السيد الخميني أقصر من الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ.
وقفا بحالةٍ كانت أذن السيد الخميني بالقرب من فم إمام الزمان ـ عجل الله فرجه ـ، همس الإمام المهدي بشيء؛ في إذن السيد الخميني، فقال السيد : (سمعاً وطاعة، سأقوم بذلك، سأنفذ ذلك إن شاء الله. وبقي الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ يخاطب السيد همساً بأشياء وبسرعة لمدة ربع ساعة بالضبط!
وعند انتهاء كلام الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ تراجع السيد الخميني متراً أو مترين فيما جلس الإمام، فرفع السيد الخميني يده مسلماً على الأحد عشر الآخرين فأبدوا جميعاً تكريمهم له، ثم أخذ السيد الخميني يمشي القهقري فلم يدر ظهره إليهم بل كان مقبلاً بوجهه عليهم وهو يخرج دون أن يدخل لزيارة مرقد أمير المؤمنين عليه السلام فسألتُ ولا زال الحديث للشيخ المازندراني وهو ينقل رؤياه ـ: لماذا لم يدخل السيد الخميني إلى حرم أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فأجابوني: إن أمير المؤمنين عليه السلام جالسُ هنا فأنى يذهب السيد ؟!
ثم توجه السيد الخميني إلى مستودع الأحذية، فقدمت أنت له نعليه، ثم تحرك خارجاً من صحن الحرم العلوي بسرعة. ثم انتبهت أنا من النوم وأجهشت بالبكاء فاستيقظت زوجتي ورأتني أبكي، نظرت إلى الساعة فوجدتُ انه قد بقيت ساعة لأذان الفجر، قلت: لقد ظلمت السيد، اللهم اغفر لي ذلك.
لقد آمنت بمقام هذا السيد، ولكنني لازلت في أذى مما سلف مني، ثم كان أول عملٍ قمت به هو ما رأيته أنت ولم يره سواك، حرصت على أن لا يراني أحدٌ، كان عليّ أن أقبل عتبة داره ولا أدري كيف خرجت أنت ورأيتني!
قلت: ينبغي نشر هذه الفضيلة ويجب عليّ أنا أن أنشرها، قال: هذه هي قصتي، وما أرجوه منك ـ والله يشهد عليّ ـ أن تطلب من الإمام ـ إذا استطعت ـ أن يعفو عني، أجبته: أستطيع القيام بما طلبت الآن! ولما خرجنا من المسجد أخبرت الإمام بقصة الرجل وقلت: إن الشيخ يطلب من سماحتكم العفو، فقال: لقد عفوت عنه، عفوت عن كل ما سلف.
ثم دخل الإمام المنزل، ولحقني الشيخ وهو يركض ويبكي وسألني عما جرى، فأخبرته بما قال الإمام، وعندها هوى ساجداً شكراً لله، ثم أخذ يتردد علينا في الليل والنهار وأخذ الإمام يوليه رعاية خاصة أيضاً، وفاز بخير الدنيا وخير الآخرة.
إن أعظم كرامة حدثت للإمام الخميني (قده) هي تلك الدولة الإسلامية التي حققت حلم الأنبياء والمرسلين التي بسببها بزغ من جديد نور الإسلام الأصيل على أرجاء المعمورة ... إن حياة الإمام كلها كرامة ... وهي قبس من شعلة تلك الملاحم التي سطرها آباءه الكرام وسار عليها أسلافه العظام ... وفي هذه الأسطر القليلة أرغب أن انقل اللقاء التالي العجيب الذي تم قبل بداية النهضة المباركة بسنين عديدة بين الإمام الخميني وآية الله السيد علي القاضي (قدس سرهما) من كتاب (قبسات من سيرة الإمام الخميني) مما له من دلالة عظيمة وبشرى للمؤمنين والمستضعفين المظلومين ... وان الحديث عن هذا العظيم لا يمكن أن يسبر غوره ... ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله ...
يقول آية الله السيد أحمد النجفي:
كان المرحوم آية الله الشيخ عباس القوجاني – وهو والد زوجتي – كان يعرف مسبقاً – وهو في النجف – ببعض القضايا التي وقعت للإمام وقد أخبرني بها قبل وقوعها، وقد سألته يومها: من أين عرفتم بهذه الأمور؟ فروى لي الحادثة التالية، قال: كنا ملازمين للمرحوم آية الله الحاج السيد علي القاضي – وهو الأستاذ الأخلاقي لمجموعة من الأعاظم مثل الشيخ بهجت، المرحوم القوجاني والمرحوم السيد الميلاني وغيرهم – كنا نذهب إليه كل يوم ونستفيد من محضره، وقد جاء يوماً اثنان من تلامذته الملازمين لحضور درسه وقالوا له: إن سماحة السيد الحاج آغا روح الله الخميني (وكان الإمام يومها يعرف بهذا اللقب) قد جاء إلى النجف وهو يرغب في زيارتكم.
فرحنا كثيراً عندما سمعنا هذا الخبر، لان هذا اللقاء سيكون سبباً لتعريف أستاذنا (القاضي) لحوزة قم كما إننا كنا من تلاميذ الإمام أيضا وكان من المهم لنا أن نعرف تأييد شخصية مثل المرحوم القاضي له.
حل موعد اللقاء وجاء الإمام، وكنا جالسين في مكتبة السيد القاضي، فلما دخل سلم على السيد القاضي، وكانت سنة السيد القاضي القيام لكل من يدخل عليه، ويدعو بعضهم إلى الجلوس في مكان خاص، لكنه لم يفعل ذلك مع الإمام ولم يدعه للجلوس في مكان بارز، وقد جلس الإمام بكل أدب عند باب الغرفة!
لقد تأذى طلبة الإمام الذين حضروا هذا اللقاء من عدم قيام المرحوم السيد القاضي لهذا الرجل الجليل والعالم الفاضل والصالح القادم من حوزة قم ، وقد دخل أيضاً الطالبان اللذان عرّفا الإمام للسيد القاضي وجلسا في مكانهما المعتاد . مضت أكثر من ساعة من هذا اللقاء في صمتٍ كامل! فلم يتحدث أحد بشيء ، جلس الإمام مطرقاً إلى الأرض طوال هذه المدة وهو ينظر إلى يده ، وهكذا كان حال السيد القاضي جلس مطرقاً إلى الأرض أيضاً!
وبعد مدة رفع المرحوم القاضي رأسه فجأة والتفت إليّ وقال: سماحة الشيخ الحاج عباس! اجلب ذلك الكتاب! كنت أعرف جيداً جميع الكتب الموجودة في مكتبته فقد قدمت له بعضها ما يقارب المائة مرة أو يزيد، وقد تعرفت على الضروري من مطالبها ، بمجرد أن قال: اجلب ذلك الكتاب، تحركت يدي دون اختيار نحو كتاب لم أره من قبل في المكتبة! كما أنني لم أسأل السيد القاضي: أي كتاب تقصدون؟ أو مثلاً أين هو؟ هل هو في الجانب الأيمن من المكتبة أم الجانب الأيسر أم في الطابق العلوي؟! لقد تحركت يدي بغير إرادتي ووقعت على ذلك الكتاب!!
عندما جلبت ذلك الكتاب قال لي السيد القاضي: افتحه ، قلت: أي صفحة منه يا سيدي ؟ قال: أي صفحة كانت!! فتحت الكتاب دون تعيين فوجدته مكتوباً باللغة الفارسية فزاد تعجبي، لقد لازمت المرحوم القاضي عدة سنين لكنني لم أر هذا الكتاب ولم أر حتى جلده ولا مرة واحدة!!
عندما فتحت الكتاب وقع نظري على عنوان (حكاية) مكتوب في أول الصفحة ، قلت: مكتوب في الصفحة عنوان (حكاية) يا سيدي ، فقال : لا بأس، اقرأ!
كان مضمون الحكاية هو: كانت توجد مملكة يحكمها سلطان وقد جرها إلى الدمار الديني بسبب ما كان يفعله فيها هو وعائلته من فسق وفجور ومعاص ، فشاع الفساد في جميع أرجائها. فانتفض ضده عالم جليل ورجل روحاني الهي ، نصحه في البداية بكل وسيلة ممكنة فلم ينفعه النصح ولذلك اضطر إلى أن يصعّد من إجراءاته ضده الأمر الذي أثار السلطان فاعتقل ذلك العالم الديني وسجنه ثم نفاه إلى احد الممالك المجاورة بقي فيها مدة ثم نفاه إلى مملكة أخرى فيها عتبات مقدسة ، وقد عاش فيها إلى أن شاءت إرادة الله أن يعيده إلى مملكته الأولى وأن يهرب منها ذلك السلطان ويموت خارجها ، وأن يحكمها ذلك العالم الجليل وأن تتحول- تدريجيا - إلى مدينة فاضلة وأن لا يتطرق إليها الفساد إلى ظهور حضرة بقية الله المهدي – عجل الله فرجه - .
إلى هنا انتهت الحكاية فقلت للسيد القاضي: لقد انتهت الحكاية يا سيدي ، وتوجد بعدها حكاية أخرى ، فقال : يكفي ما قرأته ، أغلق الكتاب وأرجعه إلى مكانه .ففعلت .وكنا لازلنا جميعاً في أذى من عدم قيام السيد القاضي للإمام ، وقد ازداد تعجبنا من سلوكه اللاحق وقلنا في أنفسنا : لماذا يأمر بقراءة حكاية في حضور سماحة السيد الحاج آغا روح الله بدلاً من أن يحدثه بمطلب عرفاني أو فلسفي أو علمي يحمله معه كهدية لحوزة قم! والنقطة المهمة للغاية حادثة اجتماع السيد القاضي بالإمام ، هي إن الشخصين المذكورين اللذين رافقتهما (رافقهما) الإمام إلى الزيارة ، كانا قد انزعجا كثيراً من طريقة السيد القاضي مع الإمام ، ولذلك فقد سألا الإمام بعد أن خرجوا : كيف وجدت السيد القاضي؟ أجاب الإمام على هذا السؤال – بأن قال ثلاث مرات : لقد وجدته عظيماً جداً ، أعظم مما كنت أتصور!
هذا الجواب يكشف حقيقة أن الأمام قد تخلص من أي أثر لهوى النفس في وجوده ، لأن رد الفعل الطبيعي تجاه هذه الطريقة في التعامل من كل من كانت له ما كانت للإمام من مكانة علمية في حوزة قم ، هو أن يهز يده أو رأسه- على الأقل – كإشارة يرد بها أن يقول : لايهمني مثل هذا التعامل! أما الإمام فلم تترك عليه حركات السيد القاضي ( وهي بلا شك حركات محسوبة ولعل هدف السيد القاضي منها هو امتحان ومعرفة القوة الروحية والمعنوية للإمام ) ، لم تترك عليه أي أثر يجعل النفس تدفعه إلى اتخاذ رد فعل تجاهها، ولا يخفى أن السيطرة على النفس في مثل هذه الحالة يحتاج إلى قوة معنوية عالية للغاية .
إن الإمام بعدم الرد بالمثل على الطريقة الظاهرية للسيد القاضي في التعامل معه ، بل وعمد إلى التصريح بعظمة مقامه وقد شعرنا – من خلال ملاحظة جميع تقاسيم وجهه وحالة عينه – أنه ما قاله بشأن السيد القاضي صادر عن قناعة قلبية وعن صدق كامل ، على النقيض مما هو حالنا فكل وجودنا قائم على المجاملات الواهية والمتكلفة ، في حين قتل الإمام في نفسه كل هذه الحالات النفسية المرضية .
لقد وقعت هذه الحادثة وهذا الاجتماع قبل قضية حادثة (15) خرداد وما بعدها. لقد عاد الإمام إلى إيران وقم ، وكان يذكر السيد القاضي بالكثير من التجليل والاحترام في جواب كل من يسأله عنه من فضلاء الحوزة وطلبتها ، وكان يقول عنه: ( يوجد في النجف أشخاص يجب الانتفاع من بركات وجودهم كثيراً ).
ثم إن المرحوم الشيخ القوجاني كان يقول بشأن وقوع كل حادثة من الحوادث التي كانت تقع في مسيرة الثورة: هذه الحادثة كانت مذكورة في تلك الحكاية! ثم كان يكرر القول: إن السيد الحاج آغا روح الله سيرجع إلى إيران حتماً ويمسك بزمام أمورها وستتحقق بقية الأشياء حتماً ولا ريب في ذلك!
ولذلك كان الشيخ القوجاني من أوائل الذين جاؤوا إلى إيران- بعد عودة الإمام وانتصار الثورة- وبايع الإمام (قبسات من سيرة الإمام الخميني، الحالات العبادية والمعنوية، إعداد: غلام علي الرجائي، الدار الإسلامية، الطبعة الأولى 1423-2002، ص 160).
[/align][SIZE="5"]
[SIZE="5"][/SIZE][/SIZE]