بسم الله الرحمن الرحيماللهم صلِ على محمد و آلِ محمدأدلة السجود على التربة السؤال: ما الأدلّة التي تقول بوجوب السجود على التربة ؟ في السنّة النبوية الشريفة ، وذلك من كتب الشيعة والسنّة ؟الجواب: إنّ الشيعة لا يوجبون السجود على التربة فحسب ، بل يوجبون السجود على الأرض ـ التي منها التربة ـ أو ما أنبتته الأرض ، إلاّ ما أُكل أو لبس ، فلا يجوز السجود عليه ، ويستدلّون على ذلك بـ :1ـ قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً » (1) ، ومن المعلوم ، أنّ لهذا الحديث ألفاظاً مختلفة ، ولكنّ المعنى والمضمون واحد .كما لا يخفى أنّ المقصود من كلمة
« مسجداً » يعني : مكان السجود ، والسجود هو وضع الجبهة على الأرض تعظيماً لله تعالى ، ومن كلمة
« الأرض » يعني : التراب والرمل والحجر و … ، وممّا لاشكّ فيه ، أنّ التربة جزء من أجزاء الأرض ، فيصحّ السجود عليها . 2ـ قال خالد الحذاء : رأي النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يسجد كأنّه يتّقي التراب ، فقال له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) :
« ترّب وجهك يا صهيب » (2) .وصيغة الأمر
« ترّب » هنا تدلّ على استحباب السجود على التربة دون غيرها من أجزاء الأرض . 3ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأبي ذر :
« حيثما أدركت الصلاة فصلّ ، والأرض لك مسجد » (3) . 4ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« إذا سجدت فمكّن جبهتك وانفك من الأرض » (4) . 5ـ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت أصلّي مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الظهر ، فآخذ قبضة من حصى في كفّي لتبرد حتّى اسجد عليها من شدّة الحرّ (5) . فنقول : لو كان السجود على الثياب جائزاً ، لكان أسهل من التبريد جدّاً ، وهذا الحديث ظاهر على عدم جواز السجود على غير الأرض . 6ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
« لا تسجد إلاّ على الأرض ، أو ما انبتت الأرض ، إلاّ القطن والكتّان » (6) . 7ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
« السجود على الأرض فريضة ، وعلى الخمرة سنّة » (7) . وظاهره : أنّ السجود على الأرض فرض من الله عزّ وجلّ ، والسجود على الخمرة ـ التي هي من النباتات ، حصيرة مصنوعة من سعف النخل ـ ممّا سنّه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . 8ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
« السجود لا يجوز إلاّ على الأرض ، أو ما انبتت الأرض ، إلاّ ما أُكل أو لبس » ( . والنتيجة : أنّ جميع الأحاديث تدلّ على وجوب السجود على الأرض ، أو ما انبتت من دون عذر ، وممّا لاشكّ فيه أنّ التربة هي جزء من الأرض ، فيصحّ السجود عليها ، بل تستحبّ إذا كانت من أرض كربلاء ، لوجود روايات كثيرة في هذا المجال عن أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) .فِي حفظ محمدٍ وَ آلِه ..