لماذا الترويج الغربي لمسألة تسلح المقاومة؟ بقلم غاصب المختار
بين ما روّجته صحيفة التايمز البريطانية عن وجود 40 ألف صاروخ لدى «حزب الله» في لبنان، وتبني الدبلوماسية الأميركية والبريطانية مؤخراً لهذا للترويج، معطوفاً على التهديدات الإسرائيلية المتزايدة للبنان الدولة والشعب والمقاومة والجيش، والمبنية على مثل هذا الترويج، ثمة الكثير مما يجمع،خاصة أن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول سير تنفيذ القرار 1701، ألمح ولو بصورة خجولة، إلى ما يشبه المنطق الأميركي والإسرائيلي والبريطاني في التعامل مع صواريخ المقاومة وسلاحها. عدا ما تبثه المواقع الالكترونية العربية والغربية عن هذا الموضوع يومياً، ما يدل على أن ثمة ما يشبه غرفة العمليات التي تنظم مثل هذه الحملة السياسية والإعلامية المستجدة على «حزب الله» وسلاحه.
تجلت الصورة الفاقعة للترويج الغربي، في موقف وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ايفان لويس، ومن بيت الدبلوماسية اللبنانية، عبر ما يسميه «انتهاك حزب الله للقرار 1701 عبر التسلح وبدرجة كبيرة»، وهو بهذا يحاول تمرير فكرة تسلح «حزب الله» وزرعها في باطن الفكر العربي والغربي وما يسمى المجتمع الدولي، وجعله حقيقة قائمة تُبنى عليها سياسات... وربما حروب. لمنع لبنان من استعادة حقوقه بالمقاومة، إن لم يستطع نيلها بالسياسة والدبلوماسية، كما يريد بعض الأطراف اللبنانيين. يتمسك المسؤولون الغربيون بنصوص القرار 1701 لتبرير منع «حزب الله» من زيادة قوته وفعاليته لمواجهة القوة والعدوانية الإسرائيلية، بينما يقر «حزب الله» بأنه زاد قوته واستعداده لمواجهة أي عدوان، لأنه يرى في ذلك مصلحة لبنانية وطنية، خاصة بعد نجاح تجربة المقاومة وفشل سياسة الدبلوماسية المعتمدة مع المجتمع الدولي من قبله. إلا أن المنطق الغربي يحاول التخويف بأن سلاح المقاومة في لبنان هو مصدر التوتر، وهو سيكون المسبب لأي حرب مقبلة بين لبنان والكيان الإسرائيلي، وهو بالتالي الذي يجب أن يتحمل مسؤولية القتلى والجرحى والدمار، وما إلى ذلك من «عدة الشغل» لتخويف الناس وزرع الشقاق بين المقاومة وجمهورها ودولتها. وبحسب الكاتب فإن «حزب الله» يتعامل في هذه المرحلة على الأقل، مع التهديدات الإسرائيلية الأخيرة على أنها «تصب في خانة الحرب النفسية لتوجيه رسائل تطمينية إلى الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال، والتأثير على مسار تشكيل الحكومة في لبنان».
السفير