تحذير من مخاطر الفتنة والصّمت العربيّ

تحذير من مخاطر الفتنة والصّمت
العربيّ

المعاناة الفلسطينيّة والصّمت
العربيّ
يُطلّ شهر رمضان هذا العام، والأمّة لا تزال تعاني في كثيرٍ
من أوضاعها ومواقعها..
ففي فلسطين المحتلَّة، تزحف آلة الدَّمار الصّهيونيَّة إلى
مقابر المقدسيّين في القدس المحتلَّة، بعدما أجهزت على بيوت العرب والفلسطينيّين في
كلّ الأحياء، لتحاول أن تكتب التّاريخ على طريقة الوحوش الّذين يخافون حتّى من
المقابر، ولتسعى إلى الإجهاز على آخر المعالم العربيّة والإسلاميّة والمسيحيّة
هناك، قبل أن تزحف ـ من خلال المستوطنين ـ إلى المسجد الأقصى الّذي قد يرى الكثيرون
أنّه لم يعد عبئاً على كاهل العدوّ فقط، بل على كاهل معظم الأنظمة العربيّة
والإسلاميّة الّتي ترى فيه حاجزاً يمنعها من التّسليم النّهائي
للعدو.
إنّنا نحذّر
العرب والمسلمين من الاستمرار في سياسة الصّمت أمام كلّ هذه المآسي وكلّ هذا
العدوان الّذي يلحق بالفلسطينيّين ويتتبّع آثارهم حتى في رفات الأموات؛ لأنّ فصول
المأساة لن تنتهي هناك، بل سيزحف العدوّ الطّامع والطّامح إلى كلّ زوايا القوّة
والمنعة في الأمّة، ليعمل على تهديدها وتهديمها، لتدخل في مرحلةٍ أخرى من مراحل
السّقوط والذلّ والهوان.

المعايير المزدوجة للأمم
المتّحدة
ونحن عندما نتطلّع إلى هذه المحاكمة الصُّوَرية والشّكليّة
لقادة العدوّ أمام لجنة التّحقيق الأممية في مسألة الاعتداء على "أسطول الحريّة"،
والّتي تحدّث الإعلام عن وجود اتّفاق مسبق على ألا تستجوب هذه اللّجنة ضبّاطاً
صهاينةً أو عسكريّين من جيش العدوّ سبق واعتدوا على أسطول الحريّة المدني، نعرف
مجدّداً أنّ هذا العالم يكيل بمكيالين، وأنّ معايير العدالة ليست واحدةً في الأمم
المتّحدة، وأنّ المحاكم الدّوليّة إنما وُضعت في الأساس للضّغط على العرب
والمسلمين، ولا يمكن أن تحاسب العدوّ، وحتى عندما تصل إلى النّقطة التي تُكشف فيها
الحقائق، وتظهر فيها وحشيّة العدوّ على حقيقتها، فإنّ الإدانة الدّوليّة تبقى من
الممنوعات في مسألة التّعاطي مع كيان العدوّ، ليأخذ هذا الكيان حرّيّته لاحقاً في
إشعال الحروب، وتهديد سلام المنطقة واستقرارها، في الوقت الّذي تتحدّث الدول الكبرى
عن أنّ إيران هي التي تمثّل التهديد الفعلي لهذا الاستقرار، ولذلك تتوسّع حلقة
الحصار الدّولية المضروبة عليها، في نطاق فضيحةٍ دوليّةٍ جديدة، تنكشف فيها سياسة
المعايير المزدوجة، وتسقط فيها الأمم المتّحدة ومجلس الأمن في فخّ التّواطؤ مع
المعتدين، وتأمين أوسع طرق الحماية لهم..
ونحن عندما نتطلّع إلى ما يجري في أفغانستان من مجازر تطال
المدنيّين الأبرياء في كلّ هذا العدوان الأمريكيّ والأطلسيّ على بيوتهم، أو على
القوافل المدنيّة في هذه المنطقة أو تلك، تارةً تحت عنوان الخطأ في التّقدير، وأخرى
بحجّة تواجد المسلّحين بينهم، نعرف أنّه يُراد للأمم المتّحدة أن تصادق على الكذبة
الأمريكيّة والأطلسيّة، فينطلق أحد مسؤوليها ليعلن أنّ النّسبة الأكبر من المدنيّين
سقطت بفعل عمليّات "طالبان"، ويتناسى أنّ الاحتلال هو السّبب في كلّ هذه المآسي
والمجازر الّتي لا تنتهي فصولاً في أفغانستان والعراق..
إنّنا نربأ بالمنظّمة الدّوليّة الّتي أنشئت
لحفظ الأمن والسّلام العالميّين، أن تتحوّل إلى ملاذٍ للمجرمين الدّوليّين، وأن
يُصار إلى الانتقام من الشّعوب باسمها وتحت رايتها، سواء في كلّ هذا الهجوم المركّز
على شعوبنا، وعمليّات السّطو المنظَّم على ثرواتها، أو في المحاكم الدّوليّة الّتي
يُراد لها أن تتحوَّل إلى سيفٍ مسلّطٍ على طلاب الحرّيّة وحركات المقاومة والممانعة
في المنطقة.

لبنان: تحذير من مخاطر
الفتنة
إنَّنا أمام هذه الوقائع الّتي يُراد لها أن تمتدَّ في
المنطقة لتصل إلى لبنان، ندعو اللّبنانيّين إلى تحسّس مكامن الخطر من دعاة الفتنة
الّذين يأتون كمبعوثين وممثّلين للمحاور الدّوليّة، كما نبارك للجيش اللّبنانيّ
وسامه الجديد المتمثّل بسعي الإدارة الأمريكيّة لتجميد بعض المساعدات الّتي كانت
ستقدّمها له، على خلفيّة مواجهته للعدوّ في العديسة، ما يؤكّد عمق السّياسة
الاستكباريّة التي تريد للجيش اللّبنانيّ أن يكون حرساً للحدود مع العدوّ
الصّهيونيّ ضدّ أهله وشعبه ومقاومته، ما ينبغي أن يزيد في تصلّب اللّبنانيّين تجاه
عدم المساس بعقيدة هذا الجيش وأهدافه من قبل أيٍّ كان.
وإنّنا نريد للشّهر الفضيل، أن يكون رسالة
وحدةٍ في الرّبوع اللّبنانيّة، تماماً كما هو رسالة محبّة على مستوى البشريّة
كلّها، ونريد للجميع أن يستفيد من معانيه الكبرى في تحقيق الوئام والسّلام والعدل،
بعيداً عن الظّلم الّذي صنعه المستكبرون
والمحتلّون.

خطبتي الجمعة
[size=16][size=9][size=9](الجمعة 03 رمضان 1431
هـ / 13 آب - أغسطس
2010م)[/size][/size][/size]
انقر لقرأءة الخطبة ....التفاصيل
*ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله
تحذير من مخاطر الفتنة والصّمت العربيّ Sayyed_Ali

تحذير من مخاطر الفتنة والصّمت العربيّ Sayyed_Ali

نجل الشهيد العلامة المرجع السيد محمدحسين فضل
الله(قدسره)
خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر
مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، الضاحية الجنوبية لبيروت بحضور عددٍ من
الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين.

» الوحشيّة الصّهيونيّة والصّمت العالميّ
» الصّمت العربيّ المعيب
» التّهديدات الصّهيونيّة والسّقوط العربيّ
» التّهديدات الصّهيونيّة والسّقوط العربيّ
» التَّناقض العربيّ في تحديد عدوّ المنطقة