رأت صحيفة "القدس العربي" أن "الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان محللاً استراتيجياً عسكرياً بارعاً ومقنعاً في عرضه للوقائع التي تثبت من وجهة نظره تورط اسرائيل في عملية إغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري".
ولفتت الى أن "الرجل قدم الادلة والقرائن التي تبين بالصورة الحية عمليات الرصد الاسرائيلية للمناطق والطرق التي كان يستخدمها الحريري اثناء تنقله في لبنان، مثلما قدم تقريرا مفصلا عن حركة الطيران الحربي الاسرائيلي المكثف يوم تنفيذ الاغتيال، وخصوصا تواجد طائرة تجسس اسرائيلية من طراز "اواكس" قرب سواحل بيروت".
وإعتبرت الصحيفة أن "النقطة الاهم التي توقف عندها السيد نصر الله هي تلك المتعلقة بملفات العملاء اللبنانيين المجندين من قبل اسرائيل لتنفيذ عمليات رصد وتسهيل لدخول فرق كوماندوز اسرائيلية الى لبنان في اكثر من مناسبة، وتواجد احدهم وهو غسان الجد في مكان تنفيذ عملية الاغتيال واختفاؤه بعد ذلك".
ولفتت الى انه "البعض ربما يجادل بان ما قدمه السيد نصر الله هو اجتهاد او وجهة نظر حزبه الذي يستعد لمواجهة قرار ظني من المحكمة الدولية باتهام عناصر من حزبه بالتورط في عملية الاغتيال، وهذا الجدل صحيح، ولكن لا بد من الاخذ في عين الاعتبار ان جميع القرائن والمعطيات التي قدمها في المؤتمر الصحافي بالامس لم تطلع، او تحاول الاطلاع عليه، المحكمة ومحققوها طوال فترة تحقيقاتها".
وذكرت الصحيفة أن المحكمة إتهمت سوريا بناء على شهادة زهير الصديق، وإستدعت مجموعة من كبار قادتها الامنيين للتحقيق، كما اعتقلت واحتجزت الضباط اللبنانيين الاربعة لتعود وتفرج عنهم اعترافا بتزوير الشهادة، وكذب من ادلى بها".
وتساءلت الصحيفة عن اسباب تحويل الاتهام فورا الى "حزب الله" بعد تبرئة سوريا مباشرة، ولم يتم مطلقا توجيه اي اتهام الى اسرائيل ولو من قبيل المهنية والموضوعية واثبات مصداقية المحكمة"؟
وأكدت "القدس العربي" أن السيد نصر الله كشف عن عمليات الاستطلاع والرصد للطائرات الاسرائيلية، مثلما كشف عن الدوافع التي تدفع اسرائيل للاقدام على هذه الجريمة وابرزها اختلاق الذرائع لضرب "حزب الله" وخلق فتنة مذهبية في لبنان، خصوصا بعد محاولتها ترتيب عملية اغتيال لرئيس المجلس النيابي نبيه بري لتفجير حرب اهلية بين السنة والشيعة.
وشددت الصحيفة على ان المقاومة اللبنانية مستهدفة، مثلما كانت سورية مستهدفة ايضا، والمحكمة مسيسة، واحكامها تصدر لتحقيق اهداف سياسية، فمثلما كان اتهامها الاول لسوريا بهدف تجريمها واخراج قواتها من لبنان واجبارها على وقف تعاونها مع المقاومة العراقية والفلسطينية فإن اتهامها الثاني يأتي في اطار مخطط اسرائيلي ـ اميركي يريد شيطنة "حزب الله" لتوفير الذرائع لضربه اسرائيليا كمقدمة لشن عدوان على ايران لتدمير برامجها النووية.
الادارة الاميركية تستعد لمؤامرة كبيرة وخطيرة، من خلال استخدامها للمحكمة الدولية في خدمة مخططات اسرائيلية، وربما تؤدي الى توريطها في حرب في المنطقة لا يمكن التنبؤ بنتائجها تماما مثلما خاضت حروب افغانستان والعراق من اجل مصلحة اسرائيل وليس مصلحة اميركا نفسها.