بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..
قال الشيخ المفيد رحمه الله :-
ممن رواه عن ابن طاووس وردت الى سرّ من رأى فوجدت الامام الحجة عليه السلام في الغيبة ناشرا كفيه الى السماء ويقول :-
(( اللهم ان شيعتنا منا و قد تجرؤا على معاصيك وخالفوا طاعتك اتكالا على حبنا. اللهم ان كانت الذنوب فيما بينك و بينهم فاعفوا عنهم و اغفر لهم و ان كانت فيما بينهم فاصلح فيما بينهم و قاص بها عن خمسنا فانا راضون عنهم ولاتفضحهم بين أعدائنا و صلى الله على محمد واله الطاهرين )) ...
يا شيعة يا موالين ..
أغلبنا قرأ هذا الدعاء ويعرفه ..
لكن هل استوقفتكم كلماته وفكرتم بمعانيه ...
هل فكرتم برحمة ..ورأفة.. وحب الامام صاحب العصر لنا (اللهم عجل فرجه)..! ؟
كم هو إمام رؤوف حنون .. ويخاف علينا ليس فقط من العذاب الجسدي ولكن ايضا من العذاب النفسي ..و الفضيحة أمام الاعداء ..!
بماذا نقابل نحن هذا الحب ...؟
بالمعاصي؟ .... بالذنوب ؟...... بالحقد والكراهية لبعضنا البعض ( كشيعة ) ...!
الامام يقول في دعائه ..
إن كانت الذنوب فيما بينهم ( بين الشيعة ) فاصلح فيما بينهم ...
الامام روحي له الفداء يدعو لنا بالصلاح فيما بيننا ,, فهل نحن كذلك ؟
كل يوم ندعو بتعجيل فرجه الشريف ولكن هل نحن مستعدون لذلك ؟
مع الاسف لا ...
الحقد .. الكراهية .. الغدر .. الانتقام .. المكيال بمكيالين لمن يخطئ علينا .. لاتسامح .. لاعفوعند المقدرة ..سوء ظن ..ولو اردنا ان نوصف أحوالنا لملأنا صفحات ودفاتر ..!
أرجو أن لا أُتهم بالمبالغة .. ولكن نظرة سطحية لواقعنا وأحوالنا تكفي أن تبرر ماوصفنا به أحوال الشيعة اليوم ...
مع كل مانقوم به من معاصي ...!
الامام الحجة يقول ؛-
إنا راضون عنهم ...
واااخجلتاه من مولانا هو يرضى ويصفح عنا وعن معاصينا وسواد قلوبنا ...
ونحن نصر على ارتكاب الذنوب والمعاصي بلا خوف ولاخجل ..
أحبتي الموالين ..
فلنقف ..ونفكر ..ونراجع أنفسنا .. ونحاسبها..
ماذا قدّمنا وماذا سنقدم ..وكيف نصبح شيعة موالين لاهل البيت بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ..
حتى لو وجدنا أنفسنا في نهاية المطاف بلا صاحب ولاصديق ..
فطريق الخير والصلاح موحش وسالكوه قليلون ..
ولاننسى قول أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه :-
(( لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه )) ..
وحديثنا ليس مطلق .. فهناك المؤمنون قولا وفعلا ( قلبا وقالبا ) ...
فيخاطبهم الباري عز وجل بقوله :-
عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدّقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وإمائي حقاً منكم أتقبّل وعنكم أعفو ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي) .
" السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد."
لا تنسونا من الدعاء