الشاعر: عيسى بن إدريس سك/قطر - من مجلة بقية الله العدد 215
يا أُمَّةً فِي سُبَاتِ الضَّعْفِ وَالْوَهَنِ
وَاسْتَسْلَمَتْ لِذَوِي الْعُدْوَانِ أَنْ هَجَرَتْ
اسْتَيْقِظِي إِنَّ شَمْسَ النَّصْرِ قَدْ بَزَغَتْ
اسْتَيْقِظِي إِنَّ حِزْبَ اللهِ قَدْ غَلَبُوا
قَدْ زَلْزَلُوا الأَرْضَ حَتَّى فَرَّ مِنْ فَزَعٍ
هُمُ الرِّجَالُ هُمُ الأَبْطَالُ كُلُّهُمُ
بَاعُوا النُّفُوسَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَلاَ
هُمْ فِتْيَةٌ يَفْعَلُونَ الْيَوْمَ مَا عَجَزَتْ
كُلٌّ يَقُولُ: أَنَّا لِلْمَوْتِ قَبْلَكُمُ
قُولُوا لأُمِّي نِدَاءُ الدِّينِ لِي شَرَفٌ
جَنَّاتِ خُلْدٍ وَرِضْوَاناً وَلَيْسَ يُرَى
إِنَّا نُحَيِّيكَ شَيْخَ الْحِزْبِ قَائَدَهُمْ
فَمَا عَسَى أَنْ يَقُولَ الْمَرْءُ فِي رَجُلٍ
قَدْ قِيلَ نَجْلُكَ قَدْ لاَقَى مَنِيَّتَهُ
فَقُلْتَ لاَ حُزْنَ هَذَا خَيْرُ عَاقِبَةٍ
إِنَّ الشَّهِيدَ مِنَ الأَمْوَاتِ عِندَكُمُ
طَارَتْ بِهِ الرُّوحُ عِنْدَ الْمَوْتِ مَنْزِلُهُ
أَقَمْتَ بِالْفِعْلِ لاَ بِالْقَوْلِ مُحْتَسِباً
إِذَا ذُكِرْتَ لَدَى الأَعْدَاءِ خَامَرَهُمْ
قَاتَلْتَهُمْ بِكِتَابِ اللهِ فَانْهَزَمُوا
رَمْزُ الْفِدَاءِ وَرَمْزٌ لِلْجِهَادِ وَقَدْ
وَإِنْ أُصِبْتُ بِعِيٍّ أَوْ نَبَا قَلَمِي
يَا مَنْ تُفَاوضُ إِنَّ الأَمْرَ مَهْزَلَةٌ
اسْتَيْقِظِي أُمَّةَ الإِسْلاَمِ وَانْتَفِضِي
تَشَرْذَمَ الْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ وَاتَّقَدَتْ
رَامُوا الْهِدَايَةَ مِنْ غَيْرِ الْكِتَابِ وَقَدْ
قَالَ الْعَدُوُّ وَهُمْ فِي حَالِ غَفْلَتِهِمْ:
هَانَتْ عَلَيْهَا أُمُورُ الدِّينِ وَالْوَطَنِ
مَا جَاءَهَا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَالسُّنَنِ
جَنُوبَ لُبْنَانَ تَطْوِي لَيْلَةَ الْمِحَنِ
وَطَهَّرُوا الأَرْضَ مِنْ رِجْسٍ وَمِنْ دَرَنِ
جَيْشُ الْعَدُوِّ وَلَمْ يَهْتَمَّ بِالْمُؤَنِ
قَدْ عَاهَدَ اللهَ لَمْ يَنْكُثْ وَلَمْ يَخُنِ
تُلْفِي لَهُمْ حَاجَةً فِي الرُّوحِ وَالْبَدَنِ
عَنْهُ الْجُيُوشُ فَهَذَا المَوْجُ يُغْرِقُنِي
يَا إِخْوَتِي فَدَعُوا الصَّارُوخَ يَنْسِفُنِي
فَقُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَبِّي لِيُدْخِلَنِي
شَيْءٌ يُضَاهِيهِ حَتَّى مُلْكُ ذِي يَزَنِ
يُرَدِّدُ الدَّهْرُ مَا قَدْ قُلْتُ بِاللَّسَنِ(1)
مُجَاهِدٍ فِي سَبِيلِ الدِّينِ وَالْوَطَنِ
أَعِدَّ نَعْشاً غَداً فِي مَأْتَمٍ حَزِنِ
نِعْمَ الْمَصِيرُ وَنِعْمَ الْقَوْلُ يُفْرِحُنِي
وَعِنْدَ ذِي الْعَرْشِ حَيٌّ غَيْرُ مُنْدَفِنِ
دَارُ الْمُقَامَةِ هَذَا أَطْيَبُ السَّكَنِ
رُكْناً مِنَ الدِّينِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ
طَيْفٌ مِنَ الرُّعْبِ وَالإِذَلاَلِ وَالْحَزَنِ
بِالْوَاحِدِ الْخَالِقِ الإِنْسَانَ مِنْ لَبِنِ
خَبَتْ لَهُ النَّارُ فِي الآفَاقِ مِنْ زَمَنِ
يَكْفِيكَ أَنَّكَ "نَصْرُ اللهِ" لِلْوَطَنِ
مَا لِلْيَهُودِ لِصَوْتِ الْحَقِّ مِنْ أُذُنِ
وَقَاوِمِي الظُّلْمَ إِنَّ الذُّلَّ فِي الْوَهَنِ
نَارُ الشِّقَاقِ فَيَشْقَى الْكُلُّ بِالإِحَنِ
أَنْزَلْتَهُ شَافِياً لِلْمُؤْمِنِ الْفَطِنِ
أَنَا الطَّبِيبُ وَهَذِي وَصْفَةُ الْحُقَنِ
فَكَانَ مَا كَانَ مِنْ ذُلٍّ وَمَسْكَنَةٍ
أَلِّفْ قُلُوبَهُمُ بِالدِّينِ يَجْمَعُهُمْ
أُلْطُفْ بِنَا وَاعْفُ عَنَّا رَافِعاً كَرَماً
وَصَلِّيَنَّ عَلَى الْهَادِي وَقُدْوَتِنَا
وَالآلِ والصَّحْبِ هُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ وَمَنْ
يَا رَبِّ فَاعْفُ وَأَصْلِحْ شَأْنَهُمْ بِـ"كُنِ"
صَفو النَّفُوسَ كَمَا يُرْضِيكَ مِنْ ضَغَنِ(2)
عَنَّا الْبَلاَءَ وَسُوءَ الْحَالِ والْمِحَنِ
يَا مَنْ تَنَزَّهَ عَنْ نَوْمٍ وَعَنْ وَسَنِ
مِنْ بَعْدِهِمْ جَاهَدُوا فِي اللهِ وَالْوَطَنِ
*****
الهوامش:
(1)اللسن بالفتحتين: الفصاحة في الكلام.
(2)الضَّغن بالفتحتين: اعوجاج والتواء.