ذكر مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» في برلين، إلداد بك، أمس أنه زار مدينة بعلبك خلال الأسابيع الماضية، متحدثاً في تقرير نشره أمس عن انتعاش المدينة وأهلها، مقارنة مع ما رآه خلال «زيارة سابقة قبل 14 عاماً»!
وفيما تعذّر الاتصال أمس بوزير الداخلية زياد بارود لسؤاله عن حقيقة الأمر، رأى مسؤول أمني رفيع أن الخبر «فضيحة لنا جميعاً، كأجهزة أمنية، في حال ثبوت صحته». وتساءل مسؤول أمني آخر عن الإجراءات التي كانت المديرية العامة للأمن العام اللبناني قد أعلنت اتخاذها على المعابر الحدودية من أجل منع تسلل إسرائيليين بجوازات سفر أجنبية، عقب اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي، واكتشاف شرطة دبي أن مجموعة الاغتيال استخدمت جوازات سفر أوروبية لدخول الإمارة الخليجية.
وكتب مراسل «يديعوت أحرونوت» أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «بات يدرك أنه لا يكفي تخزين الصواريخ وأنه يجب شق الطرقات وتشجيع السياحة». وتحدث المراسل الإسرائيلي عن أعمال «كبيرة جارية في الشوارع»، ناقلاً عن أحد المواطنين في بعلبك «تأكيده أن هذه الأعمال تأتي على خلفية الانتخابات البلدية».
وادعى بك أن مواطناً لبنانياً آخر قال له إن «نصر الله أدرك أنه ينبغي التقرب من الناس. فهو براغماتي وليس عقائدياً متشدداً، وهو سياسي قلباً وقالباً. وإنه يعرف أنه ينبغي القيام بتسويات، ولذلك هو لا يبرز الجوانب الدينية لحزب الله، بل يتحدث عن الكرامة الوطنية والوحدة الوطنية، ولهذا السبب هناك مؤيّدون له بين الطوائف الأخرى». وقال بك إن المواطن اللبناني رأى أن نصر الله «ليس إنساناً كاملاً، ولديه أخطاء بينها أسر الجنديين الإسرائيليين في عام 2006 الذي أدى إلى الحرب والدمار والخراب». وأضاف إنه «أزيلت مظاهر التحريض الأرعن والعداء للسامية ضد إسرائيل على نحو كامل تقريباً من بعلبك، وهي المظاهر التي كانت جزءاً لا يتجزأ من المدينة عندما زرتها في المرة الأولى». ورغم ذلك، كتب بك أنه لمس من خلال محادثات مع شبان لبنانيين من جميع الطوائف تأييدهم لحزب الله «لأن الوحدة الوطنية الهشة تستند بالأساس إلى عداء بالغ ومطلق لإسرائيل»، لافتاً إلى أن «هؤلاء الشبان المولودين بعد الحرب الأهلية يخترعون أساطير تاريخية مريحة».