اتهم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس دولاً في حلف شمال الأطلسي بدعم زعيم جماعة "جند الله" المتمردة عبد الملك ريغي في الجمهورية الإسلامية، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون الى تأليف لجنة لتقصي الحقائق لاجراء تحقيق في "النيات الحقيقية" للوجود العسكري للحلف في أفغانستان والعراق.
وجاء في رسالة وجهها أحمدي نجاد الى بان أن زعيم "جند الله" عبد الملك ريغي الذي اعتقلته السلطات الايرانية أخيراً هو "زعيم عصابة ارهابية" قتل وجرح العشرات خلال سنوات في ايران. غير أن "المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بقيت صامتة كل هذا الوقت في شأن هذه الجرائم، والأكثر بؤساً هي الإجراءات التي اتخذتها استخبارات حلف شمال الأطلسي والقوى الأمنية في أفغانستان بالإضافة الى مواقف بعض وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية في محاولة دعم هذه الجرائم وغسل الأيادي الملطخة بالدماء لهذا المجرم ومرتزقته"، معتبراً أن "هذا دليل ملموس على تورط أجهزة الإستخبارات والأمن لما لا يقل عن ثلاث دول تدعم عملياته الإرهابية".
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ "اجراءات استناداً الى مسؤولياتك الإنسانية والقانونية" تتضمن "تنديداً صريحاً... بالدعم الذي يقدمه أعضاء في حلف شمال الأطلسي للإرهاب في المنطقة". وأضاف أن "توقيف جهاز المخابرات الايراني هذا الإرهابي الذي كان مدعوماً على نطاق واسع من أعضاء حلف شمال الأطلسي أوضح ما هي المقاربة الصحيحة التي يجب أن تتخذ لمحاربة الإرهاب". وذكر بأنه "عقب هجمات 11 أيلول الإرهابية، وبذريعة الحرب على عدد من الناشطين الإرهابيين، جرت التضحية بأكثر من مليون شخص في منطقتنا وجرى تشريد بضعة ملايين آخرين وتعرضت للإحتلال دولتان من القوات العسكرية لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، ودولة ثالثة باتت عرضة للإعتداءات العسكرية". ورأى أن "القاعدة الحالية لمحاربة الإرهاب، حتى إذا قبلت ادعاءات أنصارها، قد أخفقت بوضوح". وخلص الى أن "أقل ما يتوقعه من الأمين العام للأمم المتحدة هو أن يعين فريقاً لتقصي الحقائق موثوقاً به من دول المنطقة لمباشرة تحقيق شامل في النيات الحقيقية للوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان والعراق... على أن تقدم النتائج الى الجمعية العمومية" للأمم المتحدة.