ظهرت في الأعوام الأخيرة العديد من الدراسات التي تثبت أن للشوكولاتة فوائد صحية ونفسية إذا ما تم تناولها باعتدال.
فبعض أنواع الشوكولاتة تحتوي على مضادات أكسدة تدعى flavonoids والتي اثبت أنها تفيد في تعديل مزاج الانسان وحماية القلب من الأمراض.
وكانت هذه الدراسة التي نشرتها نقابة أطباء القلب الأميركيين بداية الشهر الماضي أشارت إلى بحوث أخرى أظهرت أن المكونات الموجودة في الشوكولاتة تساعد شرايين القلب على العمل بسلاسة وربما تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويقول قائد الدراسة الباحث جيفري بلومبرغ من جامعة تافتس في بوسطن، "تعتبر هذه أول اختبارات اكلينيكية للبحث في تأثير الشوكولاتة السوداء تحديدا على خفض ضغط الدم لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وأهميتها في تعديل المزاج".
ويضيف بلومبرغ "لا تدعو هذه الدراسة لتناول المزيد من الشوكولاتة، ولكنها تبين إن الفلافونيدات الموجودة في الكاكاو لها تأثير ايجابي على الأوعية والحساسية للجلوكوز".
ولكن ليست كل أنواع الشوكولاتة متشابهة وهناك أنواع قد تضر بالجسم اذا تم تناولها بشكل مفرط حسبما أشارت دراسة أجراها معهد كليفلاند الطبي.
وتبين دراسات أخرى أن الشوكولاتة الغامقة هي أكثر الأنواع التي تحتوي على مضادات الأكسدة لذلك فهي مفيدة أكثر من الشوكولاتة الممزوجة بالحليب. وأشار باحثون ان الشوكولاتة السوداء لا ترفع من معنويات من يتناولها فقط وانما تخفض ضغط دمه أيضا.
ولكن ذلك لا ينفي أن تناول شوكولاتة الحليب قد يحسن وظائف المخ، إذ يشير الباحث بريان رادنبوش من جامعة ويلنغ غيسوت في غرب فرجينيا إن الشوكولاتة تحتوي على العديد من المواد التي تعمل كمحفزات مثل الثيوبرومين والفينيثيلامين والكافيين التي تزيد النشاط والانتباه.
ويقول "ما وجدناه هو أنه بتناول الشوكولاتة يمكن الحصول على المؤثرات المحفزة التي تؤدي بدورها لزيادة الأداء العقلي"، وأشار إلى أن نتائج الدراسة الحالية تؤيد أن المواد المغذية التي تنتج باستهلاك الشوكولاتة تعزز الأداء الإدراكي.
ولدراسة آثار أنواع الشوكولاتة المختلفة على القدرات العقلية أجرى رادنبوش وزملاؤه تجربة على استهلاك مجموعة من المتطوعين في أربع مناسبات مختلفة لحوالي 85 غراما من شوكولاتة الحليب و85 غراما من الشوكولاتة السوداء و85 غراما من الخروب، ولا شيء (حالة المراقبة).
وبعد فترة هضم 15 دقيقة أكمل المشاركون مجموعة من الاختبارات التي أجريت عليهم باستخدام قاعدة بيانات خاصة بعلم دراسة الأعصاب مسجلة على جهاز حاسوب ومصممة لتقييم الأداء الإدراكي بما فيها الذاكرة ومدى الانتباه وفترة رد الفعل وحل المشكلات.
وكشفت الاختبارات أن النقاط المركبة للذاكرة اللفظية والبصرية كانت أعلى بشكل ملموس بالنسبة لشوكولاتة الحليب عن الحالات الأخرى. كما ارتبط استهلاك شوكولاتة الحليب والشوكولاتة السوداء بتحسين السيطرة على الانفعالات وفترة رد الفعل.
وأظهرت دراسات سابقة أن بعض المواد المغذية في الطعام تساعد في إفراز الجلوكوز وزيادة تدفق الدم الذي قد يزيد الإدراك.
ولكن في ذات الوقت تحتوي الشوكولاته على الدهون بشقيها المفيد والصحي (غير المهدرج) والضار (المهدرج) لذلك وجب الحرص على تناول كميات قليلة جدا منه.
كما يجب الابتعاد قدر الإمكان عن الشوكولاته المعالجة مثل الشوكولاته المحشية بالكراميل أو الفستق أو النوجا وغيرها لأنها تكون تحتوي على كميات كبيرة من الدهون وكميات أقل من مضادات الأكسدة.
ولا تقتصر فائدة الشوكولاتة على النواحي الصحية اذ يقول المعالج النفسي ومؤلف كتاب (المعالجة بالشوكولاتة: تجرأ على استكشاف نفسك) النيوزلندي ميوري لانجام ان اختيار المرء لنوع معين من الشوكولاتة قد يكشف الكثير عن خفايا شخصية الإنسان ومزاجه.
ويقول: محبو الشوكولاتة بالحليب على سبيل المثال هم في العادة يحملون صفة البراءة ويحبون العيش في الماضي، أما محبو الشوكولاتة الغامقة فهم في الغالب ماديون ويميلون الى حل مشكلات الاخرين ومتفائلون في المستقبل. أما محبو الشوكولاتة البيضاء فهم يميلون الى العدالة ويعتقدون أن لديهم قوة كونية يستطيعون من خلالها احداث التغيير في العالم من حولهم.
ويقول لانجام لصحيفة(اكسبرس) اليومية البريطانية أنه ألف هذا الكتاب بعد أن دون ملاحظاته الشخصية أثناء معالجته لمرضاه "بدأت أسأل المرضى عن نوع الشوكولاتة المفضلة لديهم واكتشفت أن الشخصيات التي تختار على سبيل المثال الشوكولاتة البيضاء تتشابه في بعض الصفات".
ويقول صاحب الكتاب الذي حقق مبيعات ضخمة إن اختيار الناس لحشوات الشوكولاتة وأشكالها وطريقة لفها بالورق أيضا تكشف جوانب من شخصية المرء.
ويوضح "من يحب الشكل البيضاوي على سبيل المثال يكون في الغالب اجتماعيا وحساسا. ومن يفضل حشوة القهوة هم يملكون عقلا متفتحا ولا يملكون الصبر ولا يتمتعون بالنضج".