كشفت شهادات جديدة كانت جزءا من واقع عاشه جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على لبنان في حرب تموز/يوليو عام 2006، وطيلة ثلاثة وثلاثين يوما، عن وطأة الضغط والرعب المتواصل بفعل الضربات الموجعة التي سددها رجال المقاومة الاسلامية في حزب الله.
جاءت الشهادات الجديدة، رغم التكتم الذي فرضته الرقابة العسكرية على عرض وقائع العدوان الاسرائيلي تجنبا للمس بمعنويات الاسرائيليين وجيشهم.
وقد كشفت الكثير من الشهادات الحية للقطات الهواة التي تسربت في ما بعد، ما عاشه جيش الاحتلال والمستوطنون من رعب واضطراب نتيجة الحمم النارية التي صبتها المقاومة، وحولت منطقة الشمال في كيان العدو الى ما يشبه الجحيم كما وصفها بعض من وثق تلك الاحداث، فضلا عن شهادات لجنود تعرض لاول مرة حول ضراوة المعارك والقصف الذي تعرضوا له.
وفي احدى تلك اللقطات سئل جندي اسرائيلي: هل رايت مقاتلي حزب الله؟ فاجاب: فقط عبر العدسة.
ومن ثم سئل: صفهم لي وكم اعمارهم ؟
اجاب الجندي الاسرائيلي: "هم شبان في جيل الثامنة عشرة حتى 25 عاما لقد كان القتال قاسيا في اغلب الاحيان".
عندها سئل ولماذا القتال كان قاسيا فاجاب: "لانه قتال ضد قوة اشباح".
ولدى سؤاله: هل تخاف على مصيرك ومصير من حولك ؟ اجاب الجندي الاسرائيلي: "كنا عند مدخل المطلة ورأيت الكثير من الجنود على حمالات الجرحى، مقاتلو حزب الله كانوا يقصفوننا دون توقف ويعلمون مكان وجودنا بالضبط، وكل مرة ننتقل الى نقطة مختلفة، فهذه رشقات دقيقة ولا اعلم لولا الدبابات ماذا كان سيحصل لقد تعرضنا لضربات قريبة جدا، بتنا نشعر اننا كالفئران وكل لحظة صافرة انذار لنهرع الى داخل الآلية".
وتحدث جندي اسرائيلي اخر عن مشاهداتها فقال: "اذا دخلنا الى لبنان "وانا اقول ذلك بقناعة تامة"، فاننا سنعود جميعا بعد ساعتين في التوابيت، صاروخ كورنيت سينهي المسالة، الجميع يعلم ذلك ولا يريد الحديث عنه".
شهادات الجنود الاسرائيليين تلك عرضت الحالة النفسية المزرية والتعقيدات التي شهدتها الحرب، وقد ظنوا بداية انها عملية سهلة.
وقال في هذا السياق احد الضباط الذين شاركوا في الحرب: "هناك احباط جراء عدم تمكننا من ايقاف الكاتيوشا والقضاء عليها، وكان هذا اكثر تعقيدا مما اعتقدنا، فنحن لا نقاتل ضد جيش انما ضد مجموعات حرب عصابات".
اما احد الجنود فوصف الواقع بالقول: "نحن لا نقوم بالهجوم انما نقوم فقط بانقاذ الجرحى، كل خلية تستطيع تدمير دبابتين ويكفي ان يسقط قتيل في كل دبابة لتشتغل كل الكتيبة بالانقاذ والتغطية وهذا محبط جدا".
لعالم