يا يوسف العصر يا صديق امتنا
من كحل عينيك هذا الكون يكتحل
طال انتظارك فاقدم ان امتنا
لله ضارعة لله تبتهل
هذا جنوبك مشتاق لعاشقه
عز الفراق وانت العاشق الغزل
هذي مرابعك الخضراء قد ظمئت
للقطر للطل اين العارض الهطل
لم يبق فيها سوى روض حدائقها
فواحة بعميم الزهر تكتهل
ارضعته لبنا شذبته فننا
انزلته سكنا ما شابه الدخل
احكمته عددا زودته عددا
لا الخوف يعرفهم كلا ولا الوجل
اعليته شعلا اسلكته ذللا
سميته املا يحيى به الامل
ساموك اما هوانا في تامرهم
او ارتهانا وانت الثائر البطل
فرحت تنفث في افواههم لهبا
بهمة دونها الاقوام والدول
وجلجلت صرخات الحق صاعقة
دوري من الله لا لبس ولا حول
يا ايها الصدر فيك الامة اكتملت
ومن يراها بغير الصدر تكتمل
الفلك جانحة والريح عاتية
وكل حزب بما يهواه ينشغل
فاضرب عصاك فان البحر منفلق
واصدع فانا لامر الله نمتثل
وابن السفينة فالطوفان منتظر
بك الخلاص وانت العهد والامل
ابناؤك الصيد يا موسى عمالقة
في ساحة الحرب ما ظنوا ولا بخلوا
جادوا بارواحهم صونا لعزتنا
والله اعطاهم بالحق ما سالوا
ففي تموز رايت الشمس هاوية
على الثرى واديم الارض يشتعل
كانما خيبر في يومنا اجتمعت
والنهروان ويوم الطف والجمل
حتى اذا انكشفت ساحات معركة
عن الطواغيت كان الدرس والمثل
وانهر من دم سالت مطهرة
ربى الجنوب فمنها الدهر يغتسل
وألهبت شمس تموز حدائقها
فاختال عجبا بهن السهل والجبل
ابناؤك الصيد ما لانت عزيمتهم
ولا استكانوا ولا هانوا ولا كسلوا
راموا الشهادة وارتادوا مسالكها
فالعلقم الصاب في افواههم عسل
اجسادهم في بلاد الله قد نصبت
جسورنا عليها النار تشتعل
دماؤهم في بلاد الله اشرعة
طارت وحطت فكان القطر والبلل